ما بين ذكرى رحيل عبد الناصر .. و الانفصال المؤلم

mainThumb

02-10-2012 10:19 AM

 في 28 من أيلول من كل عام تصادف ذكرى لمناسبتين مؤلمتين في تاريخ الأمة العربية ، الأولى انفصال الوحدة ما بين مصر وسوريا وما عرف تاريخيا بإقليم الشمال والجنوب للجمهورية العربية المتحدة التي كانت الأمل المنشود لوحدة الأمة العربية وهي الهدف الذي ناضل وكافح من أجله أجيال طويلة من أحرار هذه الأمة طلبا للقوة وطلبا للحياة ذاتها بعزة وكرامة .

 

لذلك جاء انفصال الوحدة بين مصر وسوريا ليشكل صدمة مؤلمة لكل أبناء الأمة العربية وأحرارها ، وللانفصال أسباب كثيرة منها ما هو داخلي ، وأخطاء سياسية ولكن الأهم كان التآمر الخارجي من أعداء الأمة العربية الصهاينة الأمريكان وعملائهم في المنطقة من الرجعيين من العرب الخونة ، ألا يكفي أن نذكر مثالا محاولة الاغتيال التي دفع الملك سعود بن عبد العزيز رشوة مقدارها 3 ملايين جنيه إسترليني للمناضل العروبي عبد الحميد السراج وزير الداخلية للجمهورية العربية المتحدة وسلم ذلك المناضل العنيد عبد الحميد السراج الشك للزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر وجرى فضح تلك المؤامرة الدنيئة التي كان مهندسها ولي عهد نظام آل سعود في ذلك الوقت المقبور فيصل عبد العزيز الذي شاءت له الأقدار أن يقتل على يد ابن أخيه ذو التوجه الإسلامي فيصل ابن مساعد ابن عبد العزيز عام 1975م .
 
وتوالت المؤامرات والدسائس من الاستعمار الامبريالي الصهيوني وعملائه حتى تم الانفصال في ذلك اليوم المشئوم وهو نفس التاريخ وبعد تسعة أعوام ليرحل به الزعيم العربي الكبير ورمز الوحدة والتحرر جمال عبد الناصر في 28 من أيلول الحزين عام 1970م ، وتدخل الأمة العربية بعد رحيله مرحلة الظلام والاستبداد والتبعية السياسية حتى وصلنا لسياسة تسليم المفتاح كما وصفها الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل أطال الله في عمره وهي ما أسموه زورا بالربيع العربي ، وفيما يتعلق بالانفصال لوحدة جناحي الأمة العربية مصر وسوريا ، يكفي أن نذكر أن ذلك الانفصال هو من مهد الطريق لنكسة حزيران الأليمة عام 1967م ، وأن دبابات الانفصاليين الخونة هي من فتح الطريق لنكسة الأمة العربية في ذلك التاريخ المشئوم الخامس من  حزيران 1967م ، حيث سبقها نكسة ومأساة الانفصال بين جناحي الأمة مصر وسوريا ذلك الانفصال الذي قاده حفنة من الخونة والعملاء المرتبطين بوكالة المخابرات الأمريكية التي خططت وأشرفت على الانفصال والذي عقبه النكسة الأليمة ليجعلها الخونة والمترددون من كتبة البترودولاء كربلائهم الجديدة حتى لا تقوم للأمة قائمة بعد ذلك .
 
وجاء رحيل الزعيم جمال عبد الناصر الذي قاد وباقتدار حركة التحرر العربية وطرد الاستعمار من القارات الثلاثة آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وحارب الأحلاف الاستعمارية وأعاد مصر للمصريين بعد آلاف السنين من حكم الاستعمار وعملائه كما أعاد لمصر العزيزة ثرواتها الوطنية ودورها القيادي الذي يليق بها ودعا لوحدة الأمة العربيه الشاملة كما دعا للوحدة الإفريقية وأسس منظمة عدم الانحياز التي أعادت التوازن للنظام العالمي برمته في ذلك الوقت ، ومن الطبيعي أن يصبح الزعيم جمال عبد الناصر هدفا للاستعمار وعملائه من الحكام الرجعيين في الوطن العربي حتى شاء قدره أن يستشهد وهو يوحد بين صفوف الأمة ويطفئ النار بين الأشقاء ويوحد الصفوف لمعركة الأمة العربية مع عدوها الحقيقي الكيان الصهيوني ومن ورائه وأعاد بناء الجيش المصري العظيم ووضع خطة العبور التي نفذت بعد رحيله بثلاثة أعوام .
 
ولذلك الحديث عن الزعيم جمال عبد الناصر له خصوصية عبرت عنها جماهير الأمة العربية في كل وقفة عز وكرامة ضد الاستعمار وعملائه المستبدين حتى هذا اليوم ، وبذكرى رحيله وبذكرى الانفصال المؤلم نؤكد ما هو مؤكد ونعلن في أقلامنا ما هو موجود في قلبنا ، قسما بالله العظيم سنبقى على العهد ولعروبتنا ووطننا وناصريتنا أوفياء مخلصين وسنبقى الجنود المخلصين لهذه الأمة .
 
وسلام على روحك الطاهرة يا أبا خالد يوم ولدت ويوم استشهدت وسوم تبعث حيا .
 
alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد