السفير الأمريكي والانتخابات النيابية ؟

mainThumb

08-09-2012 09:47 PM

من يتابع الحملة الحكومية المسعورة الداعية للانتخابات النيابية المزمع إجرائها قبل نهاية هذا العام لا يملك إلا أن يصاب بالاكتئاب والحزن على ما آلت إليه الحالة الأردنية التي أصبحت عصية على الإصلاح والتغير السلمي ، ولا شك أننا نمر بحالة من الفوضى وخلط الأوراق لم يشهد الوطن لها مثيلا عبر تاريخه ، وعندما يصل الأمر بالحكومة وأجهزتها المبجلة أن تكلف حتى الأطفال بتوزيع بيانات تدعو للانتخابات أمام المساجد في يوم الجمعة وكأنها تتسول الشعب للمشاركة في مهزلة الانتخابات الجديدة وفق تصور الحكومة وإعادة إنتاج الأزمة المركبة من جديد التي يعيشها الوطن .

وبدلا من الحوار الوطني الجاد ومشاركة جميع الأطراف للخروج من الأزمة وإيجاد حلا وطنيا نرى تدخل السفير الأمريكي بوقاحة سياسية ويدعو هو الآخر للانتخابات وكأن الأردن قد أصبح عراق أو ليبيا ما بعد الاحتلال .
 
الأمر الذي استفز الغالبية العظمى من الشعب الأردني وإصراره أكثر على مقاطعة هذه الانتخابات التي تحاول إعادة إنتاج الأزمة كما أسلفت مع ديكور من المعارضة الهامشية التي لا وزن لها ولا قيمة بقانون الانتخاب الجديد الذي ما هو إلا محاولة فاشلة لتكريس قانون الصوت الواحد وإعادة إنتاجه من جديد بما يسمح بوجود معارضة شكلية كديكور للصورة المهزوزة للاستبداد السياسي هدفه إرضاء الخارج وتصوير الوضع وكأنه جيدا على حساب الداخل الوطني المحتقن الذي ما عادة تنطلي عليه تلك الأكاذيب والتزوير لإرادة الشعب الذي أصبح أكثر إصرارا على رفض هذه المهزلة وأنه لن يكون ديكورا لحكومات علي بابا والأربعين حرامي الذين تضاعف عددهم وأصبحوا مؤسسة علي بابا والأربعين حرامي .
 
 وزاد السخط الشعبي أكثر من نشاطات السفير الأمريكي الذي هو في الأصل دولة داخل الدولة ، وأسأل الحكومة ماذا يعني تدخل السفير الأمريكي ودعوته الوقحة للمشاركة بالانتخابات ، وماذا بقي لنا من السيادة الوطنية بعد أن أصبح هذا السفير هو الحاكم والذي يتدخل بكل كبيرة وصغيرة بعد أن أصبحت أمريكا بواسطة وكالة الإغراء الشريك الاستراتيجي بكل مشاريعنا ومؤسساتنا العامة قبل الخاصة  وما جدول المشاركة بالانتخابات النيابية والوطن قراره ليس بيد أبناءه بعد أن أصبح السفير الأمريكي من جهة والبريطاني والفرنسي من جهة أخرى وحتى سفراء دويلات الإعراب لهم رأيا وشأنا فيما يجري.
 
ألا يكفي أن نذكر أن محميات الخليج من الإعراب اشترت الإصلاح المزعوم ودفعت ما يسمى بالمساعدات شرط وأد حتى النية بالإصلاح ولعل مجيء حكومة الطراونه هي الرسالة المراد إيصالها لهؤلاء الإعراب على وأد النية بالإصلاح والعودة للماضي البغيض .
 
لذلك نرى هذا الإصرار من الحكومة والسفير الأمريكي ومن يتبعهم على إجراء الانتخابات والتسجيل بها لإعادة إنتاج الأزمة والسير في الوطن في طريق مجهول لدفع الشعب لحالة من اليأس السياسي وتخويفه من الإصلاح مستشهدين فيما يجري في بعض الأقطار العربية الشقيقة التي تعرضت للاحتلال مثل ليبيا والأخرى التي تعرضت للمؤامرة مثل سوريا ومصر ، وللأسف كان الأردن الرسمي جزءا من المؤامرة لتدمير الدولة الليبية وتورطه بدعم الإرهاب في سوريا كما ذكرت الكثير من وسائل الإعلام في الغرب ذاتــه .
 
وهناك أصوات وطنية حزبية وغير حزبية ناشدت الحكومة ولا زالت لتأجيل ما يسمى بالانتخابات النيابية حتى يتم التوافق الوطني عليها ولكن يبدوا أن الحكومة المدعومة من السفير الأمريكي في واد والشعب الأردني بكل مكوناته وقواه السياسية بوادي آخر ، ونتساءل في نهاية المطاف الى أين تسير حكومة الطراونه المغامرة ومن يوجهها بالوطن وهل ستجري انتخابات نيابية لرسم خارطة المستقبل لــ10% من الشعب الأردني وغالبيتهم ستكون من العسكريين مخالفة بذلك الدستور التي تتشدق به أو أنه في الثانية الأخيرة من الدقيقة الأخيرة من الساعة الأخيرة سيحكم العقل وتؤجل تلك الانتخابات للوقت المناسب وهذا ما يأمله كل أحرار الوطن من رجال الدولة الحقيقيين إن وجدوا  .
 
alrajeh66@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد