لقد شهد العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وبروز أمريكا كقطب عالمي وحيد كما اعتقد البعض خاطئاً أحلافا جديدة قديمة بين أمريكا التي فشلت أن تقود عالم أحادي القطب وعملائها الأتراك الذين يبحثون عن دورٍ لدولتهم والتي تحاول أن تستعيد ما قيل عن مجدها السابق الذي بني على القتل والإجرام وتشريد الملايين من العرب والأرمن وغيرهم ومن جهة أخرى الأتباع بدرجة أقل وظيفتهم الدعم المالي للحلف الجديد الذي يموّل من أولئك الاعراب الخونة في محميات الخليج المحتل .
لاحظوا تبادل الأدوار بين هذا الحلف عندما قامت أمريكا وبريطانيا بغزو العراق بطريقة همجية وخارج نطاق حتى ما يسمى بالأمم المتحدة ، قيل أن تركيا في ذلك الوقت رفضت أن يتم إدخال قوات الاحتلال عبر أراضيها ولكنّ تمّ عبر باقي الجوقة من محميات الخليج والأردن ومصر كامب ديفد ، وبعد احتلال العراق وتدمير أسس الدولة العراقية حاولوا ضرب المقاومة في لبنان من خلال حرب تموز وكان التحالف والتمويل لتلك الحرب خليجي ، حيث فوجئوا بما لم يتوقعوه بهزيمة الكيان الصهيوني والإطاحة بكبار مجرميه مدنيين وعسكريين ، وفي تلك الحرب المجيدة لهذه الأمة التي شهدت أبشع أنواع الخيانة والتآمر من عرب الاعتلال في محميات الخليج وغيرها ورأينا الهستيريا التي أصابت نظام آل سعود العميل واصفين تلك الحرب التي كانت أعظم إنجاز عربي في مطلع هذا القرن بعد مأساة احتلال العراق وسقوط دولته بمغامرة حزب الله وبعد فشل المشروع الصهيوأمريكي أعيد إنتاجه مجدداً من خلال ما يسمى بالربيع العربي الذي بدأ عفوياً وتلقائياً ولكن سرعان ما التفت عليه أمريكا وأفرغته من مضمونه واحتوائه ونجحت للأسف بنقل المعركة لمعسكر المقاومة والممانعة خاصة بعد سقوط أهم عميلين لأمريكا حسني مبارك وزين الشيالين .
وكان توجه الثورة العربية الواضح ضد معسكر الاعتلال والمطالبة بالإصلاح في معسكر المقاومة أو الغير متعاونة مع أمريكا وكانت البداية بليبيا حيث سرعان ما جرى تدويل القضية الليبية من خلال جامعة العفن المسماة بالجامعة العربية التي أعطت ضوء أخضر للناتو بتمويل من محميات الخليج المحتلة وللأسف تمكنوا من إسقاط الدولة الليبية واستشهد وجرح ما يزيد عن النصف مليون إنسان ، وهذا عدد كبير جداً بالنسبة لعدد سكان الجمهورية الليبية ذاتها لتبدأ بعد ذلك الأحداث المبرمجة في سوريا ومحاولة فرض السيناريو الليبي الذي فشل في سوريا بسبب وعي الشعب السوري أولاً وصموده الأسطوري في وجه المؤامرة ، وثمّ الفضل أيضاً لمواقف الدول الكبرى روسيا والصين اللتان انتبهتا ولو متأخراً أنّ ما يحدث في سوريا وقبلها ليبيا ليست ثورة وإنما غزو خارجي .
ومع صمود سوريا شعباً وقيادة بوجه هذه المؤامرة انكشف المستور من أسرار خطيرة حول حلف الشيطان الذي تقوده أمريكا ضد الأمة العربية ومحاولة تقسيم المقسم وتجزيء المجزئ وكأن التاريخ يعيد نفسه على العرب قبل الحرب العالمية الأولى ، وأتساءل هل صدق البريطانيون بتحالفهم مع الحسين بن علي بعد الحرب العالمية الأولى والقصة معروفة للجميع ، وبعد الحرب العالمية الثانية سلمّوا بإرادتهم أو بغير إرادتهم لأمريكا لتقود ما عرف بالحرب الباردة لينتهي دورهم إلى الأبد بعد العدوان الثلاثي الشهير ، وأمريكا اليوم لن تصدق مع عملائها لو قدّر لمشروعهم النجاح لا قدّر الله حيث سيكون أول الضحايا عملائهم بالمنطقة .
ولذلك نقول ادعموا سوريا وجيشها العربي وقيادتها الباسلة التي هي آخر القلاع العربية الصامدة وأود هنا أن أذكر حتى دعاة الإسلام السياسي من الجيل الجديد الذين لم يتلوثوا بتحالفاتهم مع أعداء الأمة ، أنظروا لتلك الصورة التي نشرها إعلام آل سعود أثناء زيارة الرئيس مرسي للمرحوم حسن البنّا وهو يقبل يد الذليل عبد العزيز آل سعود ، وماذا يعني ذلك إنها رسالة واضحة لمرسي وأتباعه بأنكم تابعين لنا تاريخياً ولن تخرجوا من عباءتنا ، ولذلك نعيد ونكرر ادعموا سوريا حتى لا يعاد إنتاج سايكس بيكو وبشكل أكثر مأساوي ، انتبهوا...انتبهوا يا عرب من حلف الشيطان الذي يريد انهاء وجودكم ، ولذلك نقول " ويل للعرب إذا لم ينتبهوا من شرٍ قد اقترب "