حالنا يشغل بالنا

mainThumb

08-08-2012 01:27 AM

 ما يشغل بالنا نحن العرب ويثير حيرتنا في مدننا وفي قرانا وفي بوادينا ما وصل بنا الحال أنْ نبحث عن ثرواتنا أوما تبقى منها في جيوب مستغليها وناهبيها من الأغراب والطامعين فينا,وعندما تطول بنا غفوتنا إذا بعدونا التقليدي يحارب معنا من أجل تحقيق مبادئنا في الحرية والكرامة والأمن والاستقراروهي جوهرأمانينا!! فنعمل معه طائعين على دماربنياننا الاجتماعي,وتهديم عمارنا التراثي منه والحداثي, وحرف خطوط قطاراتنا عن مسارها  الطبيعي, وتخريب مواتيرنا لمصادرتوليد طاقتنا الكهربائية لتعتيم فكرنا نهارا ًوإطفاء رؤيتنا ليلا ً,وقتل عساكرنا بأيدينا بسلاح مصدره مخازن أعادينا, ونغتال علماءنا ومفكرينا وطيارينا كي نتشفى بأبناء جلدتنا وإخواننا والمخلصين الواعين فينا.

 
عندما نحفرالأنفاق لا لنبحث عن معادن وخيرات أراضينا, بل لنهرب ونُهرب آلة التدمير والتخريب وبنادق القتل وأسلحة بأيدينا ,نهدد بها الناس كي يرحلوا عن روابيهم لنقيم قواعد صواريخ نصطاد بها دروعنا و دباباتنا وطائراتنا.وعندما نهجّرأهالينا لنحول بيوتهم إلى  دهاليزتخفينا بعد قنص عسكريينا وإلى مقرات لنصنع بها عبوات ننسف بها آليات وناقلات جنودنا ومواطنينا.عندما نفخخ سيارات نسرقها من أصحابها في ديرتنا فنقتل كل من ساقه قدره إلى جوارها أو في محيطها . 
 
عندما نفعل كل ذلك وأكثرمنه في تشويه ماضينا , وفي تغريب معاني الكلام وتبديد دلالاته    التي أبدعت في صوغها عقول مبدعينا , ونجد من يصفق لنا ويمنحنا من أرضه وخبزه ما يزكي سلوك النهب فينا,وهو يخطط لتقسيم ما يشاء من أراضينا , ويدنس المقدس من تراثنا   أمام ناظرينا , وعدونا التاريخي الطامع في أرضناالمنتهك لعرضنا قريب من كل مهاجعنا ومآوينا.
 
عندما نفعل ونرى ونسمع إن سفيرا ً أجنبيا ًفي ديارنا يوجه مسار زعامات سياسيينا ومنهم من قالوا ورثنا جحافلكم عن أبينا !! ونقع في خطيئة بروموثيوس,ولا من يداوينا , ويستمرجريان الدمع من مآقينا.
 
عندما نسمع ونرى انقسام العالم بين مؤيد ومعاد لنا في تقريرلمصيرنا وصون معاقلنا,يبحثون أمورنا ونحن  لهم صاغينا, يتسلى الغير بمآسينا نحن العرب دون سوانا من أهل الأرض وقاطنيها, وتنشغل منظمات العالم في تفسيرأسباب وجودنا وفي تحديد مصالحنا وتشخيص هويات القادة وشرعنتهم فينا, وإقامة السياج فيما يرونه حدودا ًلوطننا سرعان ما يزيلونه لقضم جزء منه بما عليه من أهالينا.
 
نتغنى بالثورة ونهتف ونغني وننشد لها من الأناشيد ما لم يعد يطربنا ولم يعد يكفينا,وننحو إلى قطيعة مع تراثنا في التحررمن الاستعمار لنتوسل به كي يحررنا من ظلم أهالينا,فنفقد حقنا في حاضرنا ونتنكر لماضينا وتذهب الثورة ويستبد الطغيان والأقزام فينا.
 
وكل من في هذا العالم غيرنا من حولنا ومن البعيدين عنا يشدو بموسيقى وألحان ثورية  مصنوعة من ثوب حضاري مطرز بهي تجديدي يسابقون الزمن فيه ويتنافسون فيما بينهم بحماسة وكياسة وتعاون وتعاضد معرفي وأخلاقي ويسمونها : ثورة العلوم , ثورة المعرفة , الثورة التقنية,الثورة الصناعية والثورة الزراعية ,ثورة التحضروالتعالي عن الصغائروإحياء الضمائر. 
 
هم يثورون من أجل صنع التقدم والترقي, وتطوير قدراتهم الذاتية,وتمكين مفكريهم وعلمائهم   وخبرائهم من الإنجازات التي يشاركون بها غيرهم ويتعاونون بها مع الآخرين ويتبادلون فيهاالخبرات للاستزادة من الانتاج وتفعيل الإمكانات العقلية والمادية والبشرية لتتساوق مع شروط العصرنة ومتطلبات التحضروتأمين موقع آمن لركوب موجات التقدم والتطور.
 
تتباهى الشعوب بالعقلانية والتسامح والسلام, ونبذ الفرقة والتحارب والتحازب لا تفرق بين الناس في نسب أوعقيدة أوانتماء أوأصول. يتغنون بالحرية لغيرهم كما لهم ,يصفقون للمبدع  منهم ويرفعون من شأن الوطن اعتزازا ً,لا يصفقون لزعيم سياسي ولا يهتفون لقائد بالشكر والثناء على كرم السماء بواحد مثله,والتغني بمكارمه وصفاته,ولكن يحيون بحرارة أديبا ً تمكن من نيل جائزة محلية أو دولية, أو عالما ًتوصل إلى اكتشاف سجله كبراءة اختراع ,أومفكر  تجاوبت مع أفكاره أفكارمفكرين من بلاد أخرى بترسيخ قيمة الإنسان في كل الأزمان. 
 
لا حاجة لنا اليوم أمسَ من حاجتنا إلى يقظة ضميرنا , وصحوة عقولنا وجرأة نخوتنا علىنقد الذات وعلى صفاء الهويات في وطن واحد لتعددية طبيعية بناءة تستكمل معها بنى الحرية والديمقراطية, لا يجلد الواحد فينا أخاه ويبرأ نفسه من وجع الأنا وفساد المشاعر الأنانية , وأن نستعيد بعض ذاكرتنا أننا أبناء حضارة لا يصعب علينا استعادة مقوماتها ولنتذكرإن الزمن لا يرحم من لا يرحم نفسه أهله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد