أيها الأردنيون عليكم بالتيمم

mainThumb

30-07-2012 04:02 PM

  قال تعالى: وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُواًّ غَفُوراً.

   أيها الأردنيون، هذه رخصة من العفوّ الغفور تبيح لكم التيمم، بعد أن قُطعت المياه عنكم وعن أبنائكم وأسرتكم في حين يتنعم بها اللصوص والسرّاقين من متنفذين وغير متنفذين؛ متنفذ يسرق مليون م3، وغير متنفذ يسرق4م3. متنفذ يسرق ليملأ بركة السباحة في بيته، وغير متنفذ يسرق ليملأ بئرًا أو خزّانًا غير ظاهر للعيان. الكلّ من عديمي الأخلاق والشرف يسرق، سواء كان متنفذا أو غير متنفذ. ويبقى المواطن العادي يرقب ماسورة وساعة منزله بعين اللهفة والحسرة ويده قابضة على: مفتاح إنجليزي، ومفك، وزرادية، ومفة، وجلدة، وخيطان كتكت، ولوازم أخرى لعل وعسى أن يتفضل ويتكرم ويتلطف شرار القوم عليه بقطرة ماء يرطب بها جوفه أو جوف طفله أو جوف أبيه العجوز المريض.
 
   إنهم يسرقون المياه، في حوفا المزار، في القسطل واللبن، في الأغوار، في زيزيا، في الجنوب والشمال، في شرق البلاد وغربها. في كل بقعة ينتشر السارقون انتشار البعوض والذباب على مآدب الكرام. نسمع عن متنفذين يسرقون المياه ويضعونها في آبار وبرك خاصة بهم ومن ثم يبيعونها في صهاريج إلى أشكالنا وأمثالنا العطاشى-عينك عينك-؛ أي أن الوزارات والجهات المعنية من وزارة مياه وري بكافة مديرياتها على علم بذلك. وهذا ما بان في كرة الاتهام المتقاذفة بين وزيري الداخلية والمياه؛ حيث يتهم وزير الداخلية وزير المياه بأن وزارته السبب في التوتر الأمني وعوارضه من سد طرق وإشعال إطارات بسبب انقطاع المياه في حين كان رد وزير المياه والري بأن الداخلية غير جادة بوقف الاعتداءات غير المشروعة على شبكات المياه وبيعها للمواطنين بصهاريج خاصة لحساب عدد من المتنفذين بما نسبته 60%-70%. ونحن كمواطنين نقول لكما معًا، بأنكما معًا، مسؤولان معًا عما يعانيه المواطن من احتقان وألم وغصّة لن يستطيع تفريغها إلا في الشارع بعد أن صممتم آذانكم وأعميتم أعينكم عن شكواه في الوقت الذي تجبنون فيه عن مواجهة من هم بنظركم حيتانا ومن هم بنظرنا ذبابا ليس إلا. إنكم أنتم سبب احتقان المواطن الذي همه لقمة عيش أبنائه وشربة مائه، أنتم السبب بضعفكم وقلة حيلتكم وقصر نظركم من أحضرتم الدواليب والإطارات وعيدان الكبريت لمثيري الشغب والفوضى كي يغلقوا الدروب والشوارع. إن المسؤول العام الذي لا يجد في نفسه الكفاءة لإدارة شؤون وزارته أو عمله أيًّا كان، بيته أولى به؛ قائلين له : عظم الله أجرك، دعنا نجرب غيرك. مع العلم أن الأسى بلغ مبلغه في نفوسنا؛ فلا نظن زيدًا بأفضل من عمرو!!
 
 وكما قيل قديمًا وما يزال صالحًا للقول: كلّ القوم ضرّاط ولكن شهاب الدين أضرط من أخيه. مع الاعتذار الشديد على مثل هذا اللفظ النابي الذي لم أجد بديلا عنه معبرا عن واقع حال ما نحن عليه. واقع يعيش فيه اللصوص يرتوون ماء زلالا دون رادع ولا وازع، ويلهثون فيه الأشراف وراء قطرة ماء دون جدوى.
 
أفتونا أيها الشيوخ: نحن لسنا مرضى، ولا على سفر، ولم يأت أحد منا من الغائط، ولم نلامس النساء. ولكن بين أظهرنا مسؤولون فاشلون لا يتجاوز مدى بصرهم بين أرجلهم. وبين أظهرنا لصوص وقطاع طرق وسراقو مياه، وبين أظهرنا زعامات مناطقية لا يجرؤ على محاسبتها وردعها ممن هم قائمون على تطبيق القانون ولا تنفيذه.
 
في ظلّ ما نحن عليه، أيجوز لنا التّيمّم في هذا الصيف القائظ، في هذا الشهر الفضيل، في هذا الوضع البائس؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد