كنا مجموعة نقاش , سألني احدهم :- لماذا يكره الناس الأخوان المسلمين ؟
قلت له , لأنه كان هو الوحيد الذي يتبنى المرجعية الإسلامية في السياسة , والإسلام بالنسبة للغرب والطغاة يعتبر خطرا , ولذا حاربوهم حرب شعواء , أمنيا وإعلاميا , ولا يزالون .
نعم الأخوان المسلمون لهم أخطائهم كجماعة , وبعض قياداتهم لها أخطاء كأشخاص , ولكن لنتذكر قبل 40 سنه , أو قل عشرين , لا بل لنجعلها 10 سنين , وما رأيك ب 5 سنين فقط , ما الجماعة التي كانت تحاول أن تجعل الإسلام مرجعية سياسية في العالم العربي ؟
لا توجد إلا عند الشيعة , في ما يسمى بحزب الله وحركة أمل , ولكن الغالبية العظمى من المسلمين السنة لا يوجد أي حركة إسلامية من المنظور السياسي .
الإعلام خلال اكثر من 50 سنه وهو يحارب جماعة , وما نراه هو إفراز لهذا الإعلام ,
أصبح الكثير من المسلمين يقبل بأي مرجعية , مهما كانت , شيوعية وطنية قوميه اشتراكيه رأسمالية لا دينية أو علمانية ... إي مرجعية إلا المرجعية الدينية , بينما في أوربا واليابان والهند توجد أحزاب ذات مرجعية مسيحية وبوذية وهندوكيه .
وحتى الجماعات الإسلامية الغير سياسية تحارب الإسلام السياسي , ويستغل البعض ما يقول هؤلاء للحرب على الإسلام السياسي المؤطر .
عمليات التخويف للإعلامي من الإسلام السياسي , وصاحبها عمليات أمنية وتفجيرات , ورافقها سخافات قام بها بعض المتشددين من تدمير للأضرحة , جعل الشعب يخاف من سيطرة الإسلاميين على الحكم , لآن من الواقعي أن يؤخذ الإسلام كوحدة واحده , فربطوا بين الأخوان والسلفيين والقاعدة وغيرها من الحركات فجعلوها في الضمير الشعبي وحدة واحده .
ولكني أرى أن هذا سيزول خلال فترة وجيزة , ويبدأ المجتمع بتقبل الإسلام السياسي , حيث فتح المجال الإعلامي والسياسي لكل التيارات أن تتحدث عن نفسها ,
نرى تونس يحصل الإسلاميون على جزء كبير من المشهد السياسي .
نرى مصر أصبح الإسلاميون في صدارة المشهد السياسي .
نرى ليبيا نال الإسلاميون المركز الثاني في الانتخابات الأخيرة .
في الكويت سيطر الإسلاميون على مجلس الآمة مما دعا الحكومة إلى إلغاءه
في الأردن يشكل الإسلاميون الثقل في المعارضة الأردنية
سواء كنا مع الإسلام السياسي , أو كنا ضده , سواء كنا مع الإخوان المسلمين أو كنا نخالفهم , لقد أصبح رقما موجودا في المعادلة السياسية في عالمنا , ويجب التعامل مع هذه الحقيقة.
أصبح الإسلام السياسي واقعا وموجود على الأرض , ويخطئ من يحاول إزالته وإقصائه , فكل المحاولات السابقة أثبتت فشلها وكانت أشد مما يحدث اليوم ..
اللعبة الديمقراطية ليست لعبة ابيض وأسود , وصواب وخطأ , وهذا ما يجهله الكثيرون . بالطبع ما زال المجتمع العربي في مرحلة البداية في المسيرة الديمقراطية , ولم نتعلم بعد المعايشة مع الأفكار المخالفة , ولم نتعلم بعد مهارة الإنصات . ولكننا نسير في الطريق الصحيح . وسنصل إن شاء الله , فيصبح اختلافنا اختلاف وجهات نظر وليس صراع بقاء فإما قاتل أو مقتول .
هذا ما يجب أن تتعلمه النخب السياسية وهذا ما يجب أن يتعلمه الشعب .
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي