مدارس عيرا واليـد العابثة

mainThumb

12-07-2012 05:32 PM

 أن تخفق في مبحث من مباحث الدراسة فهذا ليس مبرراً على الاطلاق أن تسول لك نفسك أن تعتدي على مرفق عام من مرافق الدولة الا وهــي المدرســة

هذه المدرســــة التي تعلمنا ألف مرة انها بيتنا الثاني. نقول هذا الكلام ونحن نفاخر الدنيا بأننا أمة ((أقرأ)) وأمة التعلم.
 
فكيف بثلة منا ينحدرون الى مستويات لم نكن نتوقعها من تكسير وحرق وتدمير لأدوات ومرافق سخرت خصيصاً للأرتقاء بنا الى حيـــاة فضلــى...ثمة أمم رأينا بأم أعيننا كيف يقدرون مجالس العلم ففي اليابان مثلاً يخلع الطلبة احذيتهم خارج حرم المدرسة قبل الدخول...أنظرو معي كيف وصلت المدرسة عندهم الى درجة القداسة.
 
أن التعليم في الاردن لبنة أساسية وقاعدة متينة للأرتقاء بالوطن ليكون أردن بحجم العطـــاء
 
 أنه ليحضرني قول والدي رحمه الله وبعض كبار السن عن انهم كانوا يقطعون المسافات الطوال ليصلوا الى المدرسة أو الكتاتيب سابقاً..فكيف بنا اليوم وفي كل حي من احيائنا مدرسة تشمل التعليم الاساسي والتمهيدي حتى المرحلة الثانوية اضافة الى المدارس المهنية التي تناسب ميول وقدرات بعض الطلبة ناهيك عن المدارس الخاصة.
 
وما زالت ذاكرتنا القريبة تزخر بالعديد من المشاهد الرائعة نحو المدرسة فمن هم في جيلي وأكبر يذكرون تماماً حجر الصباح وقصته الجميلة... فلقد كنا كل يوم نحمل حجراً نضعه في الملعب لتكملة ملعب المدرسة ليكون مستوياً وعلى مساحة واسعة.كان الواحد منا يفخر وهو يساهم في بناء مرافق المدرســـة ..وما زال مشهد ذلك الســور الذي بنيناه على أكتافنا لا يبــارح ذاكرتي وهو شاهد حــي نراه كل يوم امام أعيننا ..كل ذلك لاننا نحس أن المدرســة هي أمنا نحميها من الدواب والتراب والغبار,نذهب اليها كل يوم محملين بالتفاؤل والابتسامة ونعود منها وذكرياتنا قابعة بين جدرانها ... حتى أننا حينما نريد أن نجالس اصدقائنا ورفاقنا تحت أشجارها الوارفة الظلال  كان أحساسنا ينطلق من تلك العبارةالتي  شيدها معلمينا العظام على جدران المدرسة ((المدرسة بيتك الثاني))
 
أن اليد التي تعتدي على مكان علمها كيف تمسك القلم هي يد عابثة  لا تمثلنا فهي ناكرة للجميل وتحتاج الى علاج شاف ورادع لتعود للمدرسة هيبتها وقدسيتها   في النفوس العطشى للتخلص من براثن الجهل والتخلف والرجعيــة 
 
فالمدرســــة هــي أحد أهــم معاقل  الدولـــة الحديثـــة ففيها رسمنا أول الطريق وما زلنا نسير بعتادها الذي أورثتنا ايـــاه...  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد