عندما أرى البحر سأسأل، هل سيكون البحر رآني أو لم يراني؟
هكذا بدت علامات وجوهم كأنهم لا يرون شيئا، يا أهل الدنيا ويا أهل الحياه التي سكنت في عيونكم وغابت عن ناظري أنا لا أكتب لكم ولا أكتب له، فقد ولى زمانكم وأتى زمان قد سلمني رسائل حان وقت قرآئتها صباحا وليلا...
لن أكتفي بمشية باتت لي ولن أكتفي بصوت بات نوم يحيط بي، يا أهل الدنيا هذه أنا انتظر ما فاتني من هذه الدنيا، لا تسئلونني لماذا؟ قد تركني عالم بتّ غريبة فيه تركني كمعتقد ثان في كلمة أصغيت لها بكل هدوء وحب، لا تسئلونني من؟ هو من بداخلي وأنا من بداخله ... كيف لي الآن أن آتي وأعلن وحدتي واستقلاليتي! كيف لي أن أنكر أن كلمة قد رفضت وجودٌ بين أحرفها كيقظة لعوبه بين المياه وقاع البحر! فلا تسئلونني أين ملجأ قلعة صورت ورسمت في كتب التاريخ لانني لا أعلم لكنها حصن لما بداخلها...
كرمز أجد نفسي، أنا وحدي...
قومي...
الرياح بدت صامته لي في رغبة غسق مهجور بائس و كزلة طبيعة أجد ما يكمن في حقيقتي في بحر ساخر، وعين مضطربة عبرت في ذهاب عظمة فجر قد خلق لي، كيوم أتى وتجلى للعيان، فأنا أهرب من مهربي الأخير، يا قوم اختارته الدنيا للبقاء فلكم ما شئتم ولي ما أريد... ها أنا كلؤلؤة خضراء تغوص في سفر مؤقت.. كجوهرة تليق بالأفق الشمالي، الان تعترفون يا من كنتم أصدقائي الان تعتمرون حقيقة غدكم تنصتون لحكم مرفئ أبى عبور ملاذ أجسادكم ، فما بالكم ان كانت يقظتي رسمت بصحبة غريب الصباح! فليس لي متكأ وطمأنينه من بعده وليس لي راحة أو سكون بعد جلسة ناظريه على وجهي، أتوق الى سلام وجهه ووئام حضن قد غفا جسدي المنهك بين وئام وحضن قد بنيه لي.. فأخبرني الى ماذا تنظر لترشد منارة سفينتي في هذا الدرب! فهل أنت الذي يخشونك أهل الدنيا؟ يا أمة قومي...
استمديت قوتي من شجن ليل بات حاضر في وهم مقصود، غريبة أنا؟ غريبة أنا في نهار قد عاشه قومي وصديقة أنا في ليل قادني اليك، صديقة أنا! صديقة أنا في صباح قد تنفس فيه قومي تنفس الصعداء ورفيقة أنا في مساء قد تفاخر في مشهد قد ظهرت به، وحيدة أنا! وحيدة أنا في فجر لامس قلم أعاد اسم لك في سطور صفحتي وموعودة أنا في ضحى بحة صوت ودّع لقاء وداع بهت من بعيد، محبوبة أنا! محبوبة أنا في كون أقر بصمتي الداخلي ومعشوقة أنا في عودة ملائكية... هذا ما أتلقاه بمسكة يد وهذا ما ينبعث من مناداة الغائب. يا أهل دنياي... لقد غادرنا زمن ولقد رحلنا في زمن عاش عقدين في عقلي، مضيت في عطلة لاراحة الجسد وأنتم تخليتم عن يوم اجازة الجسد فما بالكم ان كان أنهكه الفراق وألالام رسالة محب؟ وهم رحل دون علم الروح وحق شرع اعترافات لقاء قد طال غيابه، نعم... ككذبة حدثت في منام ذاكرتي، نعم يا قومي... لقد سكنت عالمه من دون علمي من دون حيرة تردد، فقولوا لي من لي بعد الآن؟ فهو لكم كماهو لي، فكم من يمين أقستم أنتم للحفاظ عليه كسيد كمليك أجثو له احتراما، كصديق كرفيق أؤمن به، كأمس كغد أنتظر مروره، كمحبوب كمعشوق أطوق اليه، كحقيقة كوهم جعلته مقام ومشهد بصري، هذه أنا وهذا هو يا أهل دنياي، فكم من ذاكرة أخبأتها أنا في ابتسامته وكم من حياة واريتها أنا في وجهه، فلا أعلم يا من كنتم ويا من زلتم من هي ومن أنا! مجرد وقت عبر سبيله في مهد مسيرة بعد سير في أرض السلام فأخبأت ما لي من هذه الدنيا ومشيت....
يا أهل كوني...
كيف لي أن أحيا غدٍ وأنا لم أفارق الأمس! كوردة محارب عاد بها اشتاق لذكرى حرب قد أفقدته وعي هلع الحب كسلام مجروح لا يقوى على الرحيل أو البقاء، فقولوا لي كيف لي أن أحيا؟ يأسر قلمي من دون عذرا، ويخاطب عقلي من دون سؤالا ويعتقل كلماتي من دون استئذانا، فكيف لي أن أغفو بين معشر دنياي وأستيقظ في ذكرى قصة يرويها أهل دنياي!
لن أسأل عن شتاء قد تنفس كالصعداء، قولوا لي كيف لي أن أسميه وقد تعددت أسماؤه في حدود سماويه بين كونين موازيين فما زال واحدا بالنسبة لي... الأن تطلبون الرحيل بعد أن أطلقت سجين عناني لحرية استكبرتم على احتضانها!
أميري... يا من نظرت الي...
لقد أمسينا على شاطئ من شارد ميلادي خلف شراع سفينة أبحرت لزمن الامس...
قومي... يا أهل دنياي...
يا من كنتم ذات يوم أحياء بداخل وجوهكم، يا من كنتم أشداء على قبضة هذيان ليل...
فكل ليال أمسياتكم يا أهل معشري لن تكفي لرسم حلم على صفحة من كتابكم، وجد من قبلكم فأحييت له، وكنت له من قبلكم فسكنت روحه لأحي فكرة وجوده، أردد نشيد تحيته في قلبي كنشوء الروح في الجسد فهو رؤيتي الطاهرة ومعتقدي الوجداني وفكرتي في حديقة فيبرا، فأنت تغدو كرسالة كمكتوب أنتظره في مدينتنا...
سأغفو قليلا لعل هذا سيغدو كذبة الأمس ووعد الغد، لعل هذا سيكون فجر أهل الدنيا....
"عودة آمنه في خلوة رغبة محب، فمن أنا لحمل خطيئة الوداع؟ ذنب اثم ارتكبته وجوهم في أرض السكون...
فسلام على ملاك عاش في حاضر زماني..."