الخير والخيرة

mainThumb

23-06-2012 02:04 PM

 لن تكون أحوالنا بخير و على خير مادام ثلة من الانتهازيين و الوصوليين يحومون حول حمى السياسة و الانتخاب السياسي , و يحشرون ذواتهم في ميادين الشعب العامة , و يستغلون براءة الجموع , و غفلة البسطاء , و سذاجة النساء , و ينفخون في الأجواء الوعود الكاذبة , و ينثرون الآمال الفارغة... فيصدقهم من يصدق , و ينطوي تحت لوائهم من ينطوي ! • ل

ن تكون الأمور بخير و على خير مادام الناس ينسون حرمان الأيام الكثيرة, و قسوة الليالي الطويلة. و ينسون الأزمات الممتدة , و الخيبات المتكررة , و الانكسارات المريرة . و يضعون أغشية سميكة على عيونهم أيام الانتخابات ،فيبيعون ضمائرهم و أصواتهم لهؤلاء بأثمان بخسة , و يسلمون لهم رقابهم و أرزاقهم و مستقبل أبنائهم و نسائهم , ثم يبوؤون بالخيبة و الهوان بعد ذلك لأيام و ليال أخرى كثيرة و طويلة ... فمن البلاهة و الاستحمار أن ينسى الناس ماضيهم , و لا يتذكرون المسيئين , فيعيشونه مرة ثانية , و يعانون ويلاتهم أضعافا مضاعفة !! •

لن نكون بخير و على خير مادمنا ندرك ذلك , و نعرف اولئك , ثم ننخدع مرة أخرى , و نسقط في حبائلهم و أشراكهم , و نسلم لهم رقابنا و مصائرنا , و نتوجهم ممثلين و نوابا فوق مجالسنا ,وتحت قبتنا ... • لن نكون بخير و سلام و أمن و اطمئنان - أبدا - إذا تصرفنا هذا التصرف الأخرق و الأحمق !! •

فنحن - يا نحن - لسنا فئرانا و حشرات ضعيفة , نسقط في المصائد أكثر من مرة , فتلتهمنا الوحوش الضارية و الضارة بسهولة .. لسنا بلهاء حتى تتكاثر علينا مصائب تلو مصائب هي فوائد و فوائد عند آخرين..و نخرب بيوتنا بأيدينا و أيدي ( المنافقين ) بسبب غفلتنا نحن !! •

لا .. لسنا كذلك.. بل نحن مواطنون .. و مواطنون و واعون و يقظون... لدينا وطن كبير, و أرض معطاءة, و سهول سخية, و جبال ندية, و وديان سارية, , و ثروات لا تعد و لا تحصى.. واهمها الانسان الانسان الاردني المفكر العبقري المحافظ على كشرته في كل مكان كرث محترم. من حقنا أن نستفيد منها جميعا, و ننعم بعوائدها و فوائدها, و ينعم بها أولادنا و أحفادنا, و أجيال في رحم الغيب, سوف يذكروننا بخير, و يترحمون علينا بحب, إذا خلفناها لهم, و لم نخلف لهم البؤس و الشقاء... •

و لكي نحقق هذه الغاية علينا أن لا نسلمها لأولئك ..؟؟؟؟ , و أن نسلمها لوزراء أمناء , و نواب نبلاء , يراعون فينا الله و الوطن و الذمة , و يؤدون الأمانات إلى أهلها , و يخلصون في العمل و الواجب المنوط بهم , و يتقيدون بالحق و القانون ... فمن الصواب أن يتولى إدارة أجهزة الدولة على اختلافها, و يقوم على تدبير و تسيير شؤونها رجال عظماء النفوس و العقول, و عظماء الأخلاق أيضا.. فلا يمكن إنقاذ المجتمع و جعله قويا و متقدما إلا إذا تولى أموره نواب ، وزراء أكفاء, خبراء, و شرفاء... • أما هؤلاء الذين نعرفهم : يخونون , و يغشون , و يكذبون , و يفلتون من العدالة , فيسرقون الأموال و الأقوات , و يستحلون الحرمات , و يستغلون ذوي الحاجة و الفاقة , و يكدسون الثروات لهم و لذويهم , و يكنزون الذهب و الحديد و الخشب و الإسمنت و الزاد و العتاد , و يخدعون الأغرار , و يظلمون الأبرياء ,و .. و ... علينا أن ننبذهم نبذا , و نتركهم وحدهم في ساحة الانتخابات ينادون , و ينعقون , فلا نلتفت إليهم , و لا نستجيب , أو نسمع لهم , لأنهم أبانوا عن مكرهم و خداعهم و جشعهم و أنانيتهم و سلبيتهم تجاهنا , فلم يؤدوا لنا نفعا كثيرا أو قليلا , و لن يؤدوه لنا - أبدا - و لو دمنا عليهم قائمين !! • فيكفي ما سودوا عيشنا , و أزموا حياتنا , و سببوا لنا التعاسة و الشقاء , فلا داعي لأن نأبه لهم ثانية , أو ننظر في وجوههم المتقلبة , أو نرجو منهم خيرا أو يسرا أو تغييرا , فالذين بلغوا أشدهم في النفاق و الفساد يشق على نفوسهم - و العمر يتقدم بهم - أن ينقلبوا راشدين مصلحين !!! •

و لنضرب مثلا: فالرجل الذي لا يرعى في مستخدميه الا ولا ذمة أو قانونا, و يظلمهم في حقوقهم, لن يرعى الجموع الكثيرة بعد فوزه • و الرجل الذي يكذب على أبنائه و أصدقائه و جيرانه, لن يقول الصدق أمام الجميع أيام نصره على غيره.. • والرجل الذي يكره الناس , و يحقد على البسطاء و الكادحين , و يكيد لهم في السر و العلن , لن يخدم أحدا بعد بسطه و نفوذه ... • والذي يحب نفسه فقط لا يهمه من بات جوعانا أو عريانا قط... • مثل هؤلاء المرضى لا يقدمون الخير و المعروف بين أيدي الناس أبدا, و لا يسعون في طريق البر و الإحسان عوض, و لا يحبون الناس, و لا يحبهم الناس أيضا... • وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد