العلاقة ما بين الخط الأحمر و كرامة المواطن

mainThumb

18-06-2012 01:38 AM

 

في هذا العالم المليء بالتعقيدات، يرتبط كل شيء بقرين له، و يحكم هذا الارتباط علاقة، و لهذه العلاقة عدة معاني و مسميات، لا سيما في ظل التطور الهائل الذي يحكم البناء المجتمعي و العلمي لعالمنا هذا، و لكن أكثر العلاقات المشهورة هي العلاقة الطردية و العلاقة العكسية التي تنبع من العلوم الرياضية و الفيزيائية الطبيعية في هذا العالم.
 
دعونا نضيق عدسة المجهر و نذهب الى بقعة معينة من هذا الكوكب، انه أردننا الحبيب، هذا الأردن الذي يعتبر عاما صغيرا، اعتدنا عليه واعتاد علينا، و توجد به العديد من القضايا التي تشكل مع بعضها علاقات كالتي ذكرناها سابقا، لذلك دعونا نسلط الضوء على كرامة المواطن و الخط الأحمر، ان كرامة المواطن خط أحمر، جملة رائعة و جميلة و طالما ترددت على مسامعنا، و لا شك أنها تلهب حماسة المواطن الأردني الذي يأبى الرضوخ و الذل من منطلق أن كرامته هي خط أحمر، في الفترة الأخيرة زاد تأملي لهذه الجملة لكي أفكر في معانيها و أكتشف طبيعة العلاقة الموجودة فيها، اكتشفت أن لهذه الجملة عنصرين رئيسين – الكرامة و الخط الأحمر، اذن، ما هي الكرامة ؟
 
أليست هي تلك الكلمة العربية الأصيلة التي هي اشتقاق لأصلها اللغوي كرم؟، و مصطلح الكرامة يعني فلسفيا كرامة الانسان التي تكمن في عيشه الكريم، و هذا العيش الكريم يكمن بالحياة الرغدة التي تكمل بالسكن و الصحة و الحرية التي تتمثل بحرية الرأي و التعبير و السفر الخ ......
 
و الخط الأحمر هو ذاك الحد الذي لا يسمح لأحد بأن يتخطاه لأنه يعتبر كالأمور المقدسة التي لا يجوز الخوض في غمارها.
 
الان دعونا نفكر في طبيعة هذه العلاقة، الناظر الى سياسات الحكومة الحالية المتمثلة في رفع الأسعار يرى أن هذه الاجراءات تمس بند الحياة الكريمة التي يكفلها الخط الحمر للمواطن، و هذا ان دل على شيء فانه يدل على أن ذلك السقف الأحمر يأخذ سقفه بالتهاوي عكسا مع كرامة المواطن التي تابى الا الارتفاع الذي يعد سمة من سمات الأردني الذي يمش رافعا جبينه و لا ينحني الا لخالقه، وبذلك نرى بدايات وجود العلاقة العكسية بين هذين العنصرين الأمر المنافي للطبيعة و لأبسط الحقوق التي كفلتها جميع الأيدولوجيات و المعتقدات على اختلافها من مباديء الدين الاسلامي السمح الى المبادئ التي رفعها لينين قبل زمن طويل ( الخبز و الأرض والسلام ) فما ان لحكومتنا الرشيدة فهم هذه المباديء في عصر حقوق الانسان و الحريات و الديموقراطية ؟ 
 
تلك العلاقة الغير منطقية تؤدي الى تؤدي الى توترات كبيرة في الساحة الأردنية، و تولد رد فعل كبير لدى الجماهير الشعبية الصامتة، وقتها لن ينفع الندم أبدا، لذلك الان هو وقت الاصلاح الحقيقي، الاصلاح الذي يشمل جميع مناحي الحياة، من محاربة الفساد بشكليه السياسي و الاقتصادي و اطلاق الحريات العامة و غيرها الكثير.
 
لذلك أدعو جميع مؤسسات هذا الوطن أن تمضي قدما في مسيرة الاصلاح، تلك المسيرة الكفيلة بأن تحمي أردننا من ردات فعل عنيفة لا داعي لها، ليبقى وطننا واحة الأمن الأمان، ولكن الأمن و الأمان يتطلب الخبز و الحرية، فلا أمن و أمان من غير خبز و حرية فكرامة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد