قصاص الوقت

mainThumb

14-06-2012 11:52 PM

 

 
فالتفاصيل محرمة علينا، فهي ملك للذين طعنوا بأرواحنا.. واللا تفاصيل هو أن أمنحه إيحاء خادع بأنني أمتلك ذاتي ولا تفاصيل أخرى، وفي ذلك الوجع المتوتر يا غريب تكمن اللا تفاصيل...
 
هو مرض ليلة... وهدّ جسدي الداء...
 
الليل يا أمّاه - مهاجراً- إلى هنا,, الليل يا أمّاه يطارد الغريب أينما مضى، في مخيلتي.. رسوماتي.. حتى مدونتي.. ماذا جنيت أنا يا أمّاه! ماذا جنينا نحن يا أمّاه! حتى نموت مرتين... فمرة في الحياة ومرة عند الموت.. كأننا نحيا مرتين لا نعلم أين وكيف. الليل يا أمّاه أشبه بذئب جائع سفاح، يستدرجني إلى غريب لا أعرفه، لا ألحظه سوى بخيبات الحياة، ذئب يحمل ثنائي المعنى ويتسع لأكثر من صفة في غموض ناعس لا يليه سوى كسرة فاجعة تلو الأخرى.
 أمّاه،
هل هو عابر سبيل لن يطيل البقاء! أم أنه غريب أخطأ في العنوان!!
 
هل تعلمين ما الذي يملأني بالبكاء؟
 
وجدت رموز في بريد ذاهب ليحملها بعد أن سدّت طريق البر والبحر والآفاق، تدعي بأن غريبي قد فاجعه الظل الحزين... أمّاه يا أمّاه لمن كُتبت هذه الأوراق.. هذه الرموز!!
 
هل يذكر المساء بأن المهاجر أتى إلى هنا ولم يعد هنا! يااااه، هل كانت خيبتي مفجعة عميقة.. مؤلمة لهذه الدرجة أم أنني إستيقظت من حالة تسارع دقات القلب.....!
 
سراب الوهم ينساب يا غريب ليهدي تفاصيلي ملامح نبض الحياة، والوقت يا غريب تتناثر دقات عقاربه ما بين أقدام الحقيقة وإعصار الوداع ليذكرني بملامح الغياب، لتمحو البقايا القديمة التي تثبت بمقلتي وبأضلعي.. تمحو بقايا إدّعت بأنها أنا من مضغة نضجت بفضل فتات هذا العالم وبفضل خيبات الحياة وخيبات إيجادك يا الغريب.. خيباتك.
 
الدموع يا غريب ليست بوطن بديل أو سذاجة أنثى، لعلّني إرتديت خيباتي وإنكساراتي بسذاجة حواء، وعلّني تنكرت بـ إنتكاسات بقايا ومضات وَأَدُتها بأحلام  باتت ثكلى.. كل ما فيها رحل.. كل ما فيها رحل عنه يا غريب، رغماً عنه. تعبت يا غريب.. تعبت حتى التعب نكرني، تدق قلوبنا ولا تنبض، نرى.. نسمع.. ونلمس ولكن لا نشعر، نضحك ونبتسم لنراقص أحزاننا كل ليلة، تضيق بنا الدنيا ويتضاءل الفرح لأعيد إرتداء أحلامي القاصر في كل صباح.. أتعلم كيف أرتشف قهوة الخيبة مساء لأزيل ندوب الإنتظار، حتى لا ترى تفاصيله المنحوتة بجسدي صباحا.
 
الدموع يا غريب ليست بوطن موازي، هي ليست سوى غربة، تلتقي بها وجوها من طين وتغرق في حشودها المتحجرة دون أن يستذكرك أحد، فيوم ما يا عابر السبيل ستلتمس لي عذرا لتدرك بأن حرفا واحد كـفيل بأن يهدم حياة بكاملها، يوما ما ستؤمن بأنك الغريب على شرفة رغبة مشروعة وقفت لتلملم شظايا ما بقي على سرير ذو أجهزة..
 
أتنقل بين ذاك وهذا المكان، كـمن يحاول خلق هدنة بين العقل والقلب لتسكين كل ما يتحرك بين "شعر رأسه وموطئ قدميه"، فـأمر كعابرة من قلبي وغريبة في عقلي، أراني في ممرات العمر معلق إسمي في بقايا نبض... أسمعني أنادي من بعيد، وعقلي يلفظني ويلفظ ما إقترفت من خطيئة في حقه من الإنتظار، وأدرك للمرة الأولى.. وأدرك علّني على سرير ذو أجهزة أن ما أحمله في رأسي سليم.. يستطيع البوح والتعبير، يستطيع رسم ملامح وصية وهب قلب برسم الرحيل.. يستطيع إلى خلاصي من حكايا الوطن البديل و ظلام الصمت ذو حدّين..
 
هل تراني يا غريب سأنسحب حارقة خلفي سفن الوصل أم هل يجب أن أرتكب حماقة بحجم شظايا خذلانك!! حتى تشعر كيف الطرحة السوداء تكون تحت باطن العقل يا غريب..
 
تأتي أنت لتلتمس لي وجها تعودت عليه يشبه عاصفة طبيعية ألّمّت بوجهتها المقدسة.. لتعطي تفاصيلي ملامح تشبه الليل القديم بنجمة آنجيلكا بخيال هذا العالم بروازها من أكون وجهها أنت.. علّني تواريت خلف الطرحة السوداء بوردة إكليلية وعلّني بصدق رجل وحماقة أنثى إمتلكت مسرح لم يهادن أغنية قصيرة لبنيان متهاوي...
 
فأي مفارقة جمعت نقيضين يا غريب!!!
 
هي فقط أنثى محمومة بالوهم ليس إلا.. فبعض الحكايات لا تسرد.. تركها "مغلقة" هو الحل الوحيد يا سيدي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد