مسارالنهوض باتجاه متصاعد دائما

mainThumb

26-05-2012 12:38 PM

لم تعد قضايا التقدم والتطور, وطموحات التقاط مسالك المعاصرة والحداثة مدارتلعثم في تحديد المسارات  التي ينبغي على قوى المجتمع المتنورة اختيارها في مجارات السباق نحوالنهوض بتحديث الفكرالنهضوي وتجديد أساليب العمل وتقنياته,وتغييرالاتجاهات حسبما تقتضيه ضرورات التغييرمن إعداد البيئة المتحفزة بجهود أبنائها وخبراتهم في ملاحقة   التغيرات   التقنية ومتابعة مبتكراتها والتأقلم مع مكتشفاتها وتطويع أفكارها الإبداعية في خدمة التنمية في مجالاتها العديدة العملية والفكرية والفلسفية والرؤيوية, وفي توفيرآليات متطورة لاستدامتها.

 
النضهة ليست وضعا له مستوى محددا من الجهود الواعية ما أن يصل إليه مجتمع يأخذه الظن بأنه يمتلك مقومات النهضة , ويستند إلى قواها الدينامية في نهوضه ويقف عند ذلك الحد.  النهضة في الأدبيات الحضارية , وفي مفردات البحوث التنموية ,حالة تأهب مستمرلعقلية   مجتمع بتجدد معارفه ومتابعة علومه وملاحقة المستجدات والتجديدات الوسائلية التي تديم  استقامة المسار النهضوي في تصاعده وتعافيه من الكسل والخمول والاحباط . والنهوض يتصاعد في نقل المجتمع نقلات نوعية , ويصعد من شدة استنارة العقل وتحفيز القدرات  الإبداعية فيه.
 
الإصلاح ليس مهمة مستقلة ومنعزلة عن حركة النهضة الشاملة في أي مجتمع .وفي أفضل معانيه , فإن الإصلاح ليس إلا معالجة واعية لكل ما يعتري مسارالنهضة من معيقات أو مخالفات أو أخطاء وهنات أو انحرافات.  فالإصلاح  تجاوز في جوهره الاقتصارعلى أن     يكون شعارا طالما طالبت به قوى معترضة على الدوام تنظر إلى الإصلاح على إنه  تعديل     في تشريع ,أو تغييرفي منصب , أوإجراء في أسعارسلع غذائية يوفر لها بيئة تشريعية تخدمها بالتحديد في الوصول إلى مراكز السلطة ومفاتيح الحكم ,بادعاء إن ما تطرحه من حلول لا    بديل له, وإن الصلاح فيما تراه وفيما تطبقه دون اعتراض من أحد أو السماح له بالاعتراض.
 
والإصلاح كشعار هكذا دون تحديد مآربه بوضوح,ودون جلاء مراميه وانفكاكه عن مسار النهوض المتصاعد, فيه من عدم الوضوح ما يعطي الفرص المتساوية للدعوات المخلصة في الاعتقاد بأنه طريق تجديد دائم ومثابرعلى شراكة كافة الأطراف في المجتمع , وكذلك    للدعوات الفئوية التي يهمها أن تُخضع الإصلاح لمجالات محددة خدمة لما يعود عليها بمنافع مقتصرة عليها , ظانة نفسها كافلة لمطالب كافة  أبناء المجتمع ومعبرة عن طموحات قواه  المتعددة  المسالك والمشارب.
 
النهضة عملية جريئة وفيها قدر واف من تحدي الذات وتخليصحا من حالتها المستسلمة      لقواعد تراتبية من التقاليد وبعض الموروثات التراثية والمعتقدات الفكرية والمسلمات    الاجتماعية , بعد أنْ تجد هذه الذات نفسها أمام مجموعة من الخيارات التي تستعصي على    الفهم من خلال الموروث الثقافي التقليدي.
 
والنهضة استجابة طبيعية لرغبة صادقة وواعية  لاتستثني فكرا ولا تتحيز لأسلوب حكم ولا تقتصرعلى وسائل بعينها,وهي رؤية مستقبلية لثقافة متحررة. جرأة النهضة تغوص في      أعماق ثقافة المجتمع وفي مجاميع عاداته وتقاليده , ولاتتحيز لتراثه, ولا تقف عند حدود جامدة في إحداث التغييرالضروري لديمومة النهوض وشموليته.
 
الفرق بين الإصلاح والتغيير في المجتمعات الحيوية ,يكمن في , إن الإصلاح يقتصرعلى جهد مبذول في البحث في نواتج المراقبة والمتابعة للجهد النهضوي التوعوي الذي يخوض غمارالتغييرفي أوضاع المجتمع وفي أعرافه وفي قيمه المتراكمة بجرأة وعظة من التحولات التاريخية التي تشهدها أمم الأرض وشعوبها التي خلق الله فيها الإنسان أينما كان على صورته. وإذا انفصل جهد الإصلاح عن الجهود النهضوية ,يتحول إلى عملية ترميمية لا تستقيم معها   حال المجتمع ولا تتحقق به أيا من غاياته المعاصرة والمستوعبة لحركة التطوروحتمية التغيير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد