بذاءة نووية

mainThumb

19-05-2012 11:10 PM

إذا لم تتوقف السلطات والمرجعيات المختصة عن التنصل من مسؤولية ملاحقة المجرم الذي وصف جهارا نهارا المعارضين للمشروع النووي بالحمير فإنها ستدفع بهم بكل تأكيد إلى الرد عليه بالمثل ،وإلى استيفاء الحق بالذات والبادئ في هذه القضية اظلم.
استهدف الجاني العشيرة الأكبر ،ونواب استجوبوا ،وآخرين شاركوا في ندوات مناهضة للمشروع النووي ،كما شملت الشتيمة وزراء سابقين نشرت لهم مقالات ناقدة للمشروع ،وكل عمال الوطن في البلديات وأمانة عمان ، إضافة لصحفيين كبار ،ونشطاء  مقاومة المشروع الذين أصدروا بيانا مشتركا يشجب الإساءة .
لم تغضب المرجعيات العليا بكل أسف ( وطنشت الموضوع )،ولم يكن لها رد فعل يذكر، وتعاملت مع ألاهانة ببرود تام ،وكنا نتوقع حدوث شيء ما قبل المغادرة يحقق العدالة ويردع الجاني وكل من تسول له نفسه المساس بكرامة الأردنيين ، لكن شيئا من ذلك لم يحدث ،وسجل المتأثرون عتبهم الكبير وأصيبوا بخيبة أمل .
يبدو ان الجاني مدعوم فعلا كما يشاع ،وكانت المسبة مقصودة حسب التسجيل الصوتي ،وصدرت العبارات البذيئة عن سبق الإصرار والعمد ولم تكن زلة لسان بكل تأكيد ،وتشير التوقعات إلى اقتراب الأزمة من نقطة الانفجار إزاء هذا التجاهل والصمت الرسمي ،وسيدفع الجاني الثمن غاليا ورد الصاع عليه صاعين، وسيسمع طالما دق الباب جوابا مماثلا سيطاله هو بالذات وآله وصحبة ومن والاه وولاه من أصحاب القرار الصامتين.
الخطأ الأكبر الذي وقع فيه مناهضو المشروع هو التركيز على أخطار الإشعاع ،مع أن الحقائق تشير إلى انه لن يكون هنالك مفاعل نووي ينبعث منه إشعاع ،وتؤكد الدلائل أن المشروع وهمي ولن يكون له أساس على ارض الواقع ،والعملية برمتها قضية نصب واحتيال وحشية مضافة الى جحيم الفساد السياسي والمالي الذي يعم المملكة الأردنية الهاشمية ،وقع ضحيتها الشعب وحده وزادته فقرا وبؤسا ،وكلفت الخزينة ربع مليار دينار خلال ثمانية سنوات أنفقت على أفكار ودراسات نووية مبهمة داخل مبنى مغلق يتهامس فيه عدد من الأشخاص الغامضين يتظاهرون بالبحث عن موقع مناسب للمفاعل وعن شركة تشيد مبناه.
 
fayz.shbikat@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد