نال موضوع الرضا الوظيفي لدى المعلمين اهتمام الكثير من الباحثين التربويين ، لما له من أثار إيجابية في رفع الروح المعنوية وتحقيق التوافق النفسي ، وارتفاع مستوى إنتاجهم، وانخفاض مستوى الضغوط المتعلقة ببيئة العمل المدرسية . يكون المعلمون أكثر ارتباطية وكفاءة وقدرة ودافعية للإنجاز والأداء عندما يشعرون بالرضا عن عملهم، ويزداد هذا الشعور عندما يكون مصدره العمل وليس العوائد المادية من وراء الوظيفة فحسب .
ويعرف الباحثون الرضا الوظيفي job satisfaction بأنه إحساس داخلي للفرد يتمثل في شعوره بالارتياح والسعادة نتيجة لإشباع حاجاته ورغباته من خلال مزاولته لمهنته ، والذي نتج عنه نوع من رضا الفرد وتقبله لما تمليه عليه وظيفته من واجبات ومهام و مسؤوليات . وفي مجال التربية و التعليم هو اتجاه إيجابي نحو الأعمال التي يقوم بها المعلم، حيث يشعر بالرضا عن مختلف العوامل البيئية والمناحي الاجتماعية، والأوضاع الاقتصادية و النواحي الإدارية والجوانب الوظيفية المتعلقة بوظيفته و تقبل الفرد لعمله وتمسكه به وشعوره بالسعادة لممارسته وانعكاس ذلك على أدائه وحياته الشخصية .
إن من أهم عوامل نجاح وفعالية المعلم هو الرضا الوظيفي عن مهنته و ظروف عمله ، كما يعد الرضا الوظيفي لدى المعلمين من أهم مؤشرات نجاح المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية ، حيث يمثل الرضا الوظيفي مجموعة الاتجاهات الايجابية التي يبديها المعلمون نحو العمل بالمدرسة.
ويذكر التربويون مجموعة من العوامل تؤدي إلى الرضا الوظيفي لدى المعلمين منها إحساس الفرد بالإنجاز، وتحمل المسئولية، وتوفر فرص الترقية والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل. كما هناك عوامل ذاتية تتعلق بقدرات ومؤهلات ومهارات و كفايات المعلمين , و عوامل تنظيمية تتعلق بظروف وشروط العمل و عوامل بيئية تتعلق بالظروف البيئية المؤثرة على العمل والعامل و الاندماج مع الزملاء في العمل . وقد توصل الباحثون إلى مجموعة من المتغيرات الأكثر تأثيرا في رضا المعلمين و هي القيادة الديمقراطية والرواتب الشهرية و توفر فرص الترقية بشكل عادل و توافر مكافآت الإنجاز و اعتراف المسؤول و المجتمع بقيمة المعلم و الأمن الوظيفي .
دعونا نعترف بأن مستوى الرضا الوظيفي عند المعلم الأردني هو دون المطلوب ،حيث لا يقبل المعلم ابنه أن يصبح معلماً ، كما أنه دائماً يريد أن يتهرب من مهنته و يغير حرفته .
هناك الكثير الواجب عمله لزيادة الرضا الوظيفي لدى المعلمين منها على سبيل المثال لا الحصر تحقيق مبدأ العدالة في الرواتب ، و تطوير التشريعات التربوية بما يخدم العمل التربوية ، و إعداد برامج لتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو مهنة التدريس ، والاهتمام بحالة المعلمين النفسية والمادية حيث تؤثر السياسة التعليمية وما تقدمه الإدارات من حوافز مادية و معنوية على أداء المعلمين ، كما يؤثر أسلوب الإدارة المدرسية بما ينتهجه من ممارسات ديمقراطية أو تسلطية على ممارسات وسلوك المعلمين نحو العمل وتحسين الأداء ،ومن هنا يمثل مدير المدرسة العنصر المتفاعل بصورة مباشرة مع المعلمين من خلال نمط قيادته وعلاقاته الإنسانية مع المعلمين التي تعتمد على العدل والمساواة ومراعاة شؤونهم في كافة المجالات ، وما يقدمه من زيادة وتحسين في النمو المهني لهم .
كذلك من العوامل التي تحسن الرضا الوظيفي لدى المعلم الأردني هو تخفيض النصاب و العبْ التدريسي حيث لا بد من النظر بواقعية إلى المعلم باعتباره طاقه بشرية قابله للنفاذ ، كما لا بد من الاهتمام بالجانب المعنوي للمعلم من حيث الحرص على زيادة دافعتيه للوصول إلى الهدف المنشود ومنح فرص للمعلم لإثبات تميزه وتحفيزه من منطلق إبداعه بعمله ، كذلك إشراك المعلم في القرارات التي تمس شؤونه بشكل مباشر أو غير مباشر ، و مراعاة الضغوط الاجتماعية التي قد يمر بها المعلم.