ضجيج المياه -1-

mainThumb

05-05-2012 11:06 PM

كتبت بلغة أخرى لم يعلم بها لا انس ولا جان.. وصورة أخرى ألتقطت لها... وألم ساعة حائط أخذت من وقت مكسور الكبرياء... هكذا بدأ ذلك اليوم...
 
تتسرب الذات من تلك النفس لتضعها جانبا ريثما تسكن الى الهدوء، ريثما تستهل من بعض ما أستهل تحت قبضة يده.. تحت قبضة سكنها هدوء مسرح زجاجي، تسبح في ماء البحر ليكمن المهرب الأخير حيث كتب سيناريو مائي لفيلم يدور على شريط أفقي لتلك الحدود الفاصله بين خفية أوشكت على المغيب وبين صف من جنود الملائكة أوشكت على الهبوط عند ذلك  الخط الفاصل بين حدود سمو السماء وحدود كبرياء البحر، فغدر ذاكرة يغمض العين تارة ويفزع الجسد تارة أخرى، وغموض موجة ترجع ما بقي من أنفاس لوهلة وتأخذ ما بقي من ضوء يطفو تحت سطح المياه لوهلة أخرى... 
ألا يكفي سيناريو واحدا قد أجمع عليه الكثير ورفضه واحدأ فقط! ألا يكفي أن جمالا ما قد طالته ما سبح تحت تلك السماء! فسيناريو واحد باق وكاف ليتلو ما بقي من قصة  من ذكر كلمات  صور ليحدثها الى من جاء وجلس على تلك الربوة من شجرة رسم عندها الكثير وكانت يوما  مسرحا لذاكرة تعلوها فسحة من نافذة مراسيم رواية أخيرة، تحيطها سماء نجمية كنوتة موسيقية. 
 
أُستدرجت من دقيقة فُقدت من فجر هذيان كمان مائي تجرد من لقطة أُخذ بها وعبر بها، دقيقة أراقت المدينة الخاصة بحثا عن ما فَقَدَت لتملئ الفراغ في ذلك الشارع المندثر، لتجمع ما كان بين هالة امرأة تحطمت من ضربة كلمة.. وضوء على شفاه ترددت ببوح ما جاء من اسم لم يذكر بعد، نعم دخلت بين تلك الساعات المخطوطة التي مضت  في حال سبيلها عند تلك الطاولة، فليس الذكاء أن تجسد ما بقي من ذاكرة قادمة تتخبط في سرعة الهواء وليس المكر أن ترى وجهاً اختبى وقبع تحت نبيذ في قاع كأسٍ حُدق اليها من بعيد، لكن المكر والذكاء هي تلك الفوضى التي أطْلقتها من عقلها الى تلك الطاولة، فلم الانتظار من تلك الدقيقة التي أفرغت ثقلها عند  قفل الباب من لمسات  لتملئ بها جسد تلاشى خلف ستارة سفانا كجهة سادسة في بوصلة رفيقة البحر....
 
فالحروف بدأت تخوض تعبئتها على حيز أبيض من فسحة منبسطة لمشهد البصر، والسطور رفعت بوقها لاعلان استعدادها لبعث عدة خلفتها الحروب وأبجدية الرحيل  تسلحت بقوى ثبوتها على شاكلة النص، خوف ينتابني من ثورة جامحة من خواء همسات انحسار الكون في حركة تشكيل حرف ما، فالكلمات احتشدت وسكبت في زاوية دلاليات مَسَرَّتي، مختبئة مرسومة... وهي المريضة بالخيال تسوقها الصور الظلية من ذاك القاع المائي كمدا لترقب جانبا من عزلة ملائكية لحظية، فتعود لتميد بي نفسا عميقا...
 
قد ينهض الحرف الذي بيننا بالرغم من هدوء ما يقبع تحت سطح البحر ذاك، قد ينهض ويلامس التشكيل في مدينتي وشوارعي، والخطى تحتويني وتحاورني كأثر من شهور تغزو جميع مكامني فتقتفي أثري كالديجور يَنْبَثّ من رعشة موجة تختصر حاشية بسمتي، رداً على ذلك السيناريو الأفقي ...
 
"أنا حيث لا يمكن العثور على ذاتي،" ظننت بأنني سأنكسر اليوم في يوم غيرجدير بالأمان، فالهالة الآن لا تصادق حظ خطوط كف يدي...
 
سيناريو واحدا لن يكشف عن انسانيتي ولن يكشف عن خلود ما وقف في منتصف الطريق الى القاع، سيناريو واحد دثرني من نفس كدت أن أكون الغريقة به فكل ما بقي هو تصميم آدمي في ليلة اكتمال القمر وكل ما تُرك هو تصميم جدراني في ليلة مد البحر حيث يكتب السيناريو في موجات صوتية لا تُسمع الا بترددات صورة ضوئية تحت القاع، كما العالم يَغتسل في زرقة مرآة ليل فَجدران قصيدتي الأخيرة قُسِّمَت بعد سير توهج من وراء جسد غير مرئي، فسيناريو مائي آذى من انتظرني وساحة جريمة بقيت باردة ورمادية خلف حافة انسانيتي... فجسر الحلقة المفقودة بين قصة ورواية سيناريو حدث تحت سطح المياه، نسخة واحدة باقية بالرغم من أن يوم رحيل العالم بدأ ينهار ويتلاشى فوق مياهي.. فسيناريو واحدا قادرا على ايقاظ يقظتي الأولى، فَدِثِرني الان فالوقت انتابه الخوف لما حدث بين مخلد وفانية...  
 
 لا أرى نفسي في حدائق جوهانسن، انما في بحر هادئ الظلمة فبينما أنظر الى ذلك السيناريو سأحافظ على توازن غرقي تحت السطح بينما المياه تعبر من بين أصابع يدي كصدى نوتة غيتار في موجات بحرية...
 
ما زلت في أمان... 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد