ذاكرة سوداء أم تمتمات رجل أنجبه الفراق !

mainThumb

01-05-2012 11:39 PM

أردت... وأردت..
 
تجاوزت الساعة منتصف ربع الحياة، وبضع عشرون خيبة... تتناثر حولي أوراقي وقلمي يحترف شكواهُ لمناجيه، بعض الكلمات تصبح مبتذلة إن هي كررت نفسها أمامنا عشرات المرات، وبعض المواقف تصبح طقس من الطقوس الأربع إن ربطنا بها مستقبلنا وتفاصيلنا الآتيه، وبعض المشاعر تصبح لعنة إن هي أوثقتنا بعقلنا وما دفن في بقايانا...
 
 أهرب من نفسي من كل البقايا الباقيات، حتى إذا ما صدفة ألصقت وجهي في مرايا جدراني لم ألحظ سوى آثار خيبات وأفكار العابرين على هذا الوجه،  زاوية سوداء في الذاكرة تأبى أن تنسدل وكومة من الخيبات تلوك العمر، أصبحت الزاوية ثقبا أسود، يتسع ليبتلع كل ما يسقط أمامه من فتات حاضرنا، فأحاول بعث الحياة  بنبضه أحاول صفعه أحاول ضمه... أحاول جمع بقايا العمر عنوة وقتل ذلك السواد، أحاول خلقي بروح تشبه إنعكاس ملامحي..
 
 وعبثا أحاول... فدوما أموت إختناقا بحلم قديم.. 
 
ف الحياة لا تموت، ربما تقبع في زاوية ما من زاويا القلب ، ربما تتراكم فوقها السنين والأيام أو ربما تختبئ خلف وجوه العابرين، فأنا أؤمن بهذا ولكنني على يقين بأنها " لا تمــوت".  
 
  أقضم الوقت ومقصلة الوقت تقترب من عنقي وٍعمري تناثر فوق السراب دون إنتهاء،  دون إلتقاء..
 
وعبثا ألملم حلم السنين..
 
فما أفكارنا وتصرفاتنا  إلا نتاج ما تراكم من أنّات قلوبنا قي عقولنا، وكلما صُفع القلب صفعة جديدة خَفَت نبضه، وعلا العقل عليه وتجرأ "فاحذري قبل أن يتلاشى نبض هذا القلب يوما ما".
 
 أما يا سيد الأحلام المؤجلة وخزك ضميرك فأخبرك بأن الوهم قاتل وأن الوهم زائف الوجود! أما إستيقظ عقلك ذات موت فحدثك... بضرورة إستخدامه! أم أن قلبا أرعن بات يحكم حياتك ومن حولك! أما أن لك ألا تستكثر عليّ ما تستقله لأهلك! وألا تمنن علي بما لم تفعله بعد!!
 
أتراك تدرك فاجعة الفراق! 
 
أم أنّ أخرى تسمّرت فوق مقعدي!
 
هل إستطاعت أن تسد الثغر الذي خلّفه حلمي بك!
 
من أين عادت تلك التمتمات؟!
 
 غادرت.. كزمن متضادين، غادرت لوجهة واحدة وبات بعضي ينادي على بعضه، أقبل.. فقد رحلت للتو، وأنا التي ظننت أنني سأشفى من نوبتي الأخيرة فكلما أسدلت جفن القلب عن زلاته إزداد الخلل، وكلما أسرفت غسل الخطايا عنه أورثت هذا الضمير ثقبا بحجم مرارة القبح الجميل في أعذاره...
 
أقبل فقد رحلت للتو...
 
من جبلت ملح بحرها عمرا مضى..
 
أقبل...
 
فبعد كل حاجز وهم يرتطم رأسي به
 
تنزف الذاكره
 
أقبل...
 
فبعد كل حادث توسط قلب التمتمات، أراق أحلامنا بهمسنا
 
فعين الوقت ما فتئت تراق دربي بخيبات مرصوفة ووداع كخنجر توسط صورة رجل ما..
 
غادرت..
 
وأردت..
 
فأنا أحتاجني حتى أعي أن الحياة بنصف واحد تعني "الا حياة"، وأن النجوم بعين واحدة تعني أنصاف وجوه..
 
وأن النبض بنصف قلب لا يفي حتى نرى ربع الحياة..
 
أردت... وأردت 
 
وأتعبتني الأحلام,, 
 
أو تعبت منه... ربما
 
 
فغادرت... وأنت أقبلت..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد