الثورات السورية والبحرينية .. احلام شعوب ام صراع انظمة؟؟؟

mainThumb

22-04-2012 11:55 AM

 لا يخفى على احد ان ربيع الشعوب العربية قد ولى...وتلاشى بريقه الذي خاطب وداعب مشاعر ابناء الامة العربية واحرارها ...هذا الربيع الذي اصطادته شباك السياسة مبكراً ليتحول من بلبل حر طليق يشدو ويغرد في فضاء الحرية الى غراب ينعق في خراب ونذير شؤم ينذر بعاصفة هوجاء ريحها سوداء لتطفئ شمعة تفاؤل لطالما استضاء بهاء ابناء الامة  دربهم المتعرج نحو احلام الوحدة وسراب تحرر يحسبه الضمآن ماءاً.

 
وقد اثبتت نماذج الثورات العربية وما تخللها من احداث عمق المصيبة وبشاعة الواقع الذي نعيشه كشعوب عربية...فالنتيجة الطبيعية لسنوات من القهر والقمع والاستبداد والمؤامرات توجب ان نغير من ثقافتنا السياسية التقليدية والتي ومنذ نهاية الخلافة العمرية بدأت بالاعتماد على العاطفة..وتسخير القيم والمبادئ والدين من اجل الوصول للحكم وتلبية المصالح الشخصية..والتي انتجت فتنة شعواء بين المسلمين لا زلنا وحتى يومنا هذا نعاني من آثارها ومصائبها وليس ادل وادهى مما يعيشه العراق والذي اصبح مسرحا يجسد صراعا طائفياً بدأ منذ 1400 عام  يغذيه الجهلة والمجرمون.
 
وبالعودة الى تلك النماذج فإن واقع الحكم الشخصي والباعث العاطفي للثقافة السياسية يتجسد في النموذجين السوري والبحريني فبالرغم من تشابه الظروف بين الشعبين (سلطة مستبدة وشعب يطالب بحرية واصلاح) الا ان الحكم من قبل الشعوب العربية لم يكن مجردا ً بل كان حكماً ينطلق من بواعث شخصية وعاطفيه ومذهبية بل وان البعض انكر على الشعب البحريني هذا الحق بحجة ان باعثه طائفي واقره للشعب السوري على انه حق برئ.
 
نحن نعلم علم اليقين بأن تلك الثورات ربما انها بدأت بمطالب مشروعة كغيرها من الثورات لكن المؤكد انها سرعان ما تحولت الى ادوات سياسية وحرب مصالح بين ايران ودول الخليج..والخاسر الاكبر هو الشعوب العربية بما ستجنيه اجيالنا القادمة من فرقة وتشتت وفوضى وانقسام تعززها ثقافة العاطفة والنعرة المقيتة والتي انكرها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما قال " دعوها فإنها منتنة " فالنعرات منبعها العاطفة وليس العقل والانقسام لا يولد الا انقسام والفوضى لا تخلق الا فوضى..ومن الافضل لنا جميعا ان لا ننساق وراء مؤامرات بات الربيع العربي هو اداتها ووقودها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد