هامش -1-
" أفكار تتأرجح عند ذاكرة المطر في الخامس والعشرين من شباط، تترنح عند شرفة هذياني كمطلع بعض الأغنيات التي أسمعها في مكان ما وتتردد بعقلي بلا هوادة.. إستمر هذا المطلع... هذا الهامش كفيلم يطاردني من بعد مغادرتي لذلك المكان...
فهل نحن في الورطة نفسها!!"
لقائي معها ترك وراءه بعض النقاط المتتابعة في جو طقوس لجريمة صغيرة، فلِقائي مع الجنون كان محض صدفة من مراسيم نهاية الطريق، ترك وراءه علامات إستفهام عدة، فرغم الرحيل لم أتمكن من إلقاء دعاء لوجوده، فربما أدعية الرحيل كانت قد تمكنت من شخصية خرافية قد أوجدتها به... "فوجدت نفسي مدانة بالأنانية"...
هامش -2-
" فأقمت الصلاة على وجه لم يغادرني، سجد لله معي أينما أقمت صلاتي الخاصة.. وحدق في ليل السماء معي... تحدثت حديثاً خاصا بيني وبين إلهي حينها، تحدثت.. حيث إعتزلت العالم بحماقة إرادتي.."
فهل أنا تلك الأنثى! أم أنها مجرد تداعيات أُطلقت على نفسي بحكم براءة الجمال ونقاء العقل!!
كأنني كنت على موعد مع لحظة الصفاء لجريمتي الصغيرة، التي مازلت لا أعلم أين موقعها ومن الضحية، فهناك أحد قد أمسك بفكرتي التي تجول بين خلايا العقل، فإستقبلت تلك التي يدّعون حدوثها بشخصية كانت تلوذ بالفرار الى عقلانية صرخة كتمت ما بين.. إٍستقبلتها منحنية لها بإستهلال الصعداء، فأي حماقات يتكلمون عنها! وأي حماقات عاقبت ذاتي عليها!! فهل ستبقى حماقاتي لحن غير مغفور في مشيتي ولحني!!
كمطلع بعض الأفلام التي تسرد وتبوح بنهاية العالم بالرغم أنني إنتظرت حدوثها في تلك الأفلام لعلني أضع حدا لحماقات تسير بي إلى نهاية جسد من العالم، كنت أشاهدها وأنا متيقنة من عدم معرفتهم بذلك السر، وكنت أخرج من بعد مشاهدة تلك الأفلام والناس تراقبني وتحدق بي كــ كميرات بطيئة التصوير "بطيئة الاستيعاب" وكنت أسرد في مشيتي لهم "رغم أنني غريبة في هذا العالم "عالمكم" فقد فشلتم بمعرفة نهاية العالم.. وفشلت أنا بمعرفة نهاية حماقاتي.. فهذه حبكتي بعد معانقتي لتلك الشاشات التي أحلم أن أسكن بها هربا من هنا، بعيدا عن إدراكم المتأخر.. بعيدا عن شوارعكم التي إستبدلتها بأحد العصور وببطل مثالي ليس بإنس ولا جان.."
فحماقة أخرى تجعل من دقة قلب متاهة قد أيقظت مني غيبوبة..... عقارب الساعة تدق في الدقيقة ستين ثانية من متاهات غياهيب حلم قالوا بأنها " أضغاث أحلام عزيزتي..."، وها أنا قريبة من تنفس الصعداء حيث علّقت أرجوحتي بعيدا عن الفصل الأخير من البشرية، حماقة إِرتكبت بسيناريو فُقد في موسيقى خلفية لرواية قد إستلّّت نظرية الفوضى ليقظة لعوب لتطعن ما يخل إستقراري وأمني بداخلي كلحظة عندما تغمض عينياك وبلحظة أخرى بمشهد بطيئ ترى الأسلحة البشرية تنفجر من حولك مخلّفة إهتزازات كترددات أشبه بيقظة النوم "صحوة الغيبوبة"..
مجرد تداعيات بينها وبين نفسها، لا أكثر.. مجرد أسئلة لم تعرف أجوبتها عليها سوى بحماقات وبهوامش عبرت تفكيرها كفيزيائية نظرية فوضى حواسي الخمس، مجرد هزة واهنة دقتها البحيرة على خطوط سطحها كادت تشرق بالفصل الأخير من رواية الذي لم يكتب بعد.
خطوة أخرى إستهللتها للمشي بواد عميق لم يعرف قط ما أّحل به من "كارثة طبيعية" قبل تسعمائة سنة، إستعانت به لتجميل ميدان وقوفي في ليلة رسمت لي بنجومها أعظم البنائين الذين لم يسمعوا نداء الطبيعة من خلال نجوم شهدت على موقف أحلّ بحماقة تهدأ النفس وتلوذ الى الذات بسكينة لتذكرني بحماقة أخرى إرتكبتها عندما جلست على شاطئ من أحد القارات التي شهدت على رواية "حكاية روح" كوهم وكخدعة بصرية ثلاثية الأبعاد... فلم اتمكن من إنهاء تلك الحماقة بالفصل الاخير، فما زالت تحدث في كل حلم ناء يتجسد ليلتي، "تلك اللحظة" حين أدرت وجهي لعالمي مودعة له وأتلوعلى بحاره السلام، هكذا تحدث الحماقات بالرغم من معرفة كم هي مؤلمة ولكن حين تكون قد تمكنت من حماقة أَثَرت العالم بوجدانه حينها سأكون قد وجدت عهدي في قصره..
"ولكن لا تزال تلك الحماقات تدور من غيرإستقرار لحين ملاقاته... ."
رغم تمردي وعنادي، فقد وصلت الى نقطة النهاية حيث أسبح هربا عن ما سكن هنا، فأجد هواء بين ذرات الماء تحت سطح البحر، الماء يعلو والأمواج تتلاطم فهذه ليست حماقة إرتكبتها وإنما حقيقة مررت بها للحظات كدت أن أنسى أن ضجيج المياه قد أنقذني من إعصار خوف قد تمكن من تفاصيلي.. عندها إرتكبت حماقتي عندما صعدت الى السطح مدركة أن الدنيا لم تتكمن من إلقاء لوم إنهزاماتي وسقوطي على مدينتي الفاضلة التي دونت عند الكثير بإسم "شوارع جيمّا"، حينها أمطرت السماء وأنهارت ذاكرتي علي، ولكن أنا لست تلك الأنثى التي سلبتها رياح الشتاء تمرد فتاة بحرية، ولست الأنثى التي تعلقت بشهيق رجل ذكر بتاريخ ليس لي، ولكنني أنا الأنثى التي تعلقت بملاك يمشي بيني وبين ذاك الرجل,,,
فرغم أنني لم أستيقظ في صباح ومساء تلك الحماقات، فما زلت غريبة في فجركم وما زلت أبحث عن وجه صديق مخيلتي الذي هجر موطن كتاباتي منذ بضعة أشهر، رافقني لبرهة على شوارع صفحات مدونتي لأبصر النور في بحر كنت له جوابا على برق أضاء أفق يخلو من خطيئة هامش إنكسار حاصر أنفاسي، سأنتظر عودته عند أول صفحة من بدء التحقيق بجرائمي، سأنتظر الكثير للقدوم أكانت مجرد أحرف أَصْتَنعها داخلي أم كانت مجرد كلمات وأفعال ولكن أدعو الله أن لا يكون قد كتب لي في كتابي السماوي مجرد أوهام أتنقل بها.. "سأنتظر لريثما تغدو تفاصيل أنوثتي صعبة الإدراك والإيجاد لانها تفشل في إستنساخها أنثى أخرى".
فحماقات بدت كأنها أضغاث أحلام ولربما أوهام فلن تتجرأ الدنيا ان تفعل بي أكثر مما كتبه الله لي، "ف لطالما أنذرت نفسي أن لا يكبر الأمل في داخلي، كي "لا تعظم إنكساراتي"".. ولكن هذه هي حماقاتي وحماقات أنثى أدركت ما أحل بها بصمت إيمان عند ذلك الشاطئ.
بحيرة جنيفا..