قيادي يصرح وآخر يصحح

mainThumb

10-04-2012 11:26 PM

 المتابع للتصريحات التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية من قيادات إسلامية من الصفوف المتقدمة متزامنة مع إجراءات تحويل الحكومة مشروع قانون الانتخاب الجديد لمجلس النواب، يقف حائرا مصدوما من عمق التصريحات ومساسها في رؤية الحكومة وحرصها على إجراء انتخابات حرة نزيهة دون تدخلات أو ضغوطات، ورئيس الوزارء الخصاونة أكد في أكثر من مجلس ولقاء أنّ الأردن لا يحتمل أن يكون هناك تزوير في الانتخابات، صحيح أنّ مثل هذه السيموفونية سمعناها من رؤساء وزارات سابقين، ولكن للأسف تم تزوير الانتخابات في عهد حكوماتهم، أمّا في المرحلة القادمة فلن تتمكن هذه الحكومة أو غيرها من تزوير الانتخابات والعبث بها؛  فالماضي أصبح ماضيا كما يقول عالم الاجتماع انطونيو جرامشي، والجرأة والدقة والمتابعة التي يتمتع بها أفراد المجتمع ستوقع الحكومة في مطبات كثيرة في حال إقدامها على التزوير أو التحيّز لطرف على حساب آخر، لذا فإن الخصاونة محقّ فيما يقول ويؤكد نزاهة الانتخابات المقبلة. 

 
     في غمرة هذه التحضيرات والاستعدادات والفقاعات والتسريبات حول مضامين مشروع قانون الانتخاب المقترح يخرج علينا القيادي الإسلامي والنائب السابق الأستاذ احمد الكفاوين  بتصريحات نارية من العيار -الفاضح- في مهرجان الإخوان المسلمين أمام مسجد الجامعة الأردنية الجمعة الماضي قائلا: إنّ الحكومة وعدت بمنحهم من 20 إلى 25 مقعدا في الانتخابات المقبلة لكنهم رفضوا. 
 
وبما أننا في عصر السرعة في نشر المعلومات أو الرد عليها، فقد خرج علينا القيادي الشيخ زكي بني ارشيد  رئيس الدائرة السياسية في الحزب، بتصريحات تنفي هذا العرض من حكومة الخصاونة، ولكن الشيخ زكي بني ارشيد فتح جبهة جديدة مع رئيس الوزراء الأسبق – الرفاعي الابن – تؤكد أنّ هذا العرض كان من طرف حكومة الرفاعي. 
 
ولأنّ مثل هذا التصريح فيه إساءة كبيرة لرئيس الوزراء الأسبق – الرفاعي - الذي تلاحقه فضيحة الثقة الماسية (111) التي حصل عليها من مجلس النواب الحالي، سارع على الفور وردّ بنفي تصريحات بني ارشيد بأن تكون حكومته وعدت جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي بـ20 مقعدا في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الحالي. و     قبعت  مع الرفاعي عندما صرح قائلا هذا كلام عار عن الصحة، حكومتي لم تعد أي شخص أو جهة بأي شيء سوى نزاهة الانتخابات.
 
وبعد،،، فالإخوان المسلمون ليسوا بحاجة إلى دخول في صفقات وكولسات مع الحكومة للحصول على (20 – 25 ) مقعدا في الانتخابات، فقد سبق لهم في العام 2003 ان حصلوا مع المحسوبين عليهم على 22 مقعدا من (110) مقاعد عدد مقاعد مجلس في ذلك الوقت، وثقلهم التصويتي يمكّنهم من الحصول على هذا العدد بدون عناء ومشقة، لهذا يرفض  الإخوان أيّ عرض من هذا القبيل، ولكن لماذا يتجرأ كل من الشيوخ الافاضل (الكفاوين وبني ارشيد) في إطلاق مثل هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات؟!.
 
 كمحلل وباحث وراصد لقضايا الانتخابات لا أستبعد ان يكون السبب في  إصدار هذه  الفرقعات  الإعلامية بهدف التقرب من الشارع والجمهور الداعم لهم كونهم رفضوا اي اتفاقيات جانبية مع حكومات سابقة لان هذا يعتبر تزوير والاخوان يطالبون بانتخابات حره ونزيهه وانهم ينجحون بسبب ثقة الناخبين بهم وليس عن طريق التربيطات والكولسات مع الجهات الحكومية مما يؤدي الى المحافظة على شعبيتهم ووجودهم في الشارع الانتخابي، اما الهدف الثاني من اطلاق هذه التصريحات فيتمثل في ارسال رسالة للحكومه الحالية بأنّهم  يرفضون أي اتفاقيات جانبية  جانبية مع الحكومة الحالية كما رفضوها  مع حكومات سابقة، بالإضافة الى اللعب في الورقة الاحتياطية، وهي في حال لجوء الإخوان المسلمين الى اتخاذ قرار بعدم المشاركة في الانتخابات ومقاطعتهم لها، فتكون مقاطعتهم للانتخابات مقبولة ومدعومة من مؤيديهم وموازريهم في الشارع الأردني وتدفع المعارضة نحو مقاطعة الانتخابات وحشد أكبر عدد ممكن من الحراكات الشعبية لمقاطعة الانتخابات، والاهم والمهم إفشال الانتخابات في حال عدم المشاركة بها او تفصيل قانون انتخابي يوافق عليه الإخوان، والمعادلة الاخطر بأن الاخوان المسلمين في الأردن عيونهم على مصر وما حقق اخوان – ام الدنيا – من مكاسب على حساب ثورة المصريين الغلابى التي التحق بها الاخوان في الوقت الضائع، والاردنيون  عيونهم على ما يقوم به أخوان – ام الدنيا – الذين يلهثون خلف الكراسي والمكاسب فقد كشف هذا اللهاث للشارع الأردني بانهم طلاب سلطة وكراسي وجني ثمار الحراكات الشعبية، وما جرى في مصر اصبح المواطن الاردني على قناعة بانه سيجري في الشارع الأردني لذا فأن شعبية الاخوان المسلمين في الاردن في افظل الاحتمالات ستبقى كما هي اما الزيادة والتأثير وكسب المزيد من المؤيدين فلن يتحقق ، والاحتمالات مفتوحة على انسحاب وتراجع شعبية الاخوان في الانتخابات القادمة وعدم قدرتهم على الاحتفاظ على ثقلهم التصويتي في مقراتهم الاخوانية وخاصة في ظل ما يجري على الساحة من تصريحات اعلامية من رموز اخوانية ( الكفاوين يصرح وبني ارشيد يصحح )!! ما هذا !!! .
 
 نعود للموضوع الرئيس ونقول بانه مهما كانت التوقعات والتخمينات فإنّ النائب السابق احمد الكفاوين معروف عنه دقته ومصداقيته؟ فلماذا ينفي صديقة ورفيق حزبه الشيخ زكي بني ارشيد هذه التصريحات؟!. فالمعادلة الاعلامية سارت كما يلي (الكفاوين صرح وبني ارشيد نفى وورط الرفاعي ، والرفاعي نفى ادعاءات بني ارشيد).
مسك الكلام،،، نريد معرفة الحقيقة؟ ولا نريد دربكات وفرقعات إعلامية؟ هل الرفاعي وعد كما صرح بني ارشيد؟، هل الحكومة الحالية وعدت كما صرح الكفاوين؟! أو اي حكومة كان يقصد الكفاوين؟!!. والأهم هل الشعب مقتنع بهذه الفرقعات الاعلامية؟! مَن وعد مَن ؟! بالمفتوح مين بضحك على مين !!!!!      
 
أكاديمي،،، تخصص علم اجتماع 
ohok1960@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد