حكاية روح

mainThumb

27-03-2012 09:15 PM

 

ألتقيت به عند منعطف الطريق... 

 
ذاك اليوم ألقيت بنفسي تحت السماء ودفنت طبيعتي بداخل المطر.. حيث أقدّس نفسي داخل جنوني العفوي، بالرغم أنني استلقيت على الارض لأقدم تعزيتي الخاصة بكارثة أحلت بي، فلم أَعُد أدرك ذاتي في ذلك اليوم، ربما كنت ثملة وربما كنت ميتة، فهذه لعنة امرأة عمياء.. وهذه صرخات حرب أنثى سجنت مهزومة خلف باب من جسد يحتويها، فكم من كرب اشتم هدوء نومتي وكم من جنون نزع عنه رغباتي! 
 
 فأنا امرأة عمياء وان كان عالمي شاحب باهت، فيا الهي  فأنت تنصت لما يحدث في تلك الغرفة ، فيا له من شهر بارد قاس في هذا العالم، فالصرخات تعلو والخوف ينتابني من فقدان ما يقف عند تلك الناصية، المطر يداهمني وذكرياتي المغلوبة على أمرها بدأت تغرق المدينة، مظلة الجنون تجرد عقلي السلام كأنني أختبئ وراء جدار عار .. صيحات تأتي من وراء ستارة العين وليس هناك رواية تجول في الحزن أكثر من ذلك، فعدالتي هي العدالة المعكوسة، فهي رغبة أم مشيئة لِلِقياه ! 
 
في هذا اليوم كنت أتجول خلف الضباب مختبئة خلف كواليس حقيقتي، كنت أخبئ شبح الأمس.. فبين لحظات التأمل لم أستطع اصلاح قلبي لفقدان آثار دنيا جديدة قد وُلدت في أوردة جسدي، فهل سيصدق ايماءتي الماكرة بأنني مازلت احتفظ بها! فكم من نَفَس أخذته عند تلك الوقفة، مسيرتي طويلة أمام الضباب ولم أتجرأ على العبور منه لمشاهدة ما يقبع خلفه.
 
هكذا اقتفيت أثره كسلسلة قصص أسطورية وكعقد قلادة ملاك أصغي الى نسيم ترك نقطة ملاذي بين يديه، لم ترفع الاعلام بعد ولم تنسج أحداث المقابلة في الكتاب بعد، فما زالت الرصاصة هجينة بين الحب والجمال.. عشر دقائق لبدء الاستهلال قبل منتصف الليل، وأنا أصافح ضبابه الذي تسرب بين التحية والوداع.. ضباب لامس مأساتي من بين أصابعي ورفعها الى السماء لتكون مفترق طرق كما تُرفع الصلاة الى الله، سأرسم شراع سفينتي على ذلك الخط الأبيض سأغرق بعض الوجوه في الضباب لأرى انعكاس قصتي في نور صورة تعبر منصة قهوتي البيضاء، ربما هو من أعانني على اطلاق اثنتا عشر رصاصة لأنثر انهزاماتي في رثاء  
فوق ضريح لمشهد مضطرب النسيان.. من ذاك الدرج اقتفيت أثره كنور يتسلل الى نجمتي،  فلقد استحوذ على ما تطلقه نجمتي من ايقاع خلفي لهذه الدنيا، كحفلة صاخبة هربت منها واذ بي أقع بها.. عندما ظننت أن الحلم كان بعيدا عن هنا، حلم خلف ضباب ساعة الصفر، حيث أتِخذ خوفي منه كهدنة بين العقل والجنون، هذا ما جاء في زيارتي الفانية على ذلك الطريق، عندما هاجمتني ليلة قاحلة الهدوء... فمنصة استيقاظي كانت هنا عندما شهد هذا اليوم على وقفته لقضية كادت أن تكون جريمة ليلة تعلو ضباب قهوتي...
 
فلم أبدأ بالرحيل عنه، فكل ليلة رغبت بالرحيل عن تلك الليالي...فكانت نجمتي المفقوده في سمائه... 
ألتقيت به عند منعطف الطريق... "واذ به خلف الضباب يقف متأملا"
 
 رغم أنني استيقظت فلم يكن هناك أحدا في يومي..

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد