نقابة المعلمين والاتجاهات الفكرية والسياسية

mainThumb

24-03-2012 06:14 PM

برزت الى السطح مع اقتراب موعد انتخابات النقابة الأولى للمعلمين، أمور يتداولها الناخبون حول الاتجاهات الفكرية والسياسية للمرشحين المستقلين، وحتى اللجان المغلقة، فبعض الناخبين يصف مرشحا بأنه شيوعي، وآخر يصف مرشحا بأنه بعثي وثالث يصف مرشحا بأنه يتعاطى السياسة بشكل مطلق! أو أن اللجنة الفلانية معظم أفرادها سياسيين أو علمانيين، وطبعا يأتي الوصف بشكل فردي، وكأن العمل السياسي أو الحزبي يعتبر سُبة أو وصمة عار تلاحق الفرد طوال حياته، وقد تدخل معه في قبره....
 
فهل هذه النظرة صحيحة؟ وهل ستؤثر على سير النقابة وتبعدها عن كونها نقابة مهنية؟، أم أن الأمر لايعدو كونه مناكفات انتخابية وتشويشات لحجب أصوات الناخبين عن مرشحين بعينهم او لجان معينة وهل الشخص المسيّس يستطيع أن يتحكم بغيره من الأفراد، ويوجههم الوجهة التي يريد أكثر من غيره، وهل هذا المسيّس سيكون ضد أي قرار في صالح المعلم؟ أم أنه أوعى من غيره على استشعار ما يحاك ضد المعلم وحقوقه على افتراض ان الأمر يستدعي ذلك.. 
أما العلمانية فلن أبحثها لأن الدولة والمجتمع يعيش هذه الحالة حتى المتدينين!! طبعا على مستوى الحياة العامة، ولا أقصد الحياة الشخصية، فالكثير منا حسب استطاعته يقيم الدين في حياته، ولا يستطيع أن يقيمه على مستوى الدولة والحكومة لأنه كفرد لا يستطيع فرض القانون الذي تعمل به الدولة كما يريد..
 
ولهذا علينا جميعا أن نعلم أن أي نقابة هي نقابة مهنية، لها نظام داخلي، وهي تتبع لحكومة والحكومة تتبع لنظام قائم له سياسة داخلية وسياسة خارجية معلومة له ولغيره ومن الصعب أن يؤثر فيها أحد عن طريق دخوله في أي نقابة، والنقابة عملها يتعلق بالمهنة فقط، ولو وصل عدد المسيسين فيها 100% لا يؤثر فيها شيئا من جهة أنهم يوجهونها كما يريدون وهم أفراد، والمسيس مثله مثل غيره إذا كان لا يتلقى توجيهاته من خارج النقابة أو من خارج المهنة،  ولا يشكل ائتلافا داخل النقابة  يخدم الجهة التي يتبع لها.. 
 
ما لا نريده ولا يريده أي معلم سواء أكان مسيّسا أم غير ذلك، هو أن تكون تيارات سياسية  داخل النقابة وتؤثر على اتخاذ القرار فيها ويكون الباعث لاتخاذها أي قرار ليس المعلم ومهنته وحقه المهني، بل هموم التيار الذي يمكن أن يكون له حسابات غير حسابات المعلم وغير حسابات مهنته، وقد يؤثر على قرارها وبالتالي على حقوق المعلم اذا تحالف مع الحكومة أو غيرها  وصار يصدر في قراره عن تعليمات حكومية أو أي جهات سياسية، وبالتالي يضر المعلم ولا ينفعه، لأنه لم يكن دخوله النقابة ابتداء من أجل المعلم بل من أجل تياره وحساباته..  
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد