رجل من جيفارا

 رجل من جيفارا

22-03-2012 11:08 AM

أنصت الى بكائه.. دعاء واحد باق وصوت يعلو كفجر ينشق من وراء تلك الجبال، أتعلم! حينها كتبت صرختي على ورقة لا أعلم أين وضعتها، رغم أنني نسيت مكانها فصرختي تعبق في صدى عالم بعيد عن تكهنات ما بين الفجر والليل، فذاكرتي بدأت تخون جسدي، صرختي التي جثوت فيها على أرض لم أعلم لمن هي.. انطلقت خارجة من جسدي بدموع تماسكت ولم تكسر كبريائها كجسدي... سأعتلي الان منصة قهوتي لعلني أجد صرختي التي أبكت الضباب ليأخذ ما خلفه بعيدا.
 
"هل ألتقط مسدسي! أم لم يحن الوقت بعد! رصاصة واحدة باقية ولكنني أضعتها..". سأذهب الآن... حيث أخذتني حروبي، لأروي حادثة ألقت رقصتها الأخيرة مودعة رجل رافق جولتي التي بِعت العالم فيها، رغم ذلك لم أستطع فتح قبضة يده لمعرفة ما أمسك في تلك اللحظة، ولكن اقتفيت أثره عندما لامس نقطة ملاذي، فهل أستحق أن أكافئ نفسي ببعض من السلام!
 
لم تكن قصة خيانة حزينة ولم تكن قصة فراق عند النوم، فكل قصة تدعو الى تخيل كلماتها من فيلم مشوش السرد، ولكن هذه المرة اختلفت القواعد حيث أنها قصة إمراءة هجينة الجمال نزعت عن رقبتها قلادة ملاكها الراحل قبل أن تلتقط غيتاره وتعيد لحن نقاء العقل.
 
كنت أجاري نفسي في ذلك اليوم أكانت بسلامة العقل أم سلامة الجنون، كأنني على موعد من ساعة الصفر أتلهف إن كان سيعود في اليوم الجديد... رغم أنني تركت خلفي ما آمنت به  "ايمان بالوجود أم ايمان بالفناء"، ها أنا هنا.. أناجي مسائه القريب الذي يبعد عن تكهنات قلب مفجوع، فأي هزة حرب تتلبسني بإسمك الآن؟!!!
 
عاودتني المخاوف، ولكن هذه المرة  كسمفونية مطر يسحق السماء.. عاودتني المخاوف، كحلم كذاكرة.. رغم مناجيتي لِليلتهِ، فمذكرات ملاك آخر شيئ سأكتبها عنه... 
 
سأغادر الآن منصة المقهى وسأرافق  دقائقه التي حاربني بها على تلك الطاولة، سأغادر لعلني أصل بيتي فهو ميدان تستريح به  ذاتي وروحي، لعلني أصل وأجلس على كرسيه المفضل لأترنح في متاهتي قليلا ريثما أجد جرس الغوص في سماء كنا قد إستهويناها للهروب من على اليابسة..
 
فقصتي إنشقت عن مدونتي ورواياتي، قصتي علا غضبها في وجدان العقل، قصتي التي أبقت على نفسها على سطح الماء، قصتي... قصتي حدثت ومازالت تحدث بين ساعات الغد الماضِ والغد القادم...
 
لحظات قليلة.. وسأصل الى عتبة باب غرفتي، حيث خرجت وعدت مع أنفاس سيجارة كانت ترافقه أينما ذهبت، خطوات قليلة... تبادرها قدماي، لتعبق في أنفاسي رائحة القهوة التي كان يتذوقها ليلا وصباحا... فتبقى تتخبط في ذاكرتي وأنفاسي بلا هوادة.. قصتي معه أن أكون "محور الإتهام والبراءة". وطأت قدماي عتبة اليقين من ذاكرة ستعود عند مقبض الباب، فكم من لعنة هربت منها وكم من منقذ ناجيته للقاء تلك الذاكرة المشوشة بإسمٍ لم أعد أدركه "رجل من جيفارا"، فللبداية سَهْل من ضحكات موجة لم تكن مكتوبة في الغد وللنهاية بداية على وشك أن تغمض الجفن من كثرة أصوات هادئة تعلو في مشيتها ك لحن غيتار أتقنه على مسمع منه...
فأتخيل فراشي  فارغا، غرفتي غير مرتبة وخالية من الأثاث.. و"عقدي" مرميا على الأرض وأدويتي التي وصفها لي أحد الحكماء من بعد حادث ألّم بمن في مدونتي فارغة أو غير موجودة في مكانها، أقف أتأملها عند تلك العتبة فأرى "العدم يستولي على زجاجة جسدي"..
 
لم أرَ أمي ولا صديقتي ليخبروني الحقيقة، فأتذكر تلك القصص التي كانت أمي تقصها لي قبل النوم عن قلب فتاة ألّم بها حب رجل كان منبعث من أحد "أعظم القادة"، فتقص لي ما أهداها الله ولكن الحرب بينها إختطفت طفولة ذلك الرجل من حضنها، فهل كانت تلك المثالية به! أَتَذكر تلك الضحكات وأَتَذكرعندما كانت تترنح ذاكرتي في صوته، كنت أَتَذكر كيف يمكن أن يكون القلب مفجوع لحد الفجيعة.. فلا أعرف كيف إستسلمت للنوم ثانية، حيث إستلقيت على كنبته المفضلة وبدأت أتذكر صحوتي في نومة "قلقة.. متعبة الهذيان"..  فكل ما أذكره هو أنني أفقت على صور مبهمة "ثلاثة أحلام متداخلة" لا يمت احدها بصلة أشبه بالأفلام السينمائية القصيرة التي إعتاد أن يأخذني إليها..... أمام شاشة كبيرة  أم كان حديثه الذي كان يحدثني به قصص عشقه لطفلة لم تعلم ما يجوب في العالم،، رغم ذلك لم تنتابني احلام كهذه منذ أن أخذ اجازة مع أصدقائه على شاطئ لا أعلم بأي كون هو... فكل ما بقي لي على ذاك الطريق هي كلمة مؤقتة الوجود،،
 "أنتظر عودتك..." 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد