تأييد مجتمعي لعقوبات مثيري العنف في الأردنية

mainThumb

18-03-2012 08:49 PM

السوسنة -  أثارت أحداث العنف و الشغب التي شهدتها الجامعة الأردنية في الآونة الأخيرة ردود فعل واسعة النطاق لدى سائر مكونات المجتمع الأردني.

 
وأبدت قيادات رسمية وفعاليات شعبية وممثلون لقطاعات مختلفة استغرابها لتفاقم ظاهرة العنف الآخذة بالاتساع في الجامعة الأردنية التي تعتبر أول أبواب الخير في التعليم العالي في البلاد.
 
وتراوحت الآراء بين مدافع ومؤيد لقرارات الفصل وبين التدرج في اتخاذ العقوبة التي اتخذت بحق مجموعة من الطلبة الذين تورطوا في هذه الاحداث مؤكدين ضرورة تضافر الجهود الوطنية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع الجامعي.
 
ووجه وزير الثقافة الأسبق الكاتب في صحيفة الرأي طارق مصاروه نداء إلى جميع الطلبة بالالتفاف حول جامعتهم الأردنية.
 
وقال مخاطبا الطلبة باللهجة العامية العفوية الصادقة "أقول لأولادي ما في بطولة أن يضرب أو"يبطح" الطالب زميله ،البطولة أن تكون إنسانا محترما ومنتجا وان تحب وطنك وأن تلتزم بقوانين الوطن وتحترمها".
 
وأعرب مصاروه عن وقوفه إلى جانب العقوبات التي فرضتها الجامعة على المتورطين بقضايا العنف والشغب التي تسيء لهذه المؤسسة الوطنية التي بنيت بعرق الأردنيين وجهدهم.
وقال المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة أن العنف على صعيد الجامعات أمر دخيل على مجتمعنا الأردني الإسلامي وعلى ثقافتنا وقيمنا العربية والإسلامية التي تتميز بالرحمة والتسامح والرفق واللين .
 
وأضاف أن الله حرم الاعتداء على الإنسان والمال ورتب عقوبات بالدنيا والآخرة وحرم الاعتداء على الممتلكات لأنها ملك للجميع .
وتساءل الخصاونة أي فائدة يجنيها الطالب الذي يشارك في أعمال العنف؟وأي فائدة لمن  يخرب أو يدمر أو يعطل مرفقا من مرافق الجامعة؟.
 
وأكد أن الطالب يسأل  أمام الله يوم القيامة حول حوادث العنف التي تعمل على زيادة النعرات ونشر الفتنة بين الطلبة وبين العشائر و القبائل ويزيد من الشائعات ويؤدي إلى الخوف و الفزع .
 
ودعا الخصاونة طلبة الجامعات إلى عدم إطفاء شعلة العلم والنور والهدى والى تحكيم العقل والحكمة حاثا في هذا الصدد خطباء المساجد على توضيح رسالة الإسلام السمحة في خطبهم ومحاربة ظاهرة العنف سواء في المجتمعات أوالجامعات.
 
وحول العقوبات التي أصدرتها الجامعة أكد أن الإسلام أقر بالعقوبات لمن يخالف الشرع الإسلامي الحنيف كوسيلة رادعة لمن تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن و تهديد أبنائه.
 
وأعرب رئيس جامعة مؤتة الأسبق أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور علي محافظة عن أسفه لتكرار أعمال العنف في الجامعات الأردنية ومنها الجامعة الأردنية.
 
وحمل محافظة بعض المسؤولية لتراجع دور المدرسة في تنمية السلوك الطلابي إلا أنه استدرك أهمية إنشاء نقابة للمعلمين التي سيكون لها دور فاعل في دعم شخصية المعلم وانعكاسها على الطالب ومسيرة التعليم العام في المدارس الأردنية.
 
وطالب محافظة وزارة التربية والتعليم بتبني إعداد برامج وأنشطة تعليمية في الفنون التي تشمل الرسم والتصوير والخط والموسيقى والمسرح لأنها عوامل ناجحة في تشكيل منظومة (الذوق الراقي) لدى طلبة المدارس.
 
وأكد أن للفنون التي تكاد معدومة الان في المدارس دورا أساسيا ومحوريا في صقل شخصية طلبة المدارس وتأهيلهم لدخول معترك الحياة الجامعية باقتدار.
 
وأيد محافظة قرارات العقوبات التي اتخذتها إدارة الجامعة بحق مثيري العنف داخل الحرم الجامعي لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الجامعة ومقدراتها و ممتلكاتها العامة.
 
واستعرض الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور العوامل التي تؤدي إلى العنف المجتمعي أو الجامعي وارتباطها بالسياسات الاقتصادية التعليمية والثقافية والاجتماعية،مشيرا إلى أهمية الدور المناط بالمؤسسات التعليمية ومؤكدا أن هذه الظاهرة تهز وجدان كل أردني مخلص.
 
وأكد منصور ضرورة إعادة النظر بالمناهج الدراسية في المدارس خصوصا المتعلقة بالبناء الثقافي للإنسان الأردني والتربية الإسلامية والتاريخ واللغة العربية والتربية الوطنية،كونها مسؤولة عن بناء القيم والاتجاهات عند الجيل الصاعد والناشئة.
 
وأهاب منصور بالطلبة على امتداد الجامعات الأردنية إلى تعظيم الانجاز والقيم العربية الإسلامية والتجرد من الانتماءات الضيقة ونشر قيم التسامح والمحبة بينهم.
 
وقال إن الحزم مطلوب من إدارات الجامعات، وقبل اتخاذ العقوبات ينبغي التركيز على التربية والتوجيه والنصيحة، وان تكون العقوبة عند فرضها ليست منتقاة وإنما على كل من يشارك في هذه الأعمال التي يرفضها ديننا الإسلامي الحنيف ومجتمعنا الأردني العربي الإسلامي.
 
بدوره حذر نقيب الأطباء الدكتور احمد العرموطي من تفاقم العنف الجامعي بسبب غياب العمل السياسي الموجه داخل الجامعات الأردنية ، مؤكدا أن طلبة الجامعات بحاجة إلى توعية ثقافية سياسية بقضايا الوطن والى توجيههم نحو إطلاق المبادرات التي تخدم المجتمعين الجامعي والمحلي.
 
واستنكر نقيب الأطباء هذه الظاهرة حاثا الطلبة على الابتعاد عن العصبية والجهوية داعيا إياهم إلى المحافظة على سمعة الجامعة الأردنية التي هي ليست ملكا لأشخاص بل مؤسسة وطنية لها قدسيتها ومكانتها في المجتمع الأردني .
 
ودعا العرموطي إدارة الجامعة إلى تنفيذ العقوبات بشكل متدرج بحيث يتم فصل الطلبة المتورطين بقضايا عنف لمدد محدودة، تتطور في حال تكرار هذه الأعمال إلى فصل نهائي من الجامعة.
 
وقال رئيس الجامعة الأمريكية في مادبا عميد كلية الحقوق في الجامعة الأردنية الأسبق الدكتور جورج حزبون أن الجامعة ليست مكانا لتصفية الحسابات أوالصراعات من أي نوع كان .
 
وأضاف حزبون: "طالب العلم جاء إلى محراب العلم وعليه أن يحترم قدسية المكان، وفي إخلاله بأمن المكان بالعنف فانه يكون قد اخل ببنود قانون العقوبات الذي يعاقب عليه جزائيا، كما أنه يكون اخل بالقانون الأخلاقي الذي يتوجب على كل طالب أن يحترمه".
 
وزاد حزبون أن الطالب الذي لم يحترم القواعد السابقة والذي لم يغتنم الفرصة التي منحها إياه الوطن للتعلم ليكون ذخيرة بناء للوطن لا يستحق أن يستمر في الجامعة ويتوجب أن يخلي المكان لطالب آخر مؤهل بصورة أفضل نفسيا وعلميا.
 
وأكد حزبون خلال حديثه أن من حق الجامعة أن تفرض أقصى العقوبات على كل من يخل بأمن الجامعة وبصورتها المحلية والعالمية.
 
وأشار أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الدكتور حسين خزاعي إلى أن مؤسسات الأسرة و المدرسة و العشيرة والأقارب انسحبت من علمية التربية و الإرشاد والتوجيه والمتابعة للأبناء، مؤكدا أن الحمل الآن أصبح على الجامعات.
 
وأضاف خزاعي أن الجامعات وحدها لا تستطيع أن تتحمل عبء اعادة بناء الطالب من جديد لان بعض الطلبة للأسف يدخلون الجامعة متسلحين بثقافة العنف الذي مورس عليهم أو مارسوه قبل دخولهم الجامعة.
 
وشدد خزاعي على ضرورة أن يترافق مع العقوبات تعليم ثقافة الحوار والتسامح وقيم الصبر والمحبة بين الجسم الطلابي.
ووصف رئيس نادي خريجي الجامعة الأردنية كمال المفلح قرار فصل الطلبة بالعملية الجراحية المستعجلة، قائلا:" أنه كان بإمكان إدارة الجامعة التريث قبل اتخاذ هذا القرار، واستدعاء أولياء أمور الطلبة أولا، لان لديهم القدرة على ضبط سلوك أبنائهم والتعاون مع الجامعة لردعهم".
 
ولفت المفلح إلى اتساع الفجوة بين الطلبة القدامى و الطلبة الحاليين جراء التطورات السريعة في المجتمع الأردني مؤكدا في هذا السياق أن بعض الطلبة يواجهون مصاعب اقتصادية ومالية خانقة.
 
وحث المفلح إدارة الجامعة على تكثيف برامج التوعية والإرشاد واللقاءات الدورية مع الطلبة ومعالجة الضعف لدى طلبة الجامعة من الناحيتين العلمية و الثقافية مؤكدا أن العنف الجامعي ظاهرة مؤلمة ينبغي تكاتف جهود الخيرين من أبناء الوطن لاستئصالها.وطالب المفلح بإعادة النظر في سياسات القبول الموحد في الجامعات الأردنية.
 
وقال العين الشيخ طلال صيتان الماضي إن القيم العشائرية براء من التصرفات غير المسؤولة لأنها وعاء حضاري إنساني لكافة مكونات العشيرة المستندة إلى تنوع رائع في الفكر والمنطق و العلم و المعرفة.
 
وأضاف أن العشائرية مؤسسة محترمة تحافظ على تماسك المجتمعات ولا تعرقل السير نحو المؤسسية والمدنية وسيادة القانون، مؤكدا تقديره واحترامه للقرار الجريء الذي اتخذه رئيس الجامعة بالوكالة معربا عن أمله في تجاوز التنظير غالى الفعل فيما يخص آلام الوطن وآماله".
 
 
رئيس نادي التراث في الجامعة الطالب مهند راتب السعود دعا إدارة الجامعة إلى عدم التراخي أمام الضغوط الاجتماعية التي تحاول التوسط لصالح من يحاول الإضرار بسمعة الجامعة وبأمنها واستقرارها.
 
وأضاف أن النادي أعد خططا وبرامج تتضمن إشغال وقت الفراغ لدى الطلبة من خلال القيام برحلات تثقيفية للمواقع الأثرية والسياحية والأماكن الحضارية في جميع أنحاء المملكة.
 
و أشار السعود إلى أن الجسم الطلابي يحتاج إلى مزيد من التوعية بالضرر الذي يسببه العنف الجامعي.
 
وقال أحد الطلبة المفصولين:" إنني اشعر الآن بالندم على المشاركة في المشاجرة ولم أتوقع  الحصول على هذه العقوبة التي تهدد حياتي و مستقبلي العلمي.
 
وأضاف بعد أن طلب عدم ذكر اسمه أن والده حتى الآن لا يعلم ما جرى له ، مقدما اعتذاره لأهله وعشيرته ولجامعته و لوطنه.
 
وحث زملائه الطلبة على الابتعاد عن هذه الأعمال التي تسيء للوطن وللجامعة،مؤكدا أن علاقات حميمة وصداقة تربطه بالطلبة من الطرف الثاني المشارك في المشاجرة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد