السوسنة - أنهت كلية التخطيط والإدارة في جامعة البلقاء التطبيقية كامل الترتيبات لعقد المؤتمر الدولي وتحت رعاية الأميرة ريم العلي حول تكامل مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل في القطاعين العام والخاص والذي يعقد في الفترة 25-28 /3/ 2012 في فندق الكيمبنسكي- عمان بالتعاون مع أكاديمية جلوان للتدريب والدراسات ، وبدعم من مؤسسات المجتمع المدني الأردنية ذات العلاقة .
وقال الدكتور مروان النسور عميد كلية التخطيط والإدارة في الجامعة إن فكرة هذا المؤتمر تأتي بتوجيه من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة ترجمة لتوجيهات جلالة القائد الملك عبد الله بن الحسين المفدى عند لقائه برؤساء الجامعات الأردنية وتوجيهاته السامية للموائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل للحد من الفقر والبطالة وتحسين فرص العمل للشباب الأردني محليا، عربيا ، وعالميا.
ويركز هذا المؤتمر على نموذج التكامل (ثلاثية الإبداع"Triple Helix") الذي يؤكد أن التحول إلى اقتصاد المعرفة يقوم على الريادة في البحث العلمي في الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات وربطها بالسياسات الحكومية والصناعية.
ويقترح هذا النموذج أن النجاح يقوم على التقييم الدقيق لمرحلة التطور والتنمية, و دراسة التناسب بين السياسات المحلية والإقليمية من خلال التركيز على نقاط الضعف ونقاط القوة والفرص المتاحة إقليميا وعالميا.
وأوضح الدكتور النسور ان ثلاثية الإبداع "Triple Helix" في حياتنا العملية تعتمد على التكامل الفعال بين منظومة التعليم والقطاع الخاص والعام. ويعتبر التكامل إطار قوي لفهم اللبنات الأساسية للنظام الاقتصادي الديناميكي المتوازن. حيث أنها تقدم لنا إطار عمل يركز على التفاعل بشكل تكاملي متناغم بين جميع القطاعات العلمية والعملية. وترتكز ثلاثية الإبداع على التعليم - القطاع الخاص - والقطاع العام.
حيث أن هذا التفاعل هو مفتاح الابتكار والإبداع والتطور في المجتمعات المتعلمة. ومن أهم النتائج المتوقعة لهذا التفاعل الانتقال من مرحلة التعلم والبحث إلى مرحلة تأصيل المعرفة ومن ثم إلى مرحلة الإنتاج، وبالتالي الانتقال إلى ثقافة الإبداع في المجتمع.
مؤكدا أن الهدف الرئيسي من التكامل (ثلاثية الإبداع"Triple Helix") هو إقامة شراكة بين التعليم العالي والقطاع الخاص والقطاع العام. على الرغم من أن الابتكار قد ينشأ في أي من القطاعات الثلاثة ولكن بشكل منفرد، لذا فإن التأثير الفعال على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي يكون بإنشاء شراكة بين القطاعات الثلاثة في عملية الإبداع والتطوير.
وبذلك فإن الجامعات يجب أن تصبح "جامعات ريادية"، قادرة على تلبية احتياجات السوق من الكفاءات العلمية المختلفة، ونقل المعرفة من مرحلة المعرفة العلمية البحتة إلى مرحلة الإنتاج وخدمة المجتمع.
لذا فإن الهدف الرئيسي الآخر للتكامل (ثلاثية الإبداع("Triple Helix"هو تبادل المعلومات والإبداع والمعرفة. حيث أن هذه الأهداف هي الميزة الرئيسية لمجتمع المعرفة. وآلية هذا التبادل تحتاج إلى بيئات ديناميكية فعالة، والتي هي السمة الرئيسية لعملية تبادل المعلومات.
وأشار الدكتور النسور أن الوصول للتنمية المستدامة تحتاج إلى تحفيز جميع الجهات المعنية بتطوير مجتمع المعلومات، والانتقال من البيئات المعزولة إلى بيئات العمل التعاونية والمنسقة والمفتوحة والمرنة والدينامكية، والتي تتيح تدفق المعلومات بسهولة ويسر بين الأطراف الرئيسية في التكامل (ثلاثية الإبداع"Triple Helix").
ومن هنا نجد أن هنالك ضرورة لإعادة تعريف العلاقة بين القطاع الأكاديمي (الجامعات والمعاهد العلمية والبحثية) والقطاع العام والقطاع الخاص- وبصورة دورية، ولذلك يأتي دور (ثلاثية الإبداع"Triple Helix") بإيجاد التكامل بين المؤسسة وبيئتها. ويفترض أن عملية الإبداع والتطوير عملية تراكمية تنشأ من خلال أفكار ومشاريع صغيرة ومتوسطة إلى أن تصل إلى مشاريع ومؤسسات كبرى قادرة على تأصيل المعرفة في المجتمع.
اما عن أهداف المؤتمر فقال الدكتور النسور إن المؤتمر يهدف إلى إقامة الشراكة بين مؤسسات التعليم المختلفة والقطاعين العام والخاص، إعادة تصميم برامج التعليم العام والعالي والمهني بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، وأن تكون الجامعات ومؤسسات التعليم المهني ريادية قادرة على تنفيذ البرامج الإبداعية، وتبادل المعرفة بين الجامعات ومؤسسات القطاعين العام والخاص، و تطوير استراتيجيات التعليم والتدريب للجهات المعنية وهذا ما تسعى إليه جامعه البلقاء التطبيقية ممثله برئيسها الأستاذ الدكتور اخليف الطراونه وكافه أعضاء الهيئتين التدريسية والاداريه في الجامعة .
إما عن المشاركين في المؤتمر فقال الدكتور النسور أن عدد المسجلين بلغ 350 مشارك من الدول العربية والاجنبية ومن ذوي الخبرة والاختصاص في القطاعين العام والخاص والاساتذة الجامعيين من الجامعات العربية والاجنبية أيضا ونأمل أن تتمخض جلسات المؤتمر والأوراق العلمية المقدمة والورش التدريبية في إثراء واغناء أصحاب العلاقة وان يكون لها أثر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على كافه المستويات المحلية والعربية والعالمية .