تلك هي أنا

mainThumb

11-03-2012 12:12 PM

 

قبيل وضع الفاصلة تكسرت الذنوب واندثرت تحت صرخة على ورقة بيضاء منبعثة ذكرى شهيدة وقبيل وضع النقطة ذكر الكثير، فهي أنا... أنا من تجردت من كل فجر من كل يوم من كل ليلة.. تجردت من كل ما هو بشري ادمي وحتى دنيوي.. أنا من تجردت من كل ما هو، تلك هي أنا من غفت على عشب وأُخذت بجريان السماء وصافحت فاتحة حضورك...
 
       فقدت قلبا ممن أبحر في ذاك القارب...
 
تأخني الملائكة اليك
 
حزينة حد الفجيعة ومساءاتِ عقيمة كطير مهاجر
 
أي هزة حرب تتلبسني الان
 
وأي صقيع يبعث رجفة الحزن الان!
 
مساء يرتديني لأكون ظله
 
للرحيل رائحة تشبه رائحة الضياع
 
مكللة بإكليل وحدتي
 
يأخذني المطر اليك
 
كثرت الأديان    فلهم كفرهم
 
  ولك صلاتي عند مفترق أصابعك
 
ايماءة ماكرة هي... خساراتي
 
دع المساء يحل
 
كأمس يرفع سقوط وعيي
 
أعثر على جولتي       جولة بيع العالم فيها
 
دع المساء يحل....
 
كمراسيم تعثرت بصاحب ابتسامة
 
أركض اليك
 
يطوقني بذراعيه
 
كوردة سحلبية بيضاء
 
فيأخذني حزني اليك
 
هو...أنت
 
 من أسرجته الاساطير والروايات
 
 من أحاط حديقتي بفرسان 
 
ورقة قصيدتي الاخيرة ترحل قهرا
 
لأطلق سراح خيولي 
 
فيأخذني سباتي اليك...
 
تأتي بلا رغبة
 
أبحث عمن يشبهك     وأنا الموشاة في فرقد مسافاتي 
 
فيأخذني فرحك الصغير اليك
 
أفراحه الصغيرة لا زالت
 
وأحزانه تعقد مناديلها في هاجس أمكنتي
 
صوته الذي يجيء ليوقظني        لأختصر المسافة بين فجر أعبر منه من فوق الغيوم
                   وفجر أنهكته النذور....
 
 
ألاقيه...
 
ألاقيه كما ينور الفجر بكامل أنوثتي
 
فأغتال وحدتي في مسائي إليه
 
صوته الذي يتراءى الى مسمع "سمع" الهواء            فاتحة مدني الجديدة
 
أفرد تراتيل حروف كتبتها اليك
 
أفرد بها ما تيسر من موجة بين أصابعي
 
فتأخذني غربتي اليك
 
فأرقب لقائه كما قوافي غسق...  توقظني
 
يرتديني رصيفي المائي في حضوره
 
لينزع عني تألق شمس مضطرب الغربة
 
ألاقيه.. كما هو
 
ألاقيه.. كما أنت
 
فاذا بي... آلهة ابتسامة تكحل بفارس ليل
 
فاذا بي... طفلة لا تستطيع مجاراة سرعة الهواء 
 
فأجمل وعودي.. هي أنت
 
وأجمل نذوري.. لهاث تراتيل حروفك أخبئتها في قبضتي...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد