لا تؤجلوا محاكمة الفاسدين

mainThumb

05-02-2012 10:35 PM

  اعتذر لاختياري هذا العنوان، فالضرورات تبيح المحظورات ، وبالمقابل اعدكم أن اوفي العنوان حقه، فالدراي كلين معروفه للجميع بانه غسل الملابس وتنظيفها مما علق بها من اوساخ أو تعرضها إلى التعرق وفوح الروائح منها ، وبعد الغسيل تاتي مرحلة نشر الغسيل ، ثم كويه واعادة ارتداءه من جديد ، فالمواطن يقضي حياته في دوامة الغسيل ونشر الغسيل ، ومن لا يريد العيش في هذه الدوامة يرسل ملابسه إلى محلات الدراي كلين ، ولكن الاغلبية المسحوقة من المواطنين تنتظر أن تتكرم شركة - مياههم – بتزويدهم في المياه مرة في الاسبوع او الشهر ويكون الغسيل ونشر الغسيل عندهم  " كماليات " يمكن أن تتحقق في المواسم ، وهم مقتنعون راضون  بما انعم الله عليهم من رزق يديرون به متطلبات حياتهم ، وغيرهم يغسلون وما ادراك ما يغسلون!!!.  

هذه الأيام ، أصبحت كلمة " غسيل " وصورة الغسالين تتصدر بالبنط العريض مانشيتات الصحف والمواقع الالكترونية والمحطات الفضائية وشعارات المسيرات الاصلاحية، واصبحت موضوع أحاديث الفقراء والمقهورين والغارمين وفي الرقاب والطهاة والحلاقين والموسرجية والكونترولية والبنشرجية والعاطلين عن العمل ومنتفعي صندوق الوطنية ورواد الصالونات السياسية والنسائية وبيوت العزاء وصالات الأفراح ، الكل يتحدث  عن غسيل الاموال ، والفلل والقصور والسيارات - اللهم لا شماته – حتى اصبح سكان البيوت الايلة للسقوط ، والفقراء والمعوزين والمتسولين بمقدورهم التحدث بطلاقة عن غسيل الاموال، والجرائم والعقوبات المترتبة على غاسليها ، الكل يتحدث عما  تناقلته الأخبار من قيام المدعي العام بإصدار  أمرا بالحجز على الاموال المنقولة وغير المنقولة لمدير دائرة المخابرات الاسبق   " محمد الذهبي " , وتم تنفيذها على 30 مليون دينار قيمة الارصدة في البنوك المحلية , اضافة الى منزلين في منطقة دابوق ، ومتابعة القضية من قبل الادعاء العام والاستماع إلى شهادات 4 مدراء بنوك محلية ، ضابطين من دائرة المخابرات العامة لا يزالان على رأس عملهما, في هذ القضية التي تشغل الراي العام .

وبعد ،،، اعود واكرر واشدد، لقد تم نشر الغسيل، وتحديد مصادر الوسخ والعفونة ، وتمييز الروائح النتنة لا يحتاج لحذلقة وفذلكة ومهارة ، فغاسل الاموال موجود،   وصدر قرار بمنع سفره خارج البلاد  فقضية غسيل الاموال اصبحت قضية رأي عام ، والاحداث المتسارعة في الوطن برغم سخونتها واختلافاتها ؛ إلا أنها قضية الأردنيين، فلا تتأخروا في ملف القضية لأن محاكمة الفاسدين والمفسدين والسماسره واجب، والمطمطة والتأجيل يولد النفور والاحتقان والكبت الزائد والشعور بالتحيز والمزيد من المسيرات والاعتصامات والمهرجانات واطلاق الشعارات التي تجاوز بعضها الخطوط الحمراء التي تطالب محاكمة الفاسدين وجلبهم كما جلب غيرهم حتى لو  تمكن بعضهم مغادرة الوطن.

مسك الكلام... المساواة والعدالة في محاكمة وملاحقة الخارجين عن القانون مطلب شعبي وطني ، والروح الجماعية للأردنيين توحدت على المطالبة بمحاكمة الفاسدين بغض النظر عن مكانتهم الوظيفية أو الاجتماعية، فلا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فنحن احوج الى الهدوء والاستقرار واقناع الحراك الشعبي بجدية الحكومة في محاربة الفساد والمفسدين، والحراك لم يزل غير مقتنع بذلك، اقولها بالفم الملآن نحن احوج للاستماع إلى نبض الشارع ؛ أكثر من احتياجنا لفاسدين نمطمط في محاكمتهم !!! سؤال يجول في الوجدان اين نجد محلات دراي كلين تستطيع تنظيف وساخات الفاسدين؟! ، وإذا وجدنا المحلات اين سنجد المعقمات التي تحمينا وتحمي الوطن منهم مستقبلاً !!!!..

اكاديمي ، تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد