تلبيس طواقي

mainThumb

01-02-2012 11:45 AM

كم هو مسكين الموظف الاردني دون الدرجة الخاصة او الاولى فما ان تشرق شمس الراتب وترسل خيوطها الذهبية نحو البنوك والمصارف حتى تجد الموظف الاردني بانتظارها وما ان تدب الحياة بالاقسام الداخلية لاي بنك حتى تجد الموظف على نافذة الكاونتر وقد ابرز هويته وانتظر الروتين القاتل الذي يقوم به موظف البنك المتمترس خلف الزجاج وبطبيعة الحال هناك بعض الاسئلة التقليدية بين قابض الراتب وبين موظف البنك تنتهي بامضاء وبضعة دنانير يتناولها الموظف من النافذة الضيقة وعليه الان ان ينفقها من النافذة الاوسع لذا تراه خارجا من البنك وقد بحلق في المبلغ الذي بين يديه يعده اكثر من مرة مع انه يعرف ان حاله نفس الحال وراتبه نفس الراتب فقط متطلبات حياته اليومية هي التي تزيد وقبل ان يدس المبلغ بجيبه حتى يواجه باول سؤال وغالبا مايكون من الزوجة التي ادمنت الذهاب معه عند كل قبضة ,طرفت اجار البيت؟فيرد المسكين لا بعدني, طيب اطلعه على جنب, ترد الزوجة, وقبل ان يجيب تلخمه بسؤال دسم بعدين بدكيش تعطيني خمسين نيرة بدي اشتري (نقل)لبنت ام  صالح مهي خلفت ولد مبارح وامها يوم خلفت ابنا مرزوق سنة الثلجة اللي اخذت عمالات ابو سعيد جابت لي نقل وماسديتها؟ يغمغم المسكين وهو يمشي شارد اللب فيصطدم كتفه بكتف اخر فيلتفت له فاذا هو صاحب دينة قديمه ,مين؟ ابو صابر وين يازلمه؟ والله مشتاق لجيبتك قصدي مشتاق لك بدكيش تسد هالدينة قصدي بدكيش تمر علينا وما ان يخرج صاحبنا من السوق ويدخل المنزل حتى تتسارع نحوه الايدي والافواه وقبضات تدق الباب من اصحاب المحلات المجاورة ياللمسكين انها مهزلة المهزلة حسبي الله على الايام والراتب الرديء يردد وهو يدفع كل ماتبقى لديه لصاحب البقالة ويقول معلش المساء امر واكمل لك وقبل حلول المساء يدق باب صديقه ابو جلال وقبل ان يشرب القهوة يطلب منه دينا كي يسد البقال وفاتورة كهربا و الخ وعندما يحسبها المسكين يجد ان العملية برمتها تلبيس طواقي لا اكثر.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد