واقعنا في سياق بروتوكولات حكماء صهيون

mainThumb

24-01-2012 09:41 PM

بينما كنت أقرأ في مقدمة كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) تفاجأت بمحاور المؤامرة الصهيونية العالمية التي استخلصها مترجمة إلى العربية الأستاذ محمد خليفة التونسي وهو يقدم دراسة تحليلية للكتاب ، لم تكن مفاجأتي بالمحاور ذاتها بقدر ما كانت المفاجأة بواقعنا الذي لم أجد له تفسيرا سوى تنفيذ تلك المؤامرة . 

واحتراما لعقلية القارئ ، لن ألوك الفكرة ولن أمضغها لأقدمها لك كما تسوغ لي ، لا بل أضعها بين يديك كما وردت في مقدمة الكتاب نصا ، ولك أخي القارئ اترك تحليل المؤامرة في سياق الواقع، أو تحليل الواقع في سياق المؤامرة . 

العنصر الأول من المؤامرة : " لليهود منذ قرون خطة سرية غايتها الاستيلاء على العالم أجمع ، لمصلحة اليهود وحدهم ، وكان ينقحها حكماؤهم طورا فطورا حسب الأحوال ، مع وحدة الغاية. "برتوكولات حكماء صهيون ، المقدمة ص 31 ومن البروتوكولات المتبعة لتحقيق هذه الغاية : " يسعى اليهود لهدم الحكومات في كل الأقطار، والاستعاضة عنها بحكومة ملكية استبدادية يهودية، ويهيئون كل الوسائل لهدم الحكومات لا سيما الملكية. 

ومن هذه الوسائل إغراء الملوك باضطهاد الشعوب، وإغراء الشعوب بالتمرد على الملوك، متوسلين لذلك بنشر مبادئ الحرية والمساواة ونحوها مع تفسيرها تفسيرا خاصا يؤذي الجانبين ؛ وبمحاولة إبقاء كل من قوة الحكومة وقوة الشعب متعاديتين، وإبقاء كل منها في ترجّس وخوف دائم من الأخرى ، وإفساد الحكام وزعماء الشعوب ، ومحاربة كل ذكاء يظهر بين الأمميين (غير اليهود) مع الاستعانة على تحقيق ذلك كله بالنساء والمال والمناصب والمكايد . . وما إلى ذلك من وسائل الفتنة ." برتوكولات حكماء صهيون ، المقدمة ص 31 ومن بعد ذلك انظر إلى ما يصنعون : " إلقاء بذور الخلاف والشغب في كل الدول، عن طريق الجمعيات السرية السياسية والدينية والفنية والرياضية والمحافل الماسونية ، والأندية على اختلاف نشاطها ، والجمعيات العلنية من كل لون ، ونقل الدول من التسامح إلى التطرف السياسي والديني ، فالاشتراكية ، فالإباحية ، فالفوضوية ، فاستحالة تطبيق مبادئ المساواة . 

هذا كله مع التمسك بإبقاء الأمة اليهودية متماسكة بعيدة عن التأثر بالتعاليم التي تضرها ، ولكنها تضر غيرها " برتوكولات حكماء صهيون ، المقدمة ص 32 فالحكام والشعوب كلاهما ينفذون بروتوكولات الصهاينة بوعي أو بغير وعي، فإلى متى ستبقى أمتنا غافلة تائهة ؟؟ أخي القارئ ليس لي بعد هذا أن أحلل وأوضح .واللبيب من الإشارة يفهم .

 ويكفي أن نتذكر قوله تعالى: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )المائدة: 78. ولله دَرُّ الشاعر العربي القائل: لايصلحُ الناسُ فوضىً لا سَرَاةَ لهمْ ولا سَراةَ إذا جهالهُم سادُوا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد