بِضِدهـــــا تُعرفُ الرجالُ

mainThumb

08-01-2012 12:29 PM


في خضم هذا البحر المتلاطم الامواج...والذي تاهت فيه بوصلة الحكيم ...وحار فيه الفهيم..فأختلّت الثقة بالسياسيين ...ونُزعت الهيبة من الفاسدين...فأصبحت مناصبهم مصائب بعد ان كانت مكاسب...وأصبحت كراسيهم سبب خيبة بعد ان كانت محط هيبة...فأضحوا لرضا الشعب متسولون بعد ان كانوا عليه متسلطون...ولقوته سارقون..

تلك هي الصورة التي تلخص واقع الحال ...بعد ان تحقق المحال..وآل الى العدالة من آل.... فمنهم من القت به غياهب طمعه في السجون...ومنهم من ينتظر تأكيد الضنون ....

وعلى سيرة المناصب والكراسي..فإنني استذكر في هذه الايام رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله ثم الوطن عليه...فمنهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال على صهوة الكرامة والعزة التي اختطها دربا واتّبعها منهجا فرقي بها الصعاب وعلا فوق السحاب سمعة وذكرا.....نعم  انها اسماء واوسمة شرف على صدر الدولة الاردنية تخرجوا من مدرسة الهاشميين الابرار..اسماءٌ يستذكرها الاردنيون في هذه الايام... ويتسآلون هل انقرضت هذه الفئة الخيّرة النيّرة الشريفة...الذين رسّخوا طوال سنين عطائهم قاعدة الحكم الرشيد للمنصب والتي جآءت على لسان ابنة شعيب " إن خير من استأجرت القوي الامين " لقد كانوا اقوياء بكفائتهم وحزمهم وقدراتهم وحرصهم على الوطن الذي لم يكن بالنسبة لهم صفقة تجارية او مشروع استثماري..ولقد كانوا امناء على حقوق الناس ترجموا امانتهم بالعدالة بين العباد وبتعفف الزهّاد....انهم كُثُر لا يسعهم مقال وليس عليهم جدال...ولكنني سأذكر جلهم لا كلهم وليسامحني من لم اذكرهم فهم في ذاكرة الوطن خالدين....
وفي قلوبنا باقين.....واقول لمن نسوا او تناسوا هذه النماذج لازالت ارحام الاردنيات خصبة بمثلها ولن تبور...... فهم يشكلون علامة الجودة الاردنية ...جيلا بعد جيل وفي كافة مراحل وادوار الحياة السياسية في الاردن ماذا تقولون (مع حفظ الالقاب) بـــ هزاع ووصفي وحابس وبهجت التلهوني وعبدالحميد شرف و زيد بن شاكر واحمد الطراونة وشكري المهتدي وعبدالرحمن خليفة رحمهم الله جميعاً وماذا تقولون بـ احمد عبيدات ومضر بدران ماذا تقولون بمفلح العودة الله وعبدالله الصايل وبادي عواد ولافي حريثان وكاسب صفوق ومشهور حديثة وخالد عبد النبي وخالد هجهوج ماذا تقولون بـ فلاح المدادحة ونذير رشيد وسعيد التل وذوقان الهنداوي وعاكف الفايز وموسى الساكت وممدوح الصرايرة ومحمد عودة القرعان وغازي عربيات وفتحي ابو طالب ومصطفى القيسي واحمد علاء الدين وصاحب القلمين نوح القضاة... و عبداللطيف عربيات صاحب المبدأ الواضح والاجندة الشريفة ماذا تقولون بـ عبدالرحمن العدوان صاحب اليد البيضاء والتقوى المشهودة ولن يجرح شهادتي له... نسبي به ... ماذا تقولون بــ باسل جردانه وعبدالرحيم ملحس وياسين الكايد وسليمان الحافظ وكامل ابوجابر ومحمدعلي الامين وتحسين شردم واحمد علي العايد واسماعيل العمري.  

لم يكن هؤلاء الذوات يتألقون كالنجوم في فضاء السمعة الحسنة لانهم من اصحاب المناصب فقط.. بل لانهم من اصحاب الاخلاق الرفيعة والقيم النبيلة ترجمها خدمتهم لوطنهم وحرصهم على مصلحته فتاجروا افضل تجارة واستثمروا اعظم استثمار لتكتنز ارصدتهم في بنوك القلوب ارثاً طيباً واثراً عطراً ...

وكما قال علي كرم الله وجهه " بعملي لا بحظي " فالسمعة الحسنة والذكر الطيب تتطلب عملا ثبوراً وجهدا شاقاً مع النفس لا حظاً ونصيباً كما هو المنصب.

واليوم نحن بحاجة ماسة الى هؤلاء وأمثالهم في ان يتولوا زمام الامور ليكونوا خيرعون لقائد المسيرة في هذه الظروف الصعبة التي عكرت الصفو العام ومست صميم الثقة العامة بالدولة ورفعت مؤشر نبض الشارع...وهذان العاملان يشكلان عصب الاستقرار الاجتماعي والذي تعتمد عليه باقي عناصر الاستقرار الامنية والاقتصادية على السواء.

 انا وغيري من ابناء الوطن لاننكر وجود نسبة من هذه الفئة في كافة مستويات اجهزة الدولة حاليا (والذين لم ذكر اسمائهم تجنبا لشبهة التملق والنفاق) ولازالوا جنودا مجهولين يعملون بصمت فكما قال سيد الخلق وافضلهم صلى الله عليه وسلّم " الخير فيّ وفي امتي الى يوم القيامة ".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد