لا أقول أن الدراما هي السبب الوحيد لجرائم الشرف ولكنها أحد الأسباب مع اتفاقي مع الكثيرين بأن لها أسباباً ومسببات أخرى .
كيف تكون الدراما سبباً كما أدّعي ؟سيسأل البعض ! أقول أولاً أن جرائم الشرف محرمة في الاسلام ولا يوجد ما يبيح للشخص أن يقتل بداعي غسل العار..
عندما أصبحت الدراما سبباً لتغذية ثقافتنا المعاصرة عند أغلب الناس ، وسبباً واضحاً للتأثير بالرأي العام ، وللأسف أنها تؤثر في ذلك سلباً ،لما تحويه من استقطاب واستيراد لثقافة وفكر مجتمع لا يقترب من مجتمعنا لا بعاداته ولا بتقاليده ، وتتلقف الأسرة العربية مرغمة في البداية ثم راكضة خلف الذي تتلقفه بعد أن تتعود عليه وعلى نمط مشاهدته لتأثيره القوي على المشاهد في هذه الأسرة ،تتلقف هذه الثقافة عبر الدراما فتجد:...
وهذه أمثلة فقط لأصل من خلالها لاستنتاجي الذي أريد ان أوصله اليكم اخوتي القراء الكرام , تجد أن ثقافة مايبث تبيح صداقة المرأة المتزوجة لرجل آخر لتمتد للدخول الى البيت بعلم زوجها وأثناء غيابه دون الإنكار عليها لكي يصبح هذا الأمر طبيعيا عند أبناء الفئة المستهدفة لهذه الثقافة وصدقوني أنهم هم العرب المستهدفون في ذلك.
مثال آخر ..لا ضير إن حملت الزوجة من هذا الصديق وأنجبت طفلاً (بحسب ما يبث) طبعا وبالتالي عندما تنجب الزوجة تقول لزوجها هذا الابن ليس لك إنما هو لفلان ، وبكل برودة أعصاب يرد الزوج الراقي(كما يصوره المشتغلون على هذه الدراما) لا بأس حمدالله عسلامتك وابعثي الولد لأبيه،لكي تتناقل الأجيال بعدها بحسب ما يريد من يكتب ويشتري ويبث هذه الثقافة أنه لابأس من حمل المرأة من صديق.
ومن ثم استقبال صديق البنت العزباء في البيت فيدخل ليرى غرفتها ولا بأس من المبيت لأن الليل دامس الظلام فيرحّب الأب بهذا الزائر الصديق للفتاة وينام ..وبالتالي أن تصل الفكرة للأجيال القادمة بأن هذا الأمر (عاااادي) . مشاهدتنا لما يحصل في المحاكم من جرائم للشرف(أو مايسمى بجرائم غسل العار) تجعلنا بعد البحث والتمحيص نجد أن سبب الجرائم محاولة تقليد الفتاة أو الشاب لهذه الدراما مستبقين الأجيال (الأفيع ) القادمة لتبدأ عرضها الجديد في الحياة متأثرة (بالعاااادي ) الذي رأته بالدراما التي تحتل كل قنواتنا العربية فتكون ردة الفعل من أحد الشرفاء في العائلة الذين لا يطيقون هذا الحال وبنفس الوقت لا يفقهون من الدين فتوى التعامل مع هذه المصيبة هي القتل وبالتالي نكبة على الأسرة والبيت والعشيرة كلها ربما أيضاً . يجب أن نجد بديلاً لهذه المهزلة في الإعلام العربي المتلفز الذي أصبح رخيصاً