دعاة على أبواب جهنم !!

mainThumb

26-12-2011 02:03 PM

لم أرَ مقالا يناسب الحال أكثر من قول سيد الرجال عليه الصلاة والسلام ، ألا وهو المجتبى بجوامع الكلم ، ونور الوحي ، وعظمة الرسالة. وذلك في الحديث الصحيح ؛ إذ قال الإمام البخاري:حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد قال: حدثني ابن جابر قال : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال: حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال: " نعم " . 

قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: " نعم وفيه دخن " . قلت وما دخنه ؟ قال: " قوم يَهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر " . قلت :فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: " نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت: يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " . قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال:" تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". 

قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" .

دعاة على أبواب جهنم!!! أي شر هذا ؟ بل أي بلاء ؟ لا بد من اليقظة لابد من الحذر. قد تكون أخي العزيز من الدعاة على أبواب جهنم من حيث تدري ولا تدري، واعيا أو غير واعٍ ؛ ألم يقل المصطفى عليه السلام : "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا "؟ فليراجع كل منا كلامه وموقفه ، وليصلح من شأن نفسه قبل أن يختم الله على قلبه ، وإياك إياك أن تستخف بالأمر فإنها الفتنة التي لا تُبقي ولا تذر.

فالحاكم إن جار وظلم فهو داع على أبواب جهنم ! والمحكوم إن تمرد وخرج كان داعيا على أبواب جهنم ! فلنعِ ، ولنستيقظ، وليؤدِ كلٌّ منا ما عليه ... إن لم نكن من الدعاة فلنحذر أن نكون من المدعوين . 

ولا يحسبن أيٌّ منا نفسه أعلى وأعظم من أن يجيب داعي الفتنة . فأين نحن من الحذيفة بن اليمان ؟ أمين سر رسول الله ، وقد نال قبل ذلك شرف الصحبة . ويخاف على نفسه من ذلك . لا بل فلننظر إلى قوله عليه السلام : قال:" تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" . الله الله ، ألهذا الحد يصل الخطر فيأمر الرسول عليه السلام ابن اليمان بهجر الفتنة و أن يعض على جذع شجرة حتى يدركه الموت حتى لا يخوض في الفتنة . ولا يتفوه بكلمة واحدة فيها . لا أوجه كلامي هذا إلى فئة بعينها ، ولا إلى جماعة معينة أبدا . إنما هو تذكير بقول رسول البشرية صلى الله عليه وسلم ، ومنقذها ، وهاديها . 

حمِّلتَ قلبا فاض من جنباته دفقُ الحياة وأشعلا القنديـــــلا 

يُبكى على هذا الزمان لفقده والكون يصخب مأتما وعويـلا
 فعزاؤنا من بعد فقدك سيدي من ثم هديك نتبعُ التنزيــــــلا 


*طالب دكتوراه في علم اللغة ، جامعة اليرموك ، كاتب وشاعر أردني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد