الهابطون في المظلات

mainThumb

26-12-2011 11:17 AM

 الحديث عن الهبوط في المظلات – البراشوتات - ممتع ومشوق؛ فهي مشاهد جذابه ونادرة يمارسها هواه متميزون، فالقفز في المظلة بحاجة الى قوة قلب وجرأة وتدريب وتأهيل  للتعامل مع المظلة وانهاء عملية القفز للوصول إلى بر الامان، فمظلات الهبوط للأشخاص التي نستمتع برؤيتها تحتوي على عدد من التعاليق المكونة من حبال تتصل بالاحزمة التى يلبسها الأشخاص الهابطون بالمظلة، وهذه الأحزمة بمثابة أربطة مجهزة بحلقات ومشابك تزيد من جمالية المنظر للمظلي الذي يسبح في الفضاء ويتحكم بحركة المظلة كيفما يشاء.

   الحديث عن  هواية أو رياضة أو مهنة الهبوط في المظلات ممتع وجذاب،  ولكن الحديث عن  مصطلح الهابطون في المظلات الذي  يستخدم من باب التهكم والسخرية للاشارة الى الاشخاص الذين يهبطون في المظلات على الوظائف العامة او الخاصة ويستولون على المناصب الادارية المتقدمة فيها، ويتباهون بزمرة من الفاسدين مكنتهم من الهبوط في المظلات والاستيلاء على هذه المناصب، ومحاولة البقاء فيها وتطويبها لهم ولمحاسيبهم واذنابهم واقزامهم، الحديث عن هؤلاء الهابطين غير مريح، وغير جذاب، ومنفر؛ لأن فيه إعتداء على حقوق الآخرين الوظيفية التي انتظروها لسنوات وسنوات من العمل والكد والسهر والاخلاص في العمل، لكن يأتي– على البارد المستريح – من يهبط بالمظلة على المؤسسات او الدوائر التي يعملوا بها ليستولي على حقوقهم، ويحرمهم من تحقيق طموحات وآمال طال انتظارها فهذا ظلم واجحاف كبير، والغريب العجيب أن بعض الهابطين في المظلات يتصرفون وكانهم المنقذ الأعظم للمكان الذي هبطوا عليه، وكأن هذه الاماكن كانت في العناية المركزة وبانتظار إعلان وفاتها أو افلاسها، والعاملين الموجودين فيها – كخ –   والمؤسسات والدوائر والجامعات والوزارات التي هبطوا عليها كانت تنتظر قدوم هؤلاء الملهمين العباقرة، ولا يوجد بها قواعد واسس وانظمة للتعين والتدريب والترفيع والعمل، وهذه الاماكن قبل إشغالها من الهابطين كانت - مكشنته - وتتحرك  تعشيق وعندما هبط الهابطين حققوا المعجزات وتقدمت الى الامام. والصحيح يقول عكس ذلك، فالهابطين في المظلات؛ وكونهم لم يدخلوا الأماكن التي هبطوا عليها إلا يوم صدور قرار تعيينهم، وأصبحوا من أصحاب العطوفة والسعادة فدخلوا المؤسسات كأجسام غريبه عليها، فلم يجدوا من يبتسم في وجوههم أو يصفق لهم؛ الا قلة من المارقين المنافقين المتقنين للتزلف والتسحيج لجني مكتسبات جديدة جديدة من – هابط -  لا يعرف تفاصيل وخصوصيات المكان الذي هبط عليه، وقد يجد  مجوعة من العاملين تمشي الحيط الحيط وتقول يارب الستر، لا يهمها سوى العمل والستيرة  غير مكترثين لما يجري، وهناك فئة من المؤهلين ذوي الاقدمية والخبرة والاختصاص والمهنية، فهم أحق بتولي القيادة والادارة من  الهابطين في المظلات، والمحزن والمخزي أن بعض الهابطين يتسلحون بقوة الفاسدين الذين دفشوهم واوصلوهم الى قيادة هذه المواقع المتقدمة ، فيبدأون بإتخاذ حزم من التشكيلات والتنقلات والتجميدات ومحاربة الموظفين من ذوي الخبرة والاحقية، ويتفنون في تشكيل الشلل والعصابات لتبدأ مرحلة الحرق الوظيفي وتعطيل العمل والانشغال بالامور الجانبية الهامشية والتصيد والتربص للمبدعين العاملين في تلك الدوائر او المؤسسات اوالوزارات ، فالشغل الشاغل للهابطين يركز على تطفيش ذوي الخبرة والخلق والاحقية.

 وبعد ،،، نظريات علم الادارة بكل منطلقاتها وابجدياتها  تؤكد علمية ونوعية وانسانية القرارات، والقرارات الادارية تستند على منطقية إتخاذ القرار، والقرار المنطقي الناجح لا يتطاول على حقوق الآخرين، أو يعرقل تقدمهم ويقف في وجه تبوأهم لمناصب قيادية فيها بعد طول انتظار وصبر وعمل وإخلاص في مؤسسات ودوائر افنوا فيها زهرة شبابهم وابلوا بلاء حسنا وبذلوا وعملوا باتقان واخلاص، والرضا الوظيفي والجو الاجتماعي لا يتحقق في مكان العمل إذا هبط عليها مسؤول ليتولى زمام القيادة فيها وهو من خارج الكادر الوظيفي ، وانما هبط جبرا للخواطر، أو ارضاء  للمحاسيب والفاسدين وسماسرة تبادل الصفقات، فهذه  حقيقة؛  فالمؤسسات والدوائر والوزارات تفخر بوجود المؤهلين والخبراء وأصحاب الحقوق، فلماذا نستعين بالهابطين في المظلات؟!. اليس أهل مكه ادرى بشعابها؟!. لنتكلم بصراحة متناهية الهابطون في المظلات يتطاولون على الحقوق الوظيفية للعاملين من ذوي الاقدمية والخبرة والكفاءة، فكما يدخلون غير مرحب بهم، يخرجون غير مأسوف على خروجهم .فليتق الله من يلجأ للفاسدين والسماسرة لتعيينه في منصب يختلس  بموجبه تعب وجهد وعمل وحق  العاملين الوظيفية والانسانية والادارية؛ فابناء المؤسسات والدوائر  أولى بادارتها من هابطين  بمظلات فاسدة.

مسك الكلام ،،، اي قرار يتخذ لتعيين مسؤول من خارج الدائرة أو المؤسسة ليتولى ادارتها، قرار فيه ظلم، وتخريب للعمل، وقتل للانتماء، وعرقلة للإنجاز حتى لو كان الهابط في المظلة أبو العريف، وما أدراك ما أبو العريف!!!!!  .     

 اكديمي،،، تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد