لا للإدمان على المسيرات والاعتصامات

mainThumb

22-11-2011 06:20 PM

خلال الشهور العشر الماضية  تجاوز عدد الاعتصامات والمسيرات ( 2500) اعتصاما ومسيرة، شملت  القطاعات الحكومية وغير الحكومية كافة، والذين يبكون على الحرية ويعشقون لتحقيقها كما ورد في  بيانات ودعوات بعض الاحزاب والحركات التي تغزو  صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتجاوز عددها      ( 25 ) حركة شبابية وسلفية واسلامية وليبرالية، ومنها اتخذت اسماء براقة جذابه لحفز الشباب للمشاركة في الاعتصامات والمسيرات، ومن هذه الحركات مجهولة الهوية والاعضاء من مرسلي الرسائل وكاتبي البيانات الثورية والهجومية على انجازات الوطن، وكأن هذه الحركات والبيانات تعزز تقدم الوطن  ومسيرته ، ولا ندري اي كانت هذه الحركات والاحزاب ولماذا تناسلت بسرعة الضوء؟! ، وهل الشعب الاردني ينتظرهم لتغيير وجه التاريخ ويعلنون مستقبلا مشرقا للأردن، كما يدعون ف بياناتهم  ويافطاتهم .

اعيد واقول وازيد عدد الاعتصامات  تجاوز ( 2500) اعتصاما، شارك في تنظيمها طلاب مدارس يريدون ان يخلعوا مدير مدرستهم، وطلبة جامعات وموظفين واكاديميين يريدون خلع رئيس جامعتهم ومنعه من الدخول الى مكتبة، وأئمة ووعاظ ، وموظفي وزارات، متقاعدين وغير متقاعدين، واطباء ومهندسين، نقابات عمالية ومهنية ، عمال مياومة ، معلمين، واتحادات عمالية، واحزاب سياسية ، مطالب مشروعه او غير مشروعه ، لكل مواطن حق التظاهر والاعتصام والمطالبه بحقوقه وبكامل حريته المسؤولة، وعدم التطاول على حقوقه والحاق الظلم به ، ولكن ضمن الامكانيات والقدرات المتوافره بدون مبالغة أو المطالبة  في قضايا غير منطقية فيها اعتداء على صلاحيات ومؤسسات ودوائر تعمل ليل نهار لخدمة الوطن والمواطن وتوفير وسائل الراحة له،  لقد ارسل الجميع اصواتهم، واليافطات التي تتقدم المسيرات طويله وعريضة، ومكتوبه بخطوط واضحه متعوب عليها، ومنفق عليها اموال بسخاء، ارسلوا رسائلهم بالطرق التي اختاروها وجميعها كانت من خلال الاعتصامات في الاماكن العامة او مقابل مجلس النواب او رئاسة الوزراء ، وبعض  المعتصمين رفض المشاركة في اللجان والحوارات المؤسسية التي يكون عليها اتفاق واجماع من قبل نخب معروفة ومسيسة ولها خبرة وباع طويل في العمل المؤسسي وعلى دراية بالهم الاردني، لجان ترسم ملامح المرحلة القادمة ووضع خارطة طريق لمستقبل الاردن، ولكن البعض ارتأى وضع العصي في دولايب اللجان حتى قبل ان تباشر في مهمامها واعمالها، والحكومات  احرجت بعض الاحزاب السياسية  والمعتصمين، واستطاعت ان تتقدم خطوات في مجالات الاصلاح  وبهدوء وبدون ميكروفات ومكبرات صوت وسيارات دبل كبين أو سيارات دفع رباعي لنقل المعتصمين، وبدون حناجر ومنابر واغلاق طرقات، تم انجاز القوانين الناظمة للحياة السياسية " الاجتماعات العامة ، نقابة المعلمين ، وقانون الصوت الواحد اصبح في خبر كان ، والتعديلات الدستورية انجزت، وهيكلة رواتب موظفي الحكومة في  المؤسسات  والدوائر الحكومية كافة ستنفذ مطلع العام القادم، ولا يوجد ما يعرقل مسيرة التقدم والاصلاح فالحكومات الثلاث التي تشكلت منذ الشهور العشر الماضية تعمل على تنفيذ وتحقيق طلبات المعتصمين بالطرق الصحيحة والمثالية.

وبعد ،،، نتمنى ان يشهد هذا الاسبوع هدوء يلمسة المواطنون الأردنيون،  ولا  يجري اي اعتصام او مسيرة او شعارات ويافطات وهتافات ، وهذا مطلب شعبي  وخاصة بعد انحرفت  بعض الاعتصامات عن خط سيرها واصبحت تثير المواطن الأردني وتستفزه بسبب طلباتها غير المنطقية ومحاولات الاستقواء ورفع الصوت العالي؛ وللاسف يعتقد من  يرفعون اصواتهم وسقف شعاراتهم ان هذا سلوك تخاطبي  يقبله الاردنيون ، فالاردنيون يرفضون من لا يريد  الحوار الا عبر  الهدير والزئير او عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية ، الاردنيون يرفضون من ينظمون الاعتصامات على قاعدة " نحن نعتصم نحن موجودين " ، اعتصامات من اجل ارسال رسالة الى سفارات وقنصليات  بأن الاردنيين غير راضين عن الاصلاح وعن ما حققته الحكومات من تقدم في مجال  التطوير والتقدم، نريد جمعه هادئة يذهب كل صاحب عمل الى عمله، ويتفرغ كل طالب علم الى علمه ، وكل رب اسرة الى اسرته ، نريد لمنظمي المسيرات والداعين للاعتصامات ان يستيقظوا من غفوتهم وان يدرسوا جيدا حجمهم وقدراتهم ومكانتهم في المجتمع، فالحركات مجهولة المؤسسين  تختبيء خلف اسماء براقة انتهى مفعولها، والاحزاب التي تدعي بانها تقود الشارع لا تستطيع ان تجمع اكثر من  الوجوه المعهودة التي ادمنت على تنظيم المسيرات والمشاركة  فيها وتتصدر الصفوف الامامية، وصعاليك المواقع الالكترونية لا يجمعون الا مؤيدين افتراضيين لا وجود لهم على ارض الواقع، والمحزن ظهور بعض الذين لديهم مزارع او مضافات اوغرف ضيوف محشوة بالكنبايات والكراسي والبرادي المخملية وحولوها الى صالونات سياسية " تخبيصية " ، يريدون تسليط الضوء على ماضيهم الذي لن يعود من خلال مضافاتهم واطروحاتهم غير الواقعية. شيء محزن ان تنتشر العدوى في تنظيم الاعتصامات والمسيرات في بعض الاماكن والمحافظات بهذه الطريقة الفوضوية.

مسك الختام،،، حركة الاصلاح تسير بخطى واثقة، يكفي اعتصامات ومسيرات وتجييش، البرامج الاصلاحية التي جرت تناسب كافة فئات واطياف المجتمع، والاصلاح والتطوير والبناء يستمر ويدوم في ظل حركة مدروسة بعناية وحرفيه،   فلنسترح ولنهدأ ولننظر للامام والمستقبل باستشراف وموضوعية وحكمة وتفاؤل وامل كبير وفكر منير، فالاستقرار والأمن والامان نعمة يجب ان نحافظ عليها ونتمسك بها، ولنبتعد عن الادمان على تنظيم المسيرات والاعتصامات  لاسباب مكررة ومطالب غير منطقية.

اكاديمي ، تخصص علم اجتماع

  ohok1960@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد