سوريا: كارثة المُهَل وكارثة إستنزافها

mainThumb

07-11-2011 04:02 PM

كما كان متوقعا تماماً من عدم إلتزام وتطبيق النظام السوري لورقة المطالب العربية ومحاولته الإلتفاف على تعريف المقصود من العبارات والجُمَل في بنود هذه المطالب والتي يمكن اعتبارها أقل من المتوقع في ظل حجم الخسائر البشرية والمادية منذ إندلاع الثورة في أغلب المناطق السورية .

 لقد سقط نظام الأسد في فخ العزلة وبداية الإنهيار لامحال بعدما راوغ حتى في الكذب أمام العالم الذي كان يراقب خطوات مابعد "الموافقة" السورية الغير مشروطة على مطالب جامعة الدول العربية معتقدا أن محاولاته في كسب الوقت على حساب الدم السوري سيكون أقل ثمنا من رفض المبادرة العربية.

وفي المقابل فإن الجامعة العربية تسلمت براءة ذمة من النظام السوري بعد حماقاته بالرد على موافقته بقتل العشرات من المدنيين ومحاصرة المدن وقطع الكهرباء والاتصالات من عدة مدن بالاضافة الى تعزيز مواقع لقناصة على أسطح البنايات وتغلغل الشبيحة وجنود في ملابس مدنية داخل المدن والأحياء.

 لقد عجز النظام السوري عن سحب آلياته ووقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وبذلك فإنه ماإذا استمر النظام بخرق تعهداته فإن الدول العربية عليها إمّا قبول مطالب المعارضة بتجميد عضوية سوريا من جامعة الدول العربية وسحب سفراء الدول العربية من سوريا والطلب من القيادة السورية بالتنحي وممارسة جميع الضغوط على النظام السوري مع العلم أن أحد المطالب الرئيسية هو الإعتراف المجلس الوطني الانتقالي السوري لكن يبدو أن هذه الخطورة مازالت غير مفعلة بسبب الإختلاف وعدم وحدة صف المعارضة, أو إفساح المجال "للكارثة" بتدخل أجنبي أصبح أكثر جاهزية لتغيير مجرى الربيع العربي والقفز على حدوده مع المعلومات التي تحدثت عن إحتمالية توجيه ضربه جوية للجمهورية الإيرانية تستدعي منها التخلص من نظام الأسد تحت قبة حماية المدنيين.

في الحقيقة أنه ليس بالغريب على نظام تسلّط في الحكم عقود مابين الأب والإبن أن يقوم بالخداع والنفاق والمراوغة, نظام إلتزم بالبقاء على بناء أيدولوجيته المتمثلة بقمع الحريات وتحطيم المعنويات وإذلال الكرامه وبناء جنود موالية من الشبيحة تلتزم بإتباع اللّا إنسانية من مدرسة اللّا شرعية, وليس بالغريب من أن يقوم هذا النظام بدفع الأمور إلى الأسوأ متجاهلا مصير شعب وأمة عربية في حال شعر بالإنهيار كما يقوم به الآن محاولاً وضع مصيره وأمانه بمصير وأمان الوطن العربي,نعم إن التدخل الأجنبي سيكون كارثي وهذا مايسعى له النظام السوري اكثر من الدول الغربية نفسها مع التأكيد على إلتقاء مصالح الطرفين في هذا الأمر. لقد بدأ "الجيش السوري الحر" المنشق بالإشتباك بشكل منظم ضد الشبيحة وكتائب الأسد وأصبح الشعب يطلب حماية أيّا كان مصدرها لوقف الدماء في مقابل وحشية متزايدة من النظام السوري وفبركة إعلامية تحاول تصوير الأمر بحرب ضد التدخل الأجنبي شبيها بالإعلام الليبي السابق وبقاياه كقناة الراي الليبية المدعومة من نظام الأسد ومقرها سوريا مع تزايد الحديث عن سيناريو عسكري يبدأ ضد إيران تليها سوريا كمحصله طبيعية للتخلص منها لن تنتهي إلا بخسارة شعب كامل, لذى فإن المطلوب هو دور عربي فاعل وحازم ضد النظام السوري تبدأ بوقف مرحلة المُهل المعطاه للنظام السوري والبدء بتنفيذ مطالب المعارضة وحصر الثورة السورية بين يدي السوريين أولا والعرب ثانياً قبل الدخول إلى الوقت المجهول والخندق المظلم الذي يسعى النظام السوري وضع المنطقة فيه من خلال إستنزاف المُهل العربية و فتح المستطاع للدور الأجنبي بتدخل بعدما لم يُطاع فيما أمر.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد