لا شك أن الحاج يعود كيوم ولدته أمه بعد أدائه للفرائض التي افتُرِضت عليه , ولكن هل لمن لم يستطع الذهاب للحج من أجر يقارب به أعمال الحاج ؟ , الجواب نعم ..فقد شرع الله بعض العبادات التي يستطيع بها المسلم الحصول على الاجور الكبيرة في هذه الأيام المباركات فهناك الصيام في العشر الأَول من ذي الحجة وهناك الصدقات ولا ننسى أن هذه الأيام المباركة هي ايام أعياد فيها من الصلات للأرحام ولذوي القربى الاجر الكبير , وهناك عبادة الأضحية التي سنها الله ورسوله للعباد للحصول على الاجور المضاعفة , حيث بين النبي عليه الصلاة والسلام أن للمضحي بكل شعرة حسنة وبكل صوفة حسنة وبكل قطرة دم حسنة وبأبوالها وارواثها وأشعارها الحسنات المضاعفة ولا ننسى اثمانها المرتفعة ,حيث أن من يقدم لله الغالي والنفيس فالله سيعوضه خيراً منه. وبما ان الأضحية سبيل كبير لحصول على اجور تقارب الحجيج في أجرهم فلنتكلم باختصار عن احكام الأضحية ونقارنها بالعقيقة حتى يتوضح للاخوة القراء كل ما يشكل حول هذا الموضوع بتبسيط انتهجته أرجو ان اوفق به. شروط تتعلق بالأضحية من حيث التوقيت..فلا يجوز ذبح الأضحية إلا بعد خروج الناس من صلاة العيد وانتهاء الخطبة ويستمر ذلك حتى قبل غروب شمس اليوم الرابع من ايام العيد. من حيث السن للأضاحي .. فتَجزئ الاضحية في الخروف (ذوات اللية )او المعروفة بالغنم البيضاء من عمر ستة أشهر فاكثر , وللغنم السوداء من عمر سنة فأكثر , وللبقر من عمر سنتين فأكثر , وللإبل من عمر خمس سنوات فأكثر . من حيث السلامة من العيوب .. فكما قال النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن ماذا يجتنب من الأضاحي فأشار وقال : " العرجاء البين ضلعها , والعوراء البين عورها , والمريضة البين مرضها , والعجفاء التي لا تنقى" وتفسير ذلك ..العرجاء البين عرجها والتي لا تشبه السليمة في الممشى أما إذا كان عرجها خفيف فلا ضير ,واما العوراء فهي ذات العين الناتئة او الغائرة, اما غير ذلك فتجزئ , والمريضة البين مرضها ومثال ذلك الجرب او المصابة بالحمى او الجروح, والعجفاء هي التي لا مخ فيها أي النحيفة جدا ولا تقطع لحما وهذه يعرفها أصحاب الاختصاص من مربي الماشية واللحامين. وتجزئ التي تولد ناقصة في اسنانها او لا ليّة لها أو لا أذن او لا قرون مع الكراهة ..أما اذا ولدت ولها هذه الأعضاء وقطعت فيما بعد فهي لا تجزئ,أو إذا سقطت أسنانها لوحدها فيما بعد فتَجزئ وهذه تسمى بالهثماء. ولا ننسى بعض الآداب كأن يسمي على الأضحية وينوي بها وجه الله وإلا لن تجزئ لانها لم يذكر اسم الله عليها ولا يوجد فيها نية لله فتعتبر شرك ولا يجوز اكلها , ولا يذبحها الجزار واختها تنظر اليها (اي الذبيحة )وهذا يدل على رحمة الدين حتى بالحيوان ويقول اثناء الذبح اللهم تقبل هذه الاضحية عن فلان ابن فلان بسم الله والله اكبر ويذبح ولا يقول ابن فلانة طبعا,ويسن ان يذبح بيده ان استطاع وان لم يستطع يحضر ذبيحته ويسن ان ياكل منها ولو قليلاً, وطبعا الغنم او الضأن تجزئ عن واحد ويجوز ان يشرك اهل البيت في الاجر والبقر والابل تجزئ عن سبع اشخاص ويشرك من يريد غيره في الاجر , ونقول يشرك في الاجر ولا تعتبر يشترك الاثنين في الاضحية بل يشتركان في الاجر فقط. وطبعا تشترك العقيقة مع الأضحية في كل ما قلنا إلا ان الفرق يكمن في أن السنة في الاضحية أن توزع وتذهب للناس اما العقيقة فتقطع على المفاصل ويولم عليها , أي يأتي الناس اليها وتذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود او الرابع عشر او الحادي والعشرين أو الثامن والعشرين ثم تجوز في اي يوم من العمر بعد ذلك , وهذا هو الفرق بين الاضحية والعقيقة تختلف في ايام الذبح وفي طريقة التوزيع وتشترك بالشروط التي تتعلق بالسلامة من حيث العيوب وبالعمر . إجابة على سؤال من بعض الناس هل يجوز اشراك النية بين الاضحية والعقيقة؟ الجواب لا يجوز فالاضحية تذبح غير عن العقيقة ولا يجوز اشراكهما بنية واحدة لاختلافهما في توقيت الذبح أو طريقة التوزيع او حتى في فلسفة الذبح حيث ان العقيقة تقطع على المفاصل حفاظا على سلامة المولود واما الاضحية فتقطع حسب ما تريد وتوزع وهذا يختلف مع فلسفة العقيقة.
كل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم الطاعات والى اللقاء بعد العيد بمقال ديني جديد الدعاء هو طلبي منكم..