التغذية المدرسية يا حكومتنا الرشيدة

mainThumb

31-10-2011 04:46 PM

اخترت الكتابة عن موضوع التغذية المدرسية لسببين مهمين ، يتعلق السبب الاول في اهمية وحيوية هذا الموضوع لطلبة المدارس ويمدهم بالطاقة والنشاط والتحمل والاستيعاب داخل اسوار المدارس ، اما السبب الثاني فيتعلق في انني ايقنت انني -  انفخ – في قربة مخزوقة ، فبعد مقالي الذي نشرته الاسبوع الفائت  بعنوان  " المطلوب من الحكومة " في زاويتي الاسبوعية في " السوسنة  " ، ايقنت بانه لا احد يقرأ او يتابع، لذا  قررت تجاوز الحديث عن التغييرات التي جرت في الاسبوع الماضي، والتي شملت تشكيل الحكومة  واعادة تشكيل مجلس الاعيان، فالحديث عن التشكيلات الحكومية وما رافقها  من مفاجآت وصدمات يؤكد اننا لم نزل نتبع اسلوب تبديل الرؤوس وتلبيس  الطواقي وتدوير الكراسي لإرضاء المرضي عنهم، وتطفيش وتهميش من لا سند لهم ولا ظهر، ومن لا يتقنون فن لعب حرق الإطارات وقطع الشوارع والاعتصام في الطرقات وحمل اليافطات والجلوس في " الدبل كبين " خلف الميكروفونات والشتم والعويل عبر الفضائيات، لنؤجل الحديث عن الطرقات والمطبات والاعتصامات، وليتحمل رئيس الوزراء مسؤولية اعادة ( 13) وزيرا  مجربين في حكومات سابقة، لا يوجد مبرراً لإعادة توزير اي منهم مع احترامي لشخوصهم ومؤهلاتهم وانسبائهم وعدايلهم ومسانيدهم، فالأردن يفخر بابنائة المميزين غير الحاملين للأرقام المميزة، لنترك ذلك لمقالات قادمة متخصصة ومتفحصة، ولنتحدث بالاهم والمهم ، لنتحدث عن طلبة المدارس .

 فيا حكومتنا الرشيدة، اوقفي وبالسرعة الممكنة قرار وزير التربية والتعليم السابق والذي اتخذه في منتصف الشهر الماضي والذي بموجبه تم تخفيض عدد الطلبة المستفيدين من التغذية المدرسية الى ما دون النصف, بعد أن كانت وزارة التربية والتعليم تأمل في توسيع مظلة الطلبة المشمولين لتصل إلى 400 ألف طالب و طالبة بدلا من 310 آلاف ، متسلحين بمبرر  الظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة، علما بان مشروع تغذية اطفال المدارس يلاقى ترحيبا ونجاحا من قبل الطلبة وذويهم منذ  انطلاقته بالتعاون مع القوات المسلحة في عام 1990، فهو يشمل طلبة الصفوف الاساسية في جميع مناطق جيوب الفقر، وما ادراك ما الفقر ومشكلاته النفسية والاجتماعية والسياسية والصحية! .


وعند الحديث عن التغذية المدرسية نشير الى ان الوجبة التي تقدم للطلبة تعادل وجبة الفطور، وتشمل وجبة التغذية المدرسية " البسكويت  عالي البروتين المدعم بالفيتامينات  ( ب 1، ب 2 ، ب 6 ، ب 12) وحبة فاكهة" من فاكهة الموسم, وتمر  إلى جانب عبوة حليب تحتوي على بروتينات غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وتعد مصدر رئيسي لعنصري الكالسيوم والفسفور، وهي ذات اهمية بالغة لطلبة المدارس لانهم في الغالب لا يتناولون اطعمة مغذية خلال وجودهم بالمدرسة، وتعد من الوجبات المهمة لأنها تأتي بعد مدة طويلة من عدم تناول اي طعام ( بعد النوم طوال الليل )، كما انها تساعد الطلاب على النشاط والتحمل والاستيعاب من خلال امداد الجهاز العصبي والدماغ بالطاقة اللازمة للتفكير، فالوجبة تساهم  في تزويد الجسم بربع الاحتياجات الغذائية اليومية للطالب على الاقل ، والطلبة الذين لا يتناولون وجبة الافطار قد يصابون  بسرعة الاحساس بالتعب والارهاق   ويكون التفاعل الذهني ضعيفا وفي  المحصلة فأن تحصيل الطالب العلمي يتأثر ويكون دون المستوى المطلوب. كون الطالب الجائع يكون قلقا ولا يركز في الدراسة وقد ينتابه حالات من المغص ويكون معرض لانخفاض مستوى السكر في الدم ، لهذا فان تناول الافطار الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية  ضروري لنشاط الدماغ والمساعدة على توفير الطاقة اللازمة للحركة والاستيعاب .

وبعد ،،، كان الاجدر عند صناع القرار في وزارة تربية وتعليم ابنائنا ان يأخذوا  بالحسبان نتائج الدراسات الأردنية الرسمية والتي كشفت ان (  15% ) من طلبة المدارس مصابون في مرض فقر الدم الناتج عن عوز الحديد ، و أن (13% ) منم يذهبون إلى مدارسهم وهم في حالة جوع بسبب عدم توافر الغذاء في منازلهم،        ويعاني (37%) منهم الطلاب أثناء المراهقة من نقص اليود ويزيد هذا  العوز اثناء المراهقة وخصوصا الفتيات وكله بسبب نقص  الحديد بسبب عدم تناول الاغذية الغنية بالحديد والبروتين ، وهذه الارقام يجب ان يتم التركيز عليها من قبل الوزارات والدوائر المعنية في متابعة شؤون المواطنين ، وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم واستمرار تقديم وجبة غذائية للطلبة  اثناء الدوام الرسمي، اما في العطل الاسبوعية والعطل الطويلة مثل العطلة الصيفية فلا احد يقدم لهم وجبات غذائية، وتكتمل المصيبة اذا عرفنا ان عدد منتفعي صندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة بحدود (110) اسرة ، وعدد مناطق جيوب الفقر (32) منطقة، يعيش فيها (781403) مواطناً فقيرا .

مسك الكلام ،،، قرار تخفيض عدد المستفيدين من مشروع التغذية المدرسية الى النصف يجب ان يوقف ، ووقف حرمان اي مدرسة او طالب من التغذية المدرسية مطلب وطني ، لان القرار لو استمر فاننا سنعرض  طلبة المدارس للاصابة بالامراض ، وندفعهم للتسرب من المدارس، والتسول في الطرقات، والالتحاق في عمالة الاطفال ومخاطرها ومحاذيرها المتعددة، فلنتق الله في الطلبة الفقراء وغير المقتدرين، ولنقتدي  بقائد المسيرة  حفظه الله عندما قام بيديه الحانية تلبيس طلبة المدارس المعاطف وتزويد مدارسهم بالمدافيء والصوبات ليقيهم برد الشتاء؟ هل يذكر المسؤولين هذه المكرمات والمبادرات الملكية ؟ .       

اكاديمي ، تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد