التوبه يا ربي .. . والله ما بعيدها !

mainThumb

23-10-2011 04:07 PM

جملة ترددها أكثر النساء بعد كل عملية ولادة ,ويرددها  معظم أبناء المجتمع  بعد كل عملية انتخابية ,ويظهر أن هناك تشابه بين العمليتين يكمن في كون العمليتين كلاهما شاق ومؤلم ولكن الفارق بينهما أن ولادة الأطفال إيذان ببدء حياة جديدة وتفاؤل يستحق العناء ,وبداية طريق لمخلوق له رزق معلوم في هذه الحياة الدنيا ولكن سرعان ما تغير النساء ما قطعن على أنفسهن من عهود وأيمان ولعمري إن نكثهن لهذه الأيمان أمر محمود لان التراجع عن هذه الأيمان يعود بالخير على الأمة والمجتمع لقوله عليه الصلاة والسلام :"من حلف على يمين ثم رأى غيرها أحسن منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه "أو كما قال عليه الصلاة والسلام,وربما يأتي من هذه الولادات ما يكون فيه صلاح حال الأمة ورشادها  .

ويبقى العجب العجاب من الصنف الثاني من الناس الذي يقطع على نفسه أيمان مغلظة بأن لا يعود لانتخاب الأصناف الرديئة كممثلين له في البلديات ,أو النيابة ولكن سرعان ما يغير رأيه ويتراجع ,وينجر دون وعي إلى المهالك وربما ارتكب المعاصي والآثام في حق الوطن وحق الشعب,  فيعتدي على المؤسسات العامة ويعيث في الأرض فسادا ويقطع الشارع العام معطلا مصالح الناس ,وقد يصل الأمر إلى جرائم  قتل لا لشيء إلا انتصارا لشخص ,أو عشيرة لا تغني عنه شيئا ,فكم من نفس أزهقت ظلما بسبب الانفعال غير المبرر !!!

والمفارقة العجيبة أن مرشح الانتخابات تربطه بالمرشحين الآخرين  والعشائر الأخرى علاقات صداقة  واحترام وتنتهي الخلافات بينهما  بعد الانتخابات ,إلا أن مسامير الصحن, والأتباع, والأزلام والشبيحة لا يرجعون بخير أبدا فيصفهم المجتمع دوما بأقبح الأوصاف, لا بل إن من يسخرهم لخدمته ينظر إليهم نظرة احتقار لأنه يعلم أن الدرهم والدينار يحركهم حيث يريد, ويعلم كذلك أن الكنافة, والسندوتشات تجعلهم أداة طيعة في يده,.....ومعلوم طبعا  أن هذا الكرم, وهذه الصدقة الكاذبة لا تظهر إلا في هذه المواسم التي يكثر فيها الفحش والباطل .

ومن هنا فاننا نطالب  العقلاء في كل عشيرة ,وقرية, ومدينة, ومخيم أن يتقوا الله تعالى في وطنهم, وان يجعلوا الانتخابات أفراح وطنية لا مآتم وطن ,وليعلموا أن واجبهم أمام الله وأمام المجتمع كبير فعليهم تقع مسؤولية التوجيه ,والتربية لأن الجاهل يأخذ العاقل إلى الهلاك وقد قيل "مجنون رمى في البئر حجر 100عاقل ما طلعه ".

وأتوجه  هنا إلى أصحاب الضمير الحي والذين يمتلكون روح المسؤولية ومن لديهم العلم ,والدراية بأن يبادروا إلى التفاعل الايجابي مع الإحداث, وأن لا يبتعدوا عن واجبهم الإصلاحي في المجتمع لأن الوطن الأم  لنا جميعا فلا نسمح لعابث أن يعبث بمقدراته, وقيمه, وأخلاقه ,وعليهم أن يبادروا إلى تقديم الأصلح والأقدر لخدمة الوطن .

وأختم كلامي الذي اطلب من الله تعالى أن يجد صدى في قلوب,وعقول الشرفاء من أبناء بلدي بتذكيرهم بأن كثير من المصائب التي تحل بالناس من صنيع أيديهم قال تعالى "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فلماذا التقاتل والتناحر والطعن واللعن وربما ارتكاب جريمة يبقى صاحبها يبوء بإثمها إلى يوم الدين ويبقى في الدنيا رهبن السجن معقبا وراءه أسرة وعائلة, وشباب ضائع !!! ولحساب من ؟؟؟طبعا لحساب الشيطان ,والطمع ولحساب تجار المصالح والمناصب فاحذر أيها  الحبيب كل الحذر من الوقوع في براثن الجهل .


*  جامعة الملك سعود


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد