بيل وهيلاري

mainThumb

11-10-2011 07:48 AM

ادلى الرئيس الامريكي الاسبق ، بيل كلينتون ، والذي انتخب لفترتين رئاسيتين متتاليتين بين عامي 1993و2001 ، ادلى بتصريحات مثيرة يبشر فيها العالم بان زوجته هيلارى اقترحت عليه تعلم الرقص بعد أن تترك منصبها كوزيرة لخارجية الولايات المتحدة ، وان تبدأ أول درس فى فنون الرقص بعد ترك منصبها بتعلم رقصة "التانجو " على أصولها حتى يتمكنا من الظهور بمظهر جيد أمام شاشات التلفزيون لو طلب منهما ذلك ، كون  زعيم البيت الابيض الاسبق اعتذر عن المشاركة فى برنامج تلفزيونى أمريكى شهير بعنوان " الرقص مع النجوم" والذى اعتاد على استضافة شخصيات سياسية سابقة أو نجوم مشهورين فى جميع المجالات ويرقصون التانجو ، ولمن لا يعرف رقصة التانجو ، فهي رقصة عرفت في عام 1890  اصلها مدينة بيونس ايرس بالارجنتين ومونتيفيديو ، والاراغوي ، ومن يمارس هذه الرقصة يجب ان يكون   " سمبتيك " ، كون  الحركات المستخدمة فيها تتطلب الخفة والسرعة والرشاقة وممارسة حركات رياضية بهلوانية شبيهه بحركات الجمباز،  والتزلج على الجليد، وتعد هذه الرقصة بناءا على اقرار من  منظمة اليونسكو  جزءا من التراث الثقافي الانساني في  العالم .

هذه هي البشرى السارة التي ننتظر قدومها على احر من الجمر، بيل سوف يرقص مع هيلاري، بيل سوف يحمل هيلاري برغم وزنها الزائد  بين يدية ويتزلجا سويا، بيل وهيلاري الذي رقصوا العالم في اراءاهم وافكارهم السياية ، اليوم سيرقصون لوحدهم ، ونعرف جميعا ما هي الملابس التي يرتديها المتزلجون، لذا نحن متشوقون لرؤية سيقان بيل وهيلاري، سنكون امام مشهد يجسد فكر الزعامات  الامريكية وطموحاتهم وانشغالهم بقضاياهم الشخصية جدا، ويؤكد ان  الادارات الامريكية المتعاقبة سواء أكانت جمهورية او ديمقراطية لا تولي إلا الهم الامريكي والشخصي فقط جل عنايتها ورعايتها، وخاصة حيال الوطن العربي ، والعالم الإسلامي بعامة. وفي النهج السياسي، لا يهم امريكا من ثمار الحديقة العربية تحديدا، الا النفط العربي وأمن أسرائيل ، ما دون ذلك فهو كذب وتدليس . فها هي التي تدير الخارجية الامريكية  تفكر بتعلم الرقص والعودة الى حياتها الطبيعية غير مكترثه لاوجاع العالم العربي و لم تتقدم الولايات المتحدة خطوة إيجابية بإتجاه حل القضية المركزية فلسطين،لكنها حاولت تحريرها من الإسم حيث صارت قضية الشرق الأوسط بدل القضية الفلسطينية .

في الستين عاما وأزيد قليلا، دمرت الولايات المتحدة العراق وأفغانستان ،واربكت المنطقة بسياستها، ووقفت امام العالم كحليف إستراتيجي لإسرائيل وطالبت حليفاتها بالتصويت ضد طلب انتساب فلسطين الى المنظمة الدولية كدولة مستقلة ذات سيادة، فيما هي تستنزف العرب ماديا ومعنويا بأسم فلسطين، وتتلاعب بعواطفهم وتضحك على ذقونهم ،وتستخف بعقولهم. ففي الوقت الذي تقدم الدبابات والطائرات والصواريخ والدعم الدولي لإسرائيل تقدم لنا المبادرات والتسويف والتدليس.

الرؤساء الأمريكيون يتبارون في مساعدة " إسرائيلهم " والمسؤولون الامريكيون يدافعون عنها في المحافل الدولية ويهزون اصابعهم في وجه العرب ، بينما شاهدنا كيف وقف اعضاء الكونغرس الامريكي مثل -  الزمبرك – وصفقوا  ( 22) مرة لاطروحات الصهيوني المتزمت نتنياهو في آخر خطبة له في امريكا قبل اشهر وجيزة،لدرجة ان امريكياً قال : الكونغرس الامريكي  اكثر يهودية  من الكنيست الأسرائيلي .  

هذه اللعبة ،لعبة الثلاث ورقات ،عرف الرئيس كلينتون وزوجته هيلاري دواخلها ودهاليزها ، وأن بيع الكلام للعرب هي الوسيلة الافضل  لتخديرهم لإنهم عاطفيون ينطلي عليهم معسول الكلام . وفي محادثات  " واي ريفير " التي جرت بين عرفات وباراك حول إنشاء الدولة الفلسطنية برعاية كلينتون، الرئيس الرياضي الوسيم ،حيث كان في ذروة المحادثات ،ينسل من فراش زوجته هيلاري على رؤوس أصابعه،ليلتقي بعشيقته الشابة الجذابة " مونيكا لوينسكي " ،لقاءً رومانسياً ساخناً ، تاركا العرب وزعائمهم الذي كانوا يهرولون للقائه والتسبيح بحمده  وكسب رضاه ، تركهم خلف ظهره لأن مونيكا،بالنسبة له هي العالم بكل ألقه وروعته  .

لم تختلف هيلاري كلنتون عن عبثية زوجها بالنظرة للعربان ، ولعبت على تضييع الوقت اثناء ولايتها كوزيرة للخارجية الامريكية، وصرف الوعود للعرب من دون جدوى ، وبعد أن اوشكت ولايتها على الإنتهاء ، قررت إحراق بدلة السياسة الرسمية ، وإرتداء بدلة رقص التانجو مكشوفة الصدر، مفتوحة من جميع الإتجاهات ، لتسرد نظرات زوجها وتحافظ على بيتها ، خوفا من الضياع ، حيث خرجت بحكمة عملية من عملها الدبلوماسي هي: إذا كان العرب لا يحافظون على بيتهم  العربي،رغم الاموال الهائلة التي لديهم والقوى البشرية الكبيرة والعمق الاستراتجي والموقع الجغرافي والنفط والزراعة والصناعة ،فكيف يطلبون من الأمريكان الحفاظ عليه؟! الاشرف لهم ان يتعلموا الرقص على طريقة هيلاري.

مسك الكلام ،،، هم يرقصون ويطربون ،،، ونحن  في الفقر والتشرد والفرقة والفتنة والصراعات الداخلية منغمسون ، تعلمي الرقص يا هيلاري ، وارقصي مع بيل ، وعهدا اننا سنصفق ونشجع وندعم ونبارك رقصاتكم وقصعاتكم ، فلقد صفقنا لكم وانتم على كراسي الرئاسة فهل سنتخلى عنكم في زمن الهيصة والرقص والزعبليطة ، سنواصل المشوار لأن التصفيق والرقص والدبك والتمثيل صناعة عربية نجيدها بامتياز.          

اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.co 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد