كلينكس وويكيليكس

mainThumb

21-09-2011 11:00 PM

 بداية ارجو من القراء ان لا يصاب احدهم بالاحباط من عنوان المقال ، فالعنوان يناسب المضمون قلبا وقالباً، والمضمون يحتاج لمثل هذه العناوين، مع اعتراف كبير بفوائد الكلينكس  وخاصة في لحظات العطس الشديدة فهي تحمي الاخرين من  القحات المفاجئة التي تصدم  المراقبين لهذه العطسات .

 

اخترت هذا العنوان كي اتحدث عن عطسات بعض المسؤولين " الوقحة " والصادمة التي كشفتها وثائق  ويكيليكس، والقاريء والمتابع لن يجد صعوبه في معرفة اشتقاق عنوان المقال، فالتشابه بين الوكيليكس والكلينكس  كبير جدا، لدرجة انني ساغامر بالتحليل  لأصل الى ان مؤسسة ويكيليكس التي تملك ازيد من مليون وثيقة وتقرير سري وبدات منذ عام 2006 تسريب هذه الوثائق على دفعات عبر الانترنت، ساغامر واقول ان الاسترالي جوليان اسانج  مدير              الوكيليكس  كان يرغب  تسمية  موقع الويكيليكس باسم كلينكس ، ولكن خوفا من الملاحقة القانونية واتهامه بسرقة العلامة التجارية لـ " الكلينكس " اكتفى باشتقاق الاسم من الكلينكس ، والكلينكس  لمن لا يعرفها هي مناديل ناعمه ورقية " دسبوزبل " ونزلت الاسواق  للمرة الأولى في عام 1924 في امريكا ثم سرعان ما انتشر استخدامها على المستوى العالمي باستثناء اليابان اذ انني خلال زيارتي العلمية لليابان في عام 2003 شاهدت اليابانيين يسخدمون المناديل           " القماش " لأن اليابانيين لا يهمهم صرعات الغرب وصناعاته  الناعمة والمعطرة؛ ولا يوجد عندهم مسؤولين يعطسون في مكاتب السفراء، اما الشعوب المقلدة وخاصة العربية فالكلينكس دخل  بيوتهم ومكاتبم وجيوبهم وباشكال واصناف متعددة من اوسع الابواب.

 

اعود لعنوان المقال ،،، وبعد ان رصدنا وصدمنا  خلال الاسبوع الفائت من تقارير سرية سربها موقع ويكيلكس لتبدأ بعدها عملية الترجمة والنشر على مستوى فضائي غير محدد عبر الانترنت والمواقع الاكترونية والتواصل الاجتماعي الذي يغطي  ارجاء المعمورة، تقارير طالت مسؤولين أردنيين وبالاسم الرباعي كنا نتوقع منهم غير ما نشرته هذه التقاري، تقارير صدمت الشارع لتهافت المسؤولين للجلوس مع السفراء والحديث في مواضيع سيادية وطنية حساسة في الوطن،  تقارير كشفت مضامينها ان هؤلاء المسؤولين الذين  تسابقوا للجلوس مع السفراء وكشفتهم الوثائق المسربة وسحبت لباس الوطنية الذي كانوا يتغنون به من على اجسادهم وعرتهم امام المجتمع الذي كان يكن لهم الاحترام والتقدير، لنكتشف حقيقة كانت لنا مؤكدة ان الوطنية عند هؤلاء المسؤولين لم تكن اكثر من منصب حكومي رفيع يصلون اليه ليمنحهم تاشيرة الدخول الى السفارة الامريكية، وعندما يغادرون المنصب يبدأون بالطخ على الوطن من مكاتب السفراء عبر تحليلات لا تناسب الا امزجتهم واجنداتهم والاجواء تشير الى ان مزيد من التقارير ستسقط مثل زخات المطر عبر المواقع الالكترونية وتكشف لنا عند اي سفير او سفيرة كانوا يعطسون وعلى اي مكتب يترددون وماذا كانوا يحللون، فوثائق الويكيليس التي جرى تسريبها وما سيجري تسريبه مستقبلا بحاحة  ليست الى مناديل " كلينكس " لتحمينا من  رذاذ عطساتهم التي نخشى ان تنشر عدوى الاقليمية والجهوية والولاءات الفرعية بين ابناء الوطن على حساب الوطن . بحاجة الى حملة قناديل وطنية يدافعون ويعتزون بتراب هذا الوطن، ويعملون على ايقاف هؤلاء النفر من المسؤولين - الصعاليك - الذين قبلوا ان يكونوا دمى متحركة بالريموت كونترول  عند السفراء والملحقين في السفارت الغربية ، يجب ايقافهم  عند حدودهم وكشفهم للمجتمع قبل محاولتهم اطلاق عطسات اخرى مشابهه .

 

مسك الكلام ،،،، اي نوع من انواع الكلينكس سيكون قادرا على حماية المجتمع من  عطسات  وشطحات المسؤولين الذين وردت اسمائهم في تسريبات الويكيلكس، وخاصة ان بعظهم يعطسون ويخرجون فضلات اخرى من اماكن متفرقة في الجسد لا ينفع معها سوى البامبرز. اننا مقبلون على مرحلة تغيرات شامله في مواقع متعددة في الدولة ، فهل  سيتم اقصائهم من المشهد السياسي ام سنبقى نتحمل وجودهم على مضض بعد ان فضحتهم عطساتهم القذرة ؟!. الوطن بد ارجال اللي تبني، ويرفض الصعاليك التي تتزاحم على - بوفيهات - السفراء .     

ohok1960@yahoo.com

اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد