سلوكيات خاطئة في العيد

mainThumb

30-08-2011 11:01 PM

 ونحن نعيش ايام عيد الفطر السعيد,  العيد الذي  اقترن  قدومه  بانتهاء شهر رمضان المبارك ، نجدها مناسبة  نموذجية  لنؤكد أننا نريد  أن يكون هذا العيد عيدا حقيقيا ونتجنب ممارسة بعض السلوكيات السلبية التي يقتضي الواجب أن احذر منها والتي تمارس في العيد ويعتبرها البعض أساسيات وسلوكيات صحيحة  ويقومون بها غير مكترثين  لنتائجها السلبية, ولا ننسى أن نؤكد السلوكيات الايجابية التي تغرس القيم النبيلة في المجتمع. بطاقات معايدة اقدمها على شكل نصائح ضرورية في العيد .



- " كل عام وانتم بخير " هذه الكلمات  التي نرددها في العيد  نريدها كلمات تفيض  بالمعاني الجميلة الدافقة بالصدق والثقة والمحبة وليست كلمات جوفاء تخلو من أي معنى تقال للمجاملة ورفع العتب.



- العيد مناسبة لنقوم بعملية مراجعة لسلوكياتنا وأخطائنا وتجاوزاتنا اليومية التي كان البعض يمارسها قبل شهر رمضان وتوقف عنها في رمضان, وتقديم كشف حساب ذاتي وصادق مع النفس ونتأكد هل صفيت ضمائرنا وغسلنا ذنوبنا? هل نستقبل العيد ونضع عهدا على أنفسنا بان نواصل ما قمنا به في شهر رمضان المبارك من تكافل وتواصل ومحبة ورحمة، ومحاربة  الأنانية والنفاق والرياء وشهادة الزور  ، نؤكد البعد عن الظلم والتجني ونترجم كلمات العيد التي نرددها "كل عام وانتم بخير" إلى فعل حقيقي سلوكي تكافلي متواصل.



 - من اخطر السلوكيات الاجتماعية السلبية  اعتبار التكافل الاجتماعي حكرا وحصرا على شهر رمضان المبارك والعيد, ويتوقف بعد انتهاء هذا الشهر المبارك وهذا العيد السعيد عن ذلك التكافل. لنتذكر بان قيم التكافل الاجتماعي والرحمة والتعاون والمحبة والتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء ليس لها مواسم أو شهور أو أيام. فالعيد مناسبة يتم من خلالها تأكيد ديمومة التواصل مع الأهل و الرحم والأقارب والجيران والحرص على زيارة المرضى الذين أقعدهم المرض وأبعدهم عن أعز الناس عليهم لمشاركتهم الفرح في العيد, والدعاء لهم بالشفاء والصحة والعافية, اللهم امنح المعنوية لكل مريض ينتظر جرعة علاج كيماوي أو إشعاعي أو ينتظر نتيجة فحص مختبر أو أشعة أو إجراء عملية جراحية.



- العيد مناسبة لزيارة الأيتام في أماكن تواجدهم, والتأكيد على توزيع فطرة رمضان للمحتاجين والمعوزين من أفراد المجتمع!




- العيد مناسبة لِنذكّر بالحرص على أدارة الوقت وتنظيمه بشكل جيد, وعدم إرهاق الجسد واختزال العيد في يوم واحد, والحرص على القيام بزيارة كل الأهل والأقارب والأخوات في أول يوم وكأن هذه الزيارات واجب يجب القيام به، والانتهاء منه،  وعدم تكرارها إلا في الأعياد أو المناسبات, نؤكد على  ضرورة تنظيم الزيارات والقيام بها طوال فترة العيد, وعدم إرباك  الآخرين بالانتظار فلكل أسرة معارفها واقاربها وبرامجها في العيد، فلنفسح المجال للجميع القيام ببرامجهم براحة ويسر, والحرص على الأهل اصطحاب أبنائهم معهم في الزيارات حتى يتعلم الأبناء هذه  الصور الجميلة في التكاتف الاجتماعي، ويعيشون مع الأهل والأقارب فرحة العيد، والحرص في  البعد  التذمر إمام الأبناء من بعد المسافات التي يقيم بها الأهل والأخوات عن  أماكن سكنهم والتذمر من نفقات العيد ومستلزماته.




- التاكيد على الاهل الذين يصطحبون ابنائهم معهم في العيد عدم الانشغال في الاحاديث واللقاءات الاجتماعية مع الاقارب وعدم متابعة الابناء ، وتركهم يلعبون ويمرحون  مع الاطفال الاخرين بدون رقيب او حسيب ، او ترك الابناء في المنازل لوحدهم وعدم اصطحابهم مع الاهل في الزيارات وبقائهم لوحدهم يعرضهم للخطر .




- العيد مناسبة لنتوجه إلى كل زوج زوجه  جرى بينهم خلافات او سوء تفاهم   ان يقوموا في مراجعة مع الذات ، وان يبادر كل طرف منهما إلى اصلاح ذات البين وانهاء الخلافات ، وان لا ينتظر كل منهما الآخر إلى المبادرة ، كل خطوة خير يجعل الله فيها خيرا كثيرا،  ولنبتعد عن الجفاء واللوم ووضع الشروط والمعجزات ، بادروا لإنهاء مشكلاتكم من اجل أولادكم  ومستقبلهم .




-    عدم التكلفة والمبالغة في نفقات العيد ، أو التقتير والبخل وعدم الإنفاق ، وانتهز هذه المناسبة للاشارة الى  ضرورة التكاتف الاجتماعي والتعاون من قبل الجميع خاصة الفئات غير المقتدرة في المجتمع, ولا ننسى النفقات التي تمت في رمضان ومقبلون على  نفقات التحاق الطلاب في المدارس والجامعات بعد العيد؟  فكيف سيدير أرباب الأسر موازناتهم المحدودة, وهنا اشير بصراحة الى ضرورة تعاون الأخوات مع إخوانهم خاصة في قضية "العيدية", فالاخت يجب ان تراعي مشاعر أخيها والوقوف معه ومساندته وان تبادر إلى رفض العيدية من الأخ إذا كانت تعرف أن أخيها وضعه الاقتصادي  صعب ولا يكفل دخله لتسير امور حياته ، وهناك كثير من الزوجات يخشين  التعرض للعتب والمعايرة من الزوج لان أخاها لم يكرمها ولم يكرم  أبنائها في تقديم عيديه لهم. لذا لا  بد من مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحت وطأتها غالبية المواطنين " التمسوا لإخوانكم عذرا ", فيا أهلنا ويا أخواتنا تذكروا بان قدوم أبنائكم عليكم لزيارتكم في العيد أفضل مليون مره من تقديم عيدية عشرة او خمسة دنانير, لا تحولوا العيد إلى سلوكيات مادية زائلة, واشير أن ما يفرح القلب أن الفتاة الأردنية قد تعلمت وهي الآن تشارك في كافة قطاعات الإنتاج والعمل وتحصل على  راتب ودخل يمكنها من الاعتماد على نفسها , فلماذا لا تبادر لمساعدة شقيقها إذا كان شقيقها غير مقتدر  وظروفه الاقتصادية صعبة عن طريق المساهمة في شراء بعض الملابس لأبنائه أو شراء الحلوى لهم والمبادرة لرفض"  العيدية " على اقل تقدير. أدعو لإخوانكم واهلكم بالصحة والسعادة والسلامة, إما إذا كان الأخ مقتدرا ماليا فعليه ان لا يتقاعس عن تقديم العيدية  وان " يبحبها "  .




- إثناء تبادل الزيارات ولقاء  الأقارب والأهل والأصدقاء يحرص الكثير على ممارسة التقبيل والعبط والحضن, والتقبيل عادة دخيلة على المجتمع ولا يوجد في التراث العربي والإسلامي ما يدعم ممارسة هذه الظاهرة،  بل تؤكد كافة الديانات السماوية على سعادة البشر وإتباع كافة الطرق التي تجنبهم الإصابة بالإمراض أو نشر العدوى، فالتقبيل سلوك غير مرغوب فيه وخاطئ لأنه مصدر رئيسي لنقل ( 15) مرض للإنسان ، تصنف هذه الأمراض ما بين البسيطة والمتوسطة والخطيرة جدا ، وخاصة أمراض الانفلوانزا بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى بعض الأمراض الجلدية الناتجة عن التهابات فطرية ، والحصبة الرمادية والحصبة الألمانية ، والنزلات المعوية والفيروسات الكبدية والحمى الشوكية ، والأطفال وكبار السن والمرضى الذين يجلسون عل سرير الشفاء في المستشفيات أكثر الفئات عرضة للعدوى, وأشير أيضا إلى عدم شرب القهوة من الفنجان نفسه وعدم التحرج في طلب تنظيف الفنجان أو الاعتذار عن شرب القهوة "السادة" بطريقة لا تحرج الناس مثال على ذلك قول " انا لا اشرب القهوة, لأنها تسبب لي الأرق" وأيضا يوجد في الأسواق فناجين " ديسبوزبل " يفضل استخدامها.




- العيد مناسبة للتذكير بعدم الإكثار من تناول الحلويات بمختلف أنواعها, والإقبال على تناول الطعام والشراب بشراهة حتى لا تتعرض للإصابة في أمراض التخمة وتلبك  المعدة وعسر الهضم وامراض الجهاز الهضمي, وأكثر الأمراض  التي يتعرض لها الناس في العيد  تتعلق في أمراض الجهاز الهضمي بسبب عدم تنظيم الطعام ,والشراب .



- العيد مناسبة لنتوجه لكل سائق يملك سيارة خاصة أو عامة لأخذ  الحيطة والحذر والتقيد بقواعد المرور والسلوكيات والأخلاق الاجتماعية  أثناء القيادة لتفادي ارتكاب الحوادث لنكمل فرحة العيد من دون الم وحسرة وخسائر اجتماعية واقتصادية وبشرية. وفي عيد الفطر السعيد الماضي  ارتكب (801
) حادث سير ، نجم عنها (8) وفيات ، و (166) اصابه منها (23) اصابة بليغة و( 50) حادث دعس اطفال ، و(111) حوادث مختلف .




- العيد مناسبة لنذكر ارباب الاسر بضرورة توجيه الابناء كيفية التصرف بالنقود وخاصة العيديات التي تمنح للاطفال من الاقارب اثناء العيد ، وضرورة تويه الابناء للاستفادة من هذه النقود في شراء احتياجات مهمة ومفيده لهم ، والبعد عن شراء العاب تلحق الضرر بهم وبالمحيطين بهم ، وخاصة المفرقعات " الفتيش " ، وايضا العاب المسدسات (الخرز ) والتي تلحق الاذى بالابناء ، وسجل في العيد الماضي (450)طفلا اصيبوا بإصابات مختلفة في عيونهم جراء اللعب بمسدسات الخرز والعاب اخرى تحمل رؤوسا مدببه وحاده ، والمؤلم ان اطفالا رضع اصيبوا بامراض خطيره في عيونهم بسبب لعب اخوانهم في المسدسات داخل البيوت .




- العيد مناسبة لنتوجه بالتقدير والاعتزاز لكل رب أسرة غاب عن أفراد أسرته بسبب ظروف عمله من أجل توفير الراحة والخدمة للمواطنين, نشامى الوطن في كل مكان يواصلون ليل نهار لخدمة أبنائه الأوفياء في كل مواقع البناء والتنمية.




- العيد مناسبة لنقدم الشكر والتقدير لكل من سار في درب الخير ليزرع أملا في قلب ووجدان  من فقد الحب والحنان والعطف  ، ولكل من  رسم  الابتسامة البريئة على شفاه هؤلاء الأطفال احباب الله والمجتمع .فالعيد مناسبة لمساعدة الجيران والأخوان والأقارب ومد يد العون لهم لشراء الملابس والحلويات والهدايا التي يفرح لها الأطفال, فما أصعب أن يكون أبنك قد فرح في العيد وتوفرت له الملابس والهدايا والحلويات ولنتذكر أذا كنا نعرف ان  هناك أطفال من أبناء الجيران والأقارب أغلقوا الأبواب على أنفسهم, وحبس ذويهم دمعتهم لرؤيتهم لفلذات  أكبادهم محرومين حتى من فرحة العيد ما أروع التكاتف والتعاون وما أبشع الأنانية وحب النفس والانطواء ، اياكم ان  ينتهي التواصل والتسامح والتكاتف والتعاون بانتهاء هذا العيد.

مسك الكلام ،،، كل عام وانتم بخير . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد