فلسطين مابين المصالحة والثورة

mainThumb

26-08-2011 10:00 PM

لقد شكّكت في ولادة المصالحة التي لم تولد إلى الآن, وتشائمت في صدقية أحد الأطراف أو الطرفان استنادا على عقيدة وأيدولوجية كل واحد منهما المختلفة, ومازال تشائمي في محله. فبعد مرور شهور على الإتفاق على توقيع ورقة المصالحة مابين حركتي فتح وحماس لم يلمس الشعب الفلسطيني أي تغير في العلاقة بين الطرفين بعد الخصام والفصال منذ مايقارب الأربع سنوات,وشعرت بعض الأوساط المهتمة بالشأن الفلسطيني جمودا تاما نحو تفعيل هذا الإتفاق.فما زالت الإعتقالات في الضفة الغربية على قدم وساق ومازال الأسرى من الطرفين قابعين في سجون كل واحد منهما ومازالت سلطة رام الله تتعامل مع الأمن الإسرائيلي متجاهلة تأثيره على سير المصالحة في الإتجاه الصحيح, حتى أن بعض المقالات في الصحف  والمواقع التابعة لحركة فتح مازالت ترفض المصالحة وتتوعد بالثأر ل"شهدائها ".



لقد قلنا سابقا ومسبقا أن الطرفان سيختلفان على الأسماء التي من المفترض التوافق عليها وخاصة على اسم المرشح لرئاسة الوزراء وهذا ماحصل عندما رشحت حركة فتح "سلام فياض" الذي له ولاء اسرائيلي دايتوني أكثر منه عربي..ومما لاشك فيه أن حركة فتح تعمدت ترشيح فياض وهي التي تمتلأ بأسماء سهل التوافق عليها داخل المنظمة أو السلطة بنية التعطيل أو تجميد المصالحة بعد التنازلات التاريخية لحركة حماس .



حركة فتح التي تشهد عصيانا وتشققا داخليا, صفعت الشعب بنكبة أخرى من خلال سلوكها تجاه عملية المصالحة والأهم من ذلك هو من خلال مسلسل التنازلات المذل للقضية الفلسطينية..فبعد خطاب نتنياهو الواضح والصارم المليء باللآءات إعتقدنا كما هو واجب في هذه الحالات أن يكون خطاب أبو مازن صارما وواضحا أيضا يعكس فيه طبيعة الفلسطيني الرافض للتركيع,لكن ماشهدناه من أبو مازن هو التمسك بالإستسلام وبالمفاوضات العقيمة التي يقتات منها أبو مازن والتي لطالما وضحها له المسؤولين الإسرائيليين والإدارة الأمريكية أنها لن تكون مجدية.




 وعلى أثر خطاب رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي دأبت حكومة السلطة بالتفتيش على حبل أو عصا لتخرج من حقيقة الواقع وإذ تارة بالسيد الفرنسي "ساركوزي" يبادر بتلقيف أبو مازن مبادرته اللاجديدة والمرفوضه إذ ذكرت بعض المصادر أن المبادرة تعتبر قضية عودة اللاجئين والقدس من الأمور الغير أساسية لبدء المفاوضات ,كما أن المبادرة لم توضح شكل الدولة الفلسطينية المقبلة وحدودها واكتفت بذكر قبول "دولتين لشعبين " وتارة أخرى بتقديم إغراءات مالية للسلطة في مقابل إستمرار بناء المستوطنات .



هذه نكبة للشعب الفلسطيني من هذا الرئيس الذي يدعي أنه يمثل الشعب الفلسطيني وتعتبره أغلب الأنظمة في العالم المتحدث الرسمي عن الشعب الفلسطيني,فهاهو يبيع ويشتري في الفلسطينيين وقدسهم وأرضهم وحدودهم وحقوقهم ويحاول أن يلتف على مشاعر العرب و يضخم موضوع الذهاب ل لأمم المتحدة من أجل الحصول على كوبون إعتراف .



أما حركة حماس فهي أيضا تعيش في حالة عدم إستقرار, ويبدو انها نقلت إهتمامها إلى الداخل السوري أكثر من الأوضاع التصالحية وأصبحت تدلي بتصريحات ومواقف إزدواجية المعايير سببت نكسة لأغلب من كان متعاطف معها, لقد شعر الشعب الفلسطيني المؤيد للحركة بنكسة عندما تبين عمق الخلاف بين حماس الداخل وحماس الخارج من خلال التصريحات المتبادلة بشأن تصريحات السيد "خالد مشعل" إبان الإحتفال بالمصالحة,كما أن الإختلاف والتذبذب كان واضحا في شأن الثورة السورية بين معارض لأساليب النظام في التعامل مع الشعب وبين متعاطف مع النظام السوري .



لقد انتكسنا من حركة حماس عندما تحدث السيد أسامة حمدان لقناة العربية عن موقف الحركة الرافض لخروج الفلسطينيين في ذكرى الرابعة والأربعون للنكسة على الحدود السورية-الفلسطينية المحتلة لأسباب تافهه تتعلق بضرورة التنسيق مع النظام السوري للحفاظ على "هيبته". لقد عبر أيضا السيد حمدان عن تضامنه مع أحمد جبريل مسؤول منظمة الجبهة الشعبيه الفلسطينية ومسؤول عن "مجزرة اليرموك" الذي لم يتوانى عن قتل أبناء دمه داخل مخيم اليرموك في سوريا لأجنداته الخاصة .

حركة حماس تتخبط كما هي حركة فتح وذلك ببساطة لإعتبارهما السياسة أقدس من الحق .

هناك استطلاعات جديدة تبين ان الشعب الفلسطيني لم يعد يرغب لافي فتح ولا في حماس بعد ان وجدت نفسها (الشعوب) تنظر إلى الشعوب في تونس ومصر وليبيا واليمن يكسرون الخوف ويقررون بأنفسهم ويضعون حلا وحدا للتخلف والإستبداد والتشبث في الكراسي الصدأة .



لقد انتكب وانتكس الشعب الفلسطيني بما يكفي بعدما كان أمثولة النضال والكفاح والإنتفاض. على الشعب الفلسطيني أن لايرفع شعار " الشعب يريد إنهاء الإنقسام" الغير مجدية بل يرفع شعار "الشعب يريد إنهاء الإحتلال" ويمضي موحدا نحو الربيع العربي ليشم رحيقه .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

القوات الأمريكية تعلن تدمير منصة وقود في ميناء رأس عيسى اليمني

نيويورك تايمز: نتنياهو أراد ضرب إيران في آيار .. وترامب جمّد الخطة مؤقتا

الحالة الجوية المتوقعة من الجمعة حتى الأحد .. تفاصيل

حماس تعرض إطلاق المحتجزين مقابل إنهاء حرب غزة

المراكز الشبابية بالرمثا تنفذ أنشطة توعوية متنوعة

أوقاف الكورة تعقد دورة المستوى الثاني والثالث للأئمة بالإجازة القرآنية

طواقم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/6 تصل أرض المهة

غرب آسيا .. منتخب السيدات لكرة السلة يخسر أمام إيران

بلوغر عراقية تتصدر الترند .. مصدر ينفي إطلاق سراح أم اللول

مزاح واستخدام مادة محظورة أمنياً .. مستجدات حادثة اختناق طلاب جامعيين

فضل شاكر يواجه اتهامات حساسة ونجله يخرج عن صمته

الدفاع المدني يتعامل مع 1489 حادثاً في 24 ساعة

حماس تتحدى شروط نتنياهو التعجيزية: لن نتخلى عن السلاح

داود: إحباط المخططات الإرهابية يدل على وجود تطرف بالأردن

علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض