عودة الشخصيات الجدلية للمواقع القيادية إساءة لمشاعر الأردنيين

mainThumb

17-08-2011 04:52 PM

تتداول العديد من الصحف الإلكترونية وبعض وسائل الإعلام أنباء عن احتمالات عودة بعض الشخصيات السياسية إلى مسرح الحياة العامة عبر توليهم مناصب رفيعة في الحكومة أو الديوان الملكي . والحقيقة أن هذه الأنباء باتت مزعجة جدا ليس فقط للنشطاء السياسيين ولكن لكافة المواطنين بمختلف شرائحهم ومشاربهم نظرا لما حام حول هذه الشخصيات من شبهات وشكوك تتعلق بنزاهتها واستثمارها للوظائف التي شغلتها ناهيك عن شبهات حول ثروات هذه الشخصيات ومصادرها .

الأردنيون كانوا يتمنون أن يتم مسائلة هذه الشخصيات عن مصادر ثراواتها وعن دورها في شركة موارد وفي هدر مال البلد الذي دفعه المواطنون من جيوبهم، وفي شبهات الفساد التي حامت حول المنحة النفطية الكويتية وأمور أخرى كثيرة آلمت المواطنين المرابطين الصابرين على جولات الباطل وعلو الفساد الظاهر البين.نعم نحن موجوعين من تاريخ هذه الشخصيات التي لم نرى على يديها إلا الويل والمآسي والترهل وسوء الإدارة وقد تنفس المواطنون الصعداء بابتعاد هؤلاء النفر من صيادي الفرص وجامعي المال والثروة والسلطة والجاه . أما الأكثر إيلاما ووجعا وأذى لمشاعر الأردنيين فهو أن ما نسمعه عن عودة وشيكة لبعض هذه الشخصيات ذات السمعة السيئة إلى مسرح الحياة العامة وبوظائف إستراتيجية في أعلى الهرم السياسي وقريبة من القيادة ومراكز صنع القرار .

نتساءل ويتساءل معنا معظم الشعب الأردني لماذا هذا التمسك بشخصيات أصبحت ذات رمزية خاصة للفساد والاستلاب والنهب والإساءة لمقدرات الدولة الأردنية. يتساءل أبناءنا وأهلنا في قرى وبوادي ومخيمات الأردن عن ثروات هؤلاء النفر وعن قصورهم وأرصدتهم وشركاتهم ونحن نعلم أنهم قدموا إلى الأردن قبل عشرين عاما لا يملكون قوت يومهم ليصبحوا من أصحاب الثروات ولم يبقى موقع وزاري أو في الديوان إلا وشغلوه أو أكلوه أو انتهكوا حرماته. ماذا نجيب فقراء الأردن ومزارعيه وعماله  ومعلميه ومتقاعديه الذين أخلصوا لبلدهم وساهموا في بناءه لتضع فئة من حليقي الرؤوس وقناصين الدولارات والدنانير أيديهم على مقدرات وإنجازات جاع الكثير من الأردنيين لتحقيقها .

الأردنيون محتارون لا بل مذهولون من أخبار واحتمالات عودة كابوس هذه الفئة الضالة إلى مسرح الأحداث لتتحكم بأرزاق ومصائر المواطنين ومستقبلهم. ألا يكفي الأذى الذي ألحقوه بالوطن؟ألا يكفي تبخر أموا الخصخصة وعدم معرفة أين ذهبت عدة مليارات من خزينة الدولة ؟ألا يكفي بؤر السلطة وأوكار الفساد والتسلط التي أنشأتها تلك الفئة ممن حامت  حولهم شبهات فساد ولم يجرؤ أحد على تحويلهم للنائب العام أو للقضاء لمعرفة أسباب ومصادر ثرائهم السريع؟

ألمذهل أكثر للمواطنين في النعيمة وبيت ايدس  ودوقرا وفقوع  ووادي الريان والجفر هو سر قوة هؤلاء النفر الذين جربنا أدائهم فآلمنا، واختبرنا عبقريتهم وبعد نظرهم ففجعنا وأحبطنا، ووثقنا فيهم فخذلنا ؟ نعم ما هو سر قوتهم وما سر شغف أولي الأمر بهم؟ ولماذا يثق بهم أولي الأمر في حين أن السواد الأعظم من الشعب ينتابهم نوبات مغص واكتئاب عند قراءة أنباء عن احتمالات عودة وشيكة لعدد من شخصيات الحرس الدجتل المجربة فالمجرب لا يجرب وكفانا مآسي.

المواطنين يا جلالة الملك متوترون وينظرون لأية تشكيلات قيادية قادمة بعين من الترقب المشوب بالحذر ويعتقدون أن عودة أسماء ارتبطت بشبهات وشكوك حول نزاهتها  واستثمارها الشخصي في الوظائف التي شغلتها تشكل عدم احترام وتقدير لرغباتهم وإرادتهم  .المواطنون لا يرغبون بشمول أي من الشخوص الذين اقترنت أسمائهم بفضائح وأزمات مالية رتبت على الأردنيين ديون إضافية وضرائب جديدة لتسديد فواتير وتبعات قرارات خاطئة وسلوكيات مشكوك فيها وأداء يفتقر لأبسط مقومات الكفاءة والجدارة.ساءني وهالني ما رأيت وسمعت من عدد من المواطنين الذين يفضلون هجرة بلدهم أو الانسحاب من الحياة العامة والسياسية احتجاجا على عودة هذه الثلة من الناس الذين تلوثت جيوبهم وعروقهم بمال الأردنيين المنهوب وعرقهم المهدور. نعم مواطنينا الطيبين المخلصين لتراب بلدهم يعتبرون أي عودة لشخصيات المرحلة السابقة لاستئناف ممارساتهم الآثمة ونهبهم لثروة الأردن والتحكم بمصير ومستقبل أبناءه إساءة بالغة وتحديا سافرا لمشاعر كل الأردنيين الذين يستطيعون أن يقدموا الآلاف من المؤهلين والجديرين لإشغال أي وظيفة في الحكومة أوفي الديوان الملكي.   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد