كيف تميز اللحوم البلدية عن المستوردة ؟!

mainThumb

10-08-2011 05:41 PM

القرار الذي اتخذته وزارة الصناعة والتجاره بفصل بيع اللحوم البلدية عن اللحوم المستوردة في المراكز التجارية والاسواق الكبيرة ( المولات) منعا للغش والطمع والضحك على المستهلكين ببيعهم اللحوم المستوردة على انها لحوم بلدية ويجنون الارباح ويجننون المستلهكين، قرار يستحق التوقف والتأمل فيه؛ فالوزارة مشكورة تحاول بكافة الوسائل والطرق حماية المستهلكين من جشع  بعض التجار الذي يستغلون شهر رمضان وغيره من باقي ايام السنة لجني الارباح  الطائلة  من اموال الغلابى الذين قد لا يأكل بعظهم اللحم إلا في شهر رمضان .

  في احد المناسبات الاجتماعية قال لي صديقي  شو رأيك في العزومة ؟!

 قلت : عزومه رائعه لقد اتعب صديقنا نفسه .

 قال : والغداء ؟!

 قلت : رائع والطعام لذيذ.

 قال:  يا صديقي لا تفرق في الطعام ، اللحم مستورد " مجفف " ، وليس بلدي .

 قلت  يا رجل  صديقنا رجل شهم وكريم ولا يعزم الا على لحم بلدي .

 قال: انا خبير في اللحوم ، واستطيع ان افرق اللحم البلدي عن المستورد ، وهذا درس تعلمته من والدي حيث كان يصطحبني معه لشراء اللحمه، وتعلمت منه الفرق بين البلدي والمستورد . كما ان طعم اللحمه " باين " . وتستطيع تمييزه ، فاللحم البلدي ينضج "يستوي" بسرعه وتاكله بدون الاستعانة في طقم " اسنان " ، اما المستورد فتحتاج الى الاستعانة باسطوانه غاز اضافية          " اسبير" لكي  تنهي  مهمة استواء " اللحم" .   شو بدك دورة في تفرقة اللحوم  وتصنيفها ؟! .

اعود لسؤال صديقي فاقول: نعم المواطن الأردني بحاجة الى دورات ودورات لكي يستطيع تفرقة بين اللحم البلدي واللحم المستورد، اذا ان ختم وزارة الصناعة والتجاره الأخضر مخصص للحوم البلدية. وهذا الاجراء لوحده لا يكفي ويمنع الغش والجشع والطمع الذي قد يمارسه بعض التجار، وفي شهر رمضان يصاب اغلب المواطنين بعمى الالوان وضعف النظر وجنون الشراء والتسوق، وبعظهم يشتري " تواصي " واللحوم تصل للمنزل دون عناء التدقيق في الاختام والذهاب عند اللحامين، وبعظهم من كبار السن والمرضى ، وبعض اللحامين يلجأون الى بيع  القطع الموجودة عليها الختم وتبقى  " الذبيحه " بلا ختم، وتعدد اصناف اللحوم واماكن استيرادها  يجعل من الصعب التفرقة بينها وخاصة ان اللحوم " الخراف والاغنام " الاثيوبية تتشابه بشكل كبير مع اللحوم البلدية وبحاجة الى خبرة ودراية للتأكد منها، وجرى تلاعب من قبل شركات تستورد اللحوم من اثيوبيا وتحاول بيعها في الاسواق المحلية على انها بلدية ، مستغلة التشابه بين الصنفين من حيث الشكل، ولم تلتزم بالتعليمات المحددة المتعلقة بتوفير هذه اللحوم  باسعار لا تتجاوز الخمسة دنلنير للكيلو الواحد حيث تراوح سعر  كيلو الاثيوبي بالجملة من 7 دنانير الى 7.20  دينار، في حين يتراوح سعر كيلو اللحوم البلدية بالجملة من 8.5 دينار الى 9.5 دينار ، ولنتخيل اللارباح التي يتم جنيها في حال بيع هذه اللحوم الاثيوبية على انها بلدية ، والحقيقة المؤكدة ان (500) خاروف مستورد من اثيوبيا ذبحت في مسلخ الامانة من اصل (9000) تسعة الاف راس جرى استيراها خلال الشهر الماضي فاين ذهبت باقي الخراف؟ واين ذبحت ؟! وكيف بيعت ؟!  كما ان الوزارة لا تتمكن من توفير فرق ضبط لمراقبة التجار في معظم مناطق المملكة، بالرغم ان بعض فرق الرقابة في وزارة الصناعة والتجاره استطاعت ان تضبط بعض المحلات والملاحم التي كانت تقوم ببيع اللحوم المستوردة على انها بلدية واخرى تقوم بخلط اللحوم البلدية بالمستوردة ، وهناك تجار اعلنوا حالة الطواريء والغش قبل قدوم شهر رمضان وتم ضبطهم ، والوزارة حررت (392) مخالفة منذ بداية شهر رمضان المبارك تتعلق في مخالفات متعدده اقترفها تجار في مختلف مناطق المملكة تتعلق في زيادة او عدم اعلان الاسعار وغيرها من المخالفات التموينية  .

وبعد ،،، تذكرت قصة " عزومة " صديقي الذي  وقع في " فخ " طمع وجشع التجار ، وكثيرون يقعون في الفخ نفسه ، ويتعرضون الى النقد بالرغم من شراء اللحوم على انها بلدية خاصة ممن لا يعرفون في اللحوم وتصنيفاتها ولون اختامها ، فالمطلوب ليس ختم اللحوم كي نتمكن من تصنيفها ووضع نقودنا في الشراء الصحيح، وعدم التعرض للغش والخديعة والنقد والقيل والقال وخاصة ان شهر رمضان حوله بعض افراد المجتمع الى شهر للعزائم والولائم. المطلوب نشر اسماء التجار المخالفين في وسائل الصحافة والاعلام، وختم التجار الذين يتم ضبطهم بالغش وليس ختم اللحوم ؛ حتى لا  يتسوق المواطنين منهم مستقبلا ، فالذي يغش اللحوم لا تضمن سلوكه بعدم الغش في المواد التموينة الاخرى، على وزارة الصناعة والتجاره ايجاد ختم  يدمغ به كل تاجر غشاش وجشع وطماع . انها ازمة اخلاق وفقدان ضمير يمارس عينك عينك والمواطن يدفع الثمن ، وبالمقابل يأكل لحوما مستوردة. 

مسك الختام ،،، سؤال مسابقة الشهر : كيف تميز اللحوم البلدية عن اللحوم المستوردة ؟!

ohok1960@yahoo.com

اكاديمي ،،، تخصص علم اجتماع


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد