سلوكيات لا تليق بفضائل شهر رمضان (1)

mainThumb

06-08-2011 11:48 PM

يهل علينا   شهر رمضان المبارك ، شهر البر والإحسان ، شهر ينتظره الجميع بشوق ولهفة، لينهلوا من بركاته الكثيرة وإفاضاته الجليلة، وينعموا بأجوائه الإيمانية والإنسانية العطرة، فهو شهر الصيام والقيام والتوادد والتراحم، شهر للتطهر من اعباء الدنيا، ومشقة الحياة الدنيوية، وللنقاء الروحاني، والعطاء بسخاء لانه شهرالصدقة سراً وعلانية، حيث ان رسولنا كان اجود ما يكون في شهررمضان.



 نستشف مما سلف ان رمضان المبارك مدرسة ربانية أيمانية رحمانية، يعلو فيها الصائم عن الماديات،ويقهر الشهوات المفطور عليها، ويشف فيه الإنسان  بطاعة الله عز وجل ليرتقي الى منزلة الملائكة، ويجدد العهد على الإمساك عن النواهي، والاقبال على اوامر الله ، ويتقشف حتى يشعرالصائم، بشعور الفقراء والمحتاجين ،عندما يصوم طوعاً،عن  الطعام والشراب ،كي ينمي عنده  روح الانضباط ومحاسبة الذات، فيلتزم الصراط المستقيم، والأخلاق الحميدة. ويعيش الجميع الأخوة والمساواة والتعاون والتكافل.



منذ سنوات  بدأت برصد جملة من الأخطاء السلوكية والتربوية  التي يرتكبها بعض الصائمين والصائمات.  اود ان اشير الى  بعض  الأخطاء ضارعاً الى المولى العلي العزيز ان يجنب الجميع من التعرض للوقوع بها ،لانها  سلوكيات لا تليق بفضائل الشهر المبارك .



أولا : استقبل بعض افراد المجتمع لهذا الشهر المبارك بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات وتخزينها ، واللجوء للقروض او الاستدانه من اجل شرائها ، وهذا السلوك يكون بديلا عن السلوك الحقيقي الذي يجب ان يتم به استقبال شهر رمضان  والمتمثل بالاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين . فهذا الشهر من المفترض ان يكون شهرا للعباده  وعمل الخير وطلب المغفرة والطاعة وتلاوة القرآن، والإكثار من الدعاء ومحاسبة النفس والتزود بصالح الأعمال والتكامل الاجتماعي والصبر والعمل بجد وتفان واتقان وعدم الإسراف غير المبرر فى شراء الاطعمه والمشروبات او الإكثار من العزائم وكان شهررمضان أصبح شهرا للتخمة والمبالغة فى تلبية احتياجات المعده والمتع الغذائيه وهذا يتناقض تماما مع مبادئ وفلسفة الصوم التى تركز على تلمس معاناة الفقراء والتكافل والتواصل والتراحم بين افراد المجتممع.



ثانيا :كلمات  سمعتها تتردد على ألسنة بعض المتحدثين في مناسبة شهر رمضان وهي  " رمضان كريم " ،  وكلمة " كريم  " يفضل ان تستبدل بكلمة " مبارك " لتصبح الكلمات التي يجب ان تتردد على السنة المتحدثين  "  رمضان مبارك " ،  وتعليل ذلك  كون شهر  رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل والخير والبركه، وجعله شهراً مباركا  فاضلاً. فالشكر والحمد والثناء لله سبحانه الذي بارك لنا في هذا الشهر .  



ثالثا: يصر بعض المواطنين على الخروج للتسوق وشراء احتياجاتهم الرمضانية في وقت متقارب مع قدوم موعد "ساعة الافطار" وذلك حرصاً منهم على ان تكون  مشترياتهم " ساخنة"ـ بالعربي الفصيح ـ يريدون القطايف  والخبز والعصائر طازجة " . هذا السلوك يتسبب في ازدحامات مرورية، وفي حال تأخر هؤلاء عن موعد الإفطار يلجأوون الى السرعة الزائدة وارتكاب الحوادث القاتلة، ومن ناحية اقتصادية تؤدي الى زيادة استهلال  الوقود في المركبات وهذا كله يؤدي الى استنزاف ميزانية الأسرة  .  التي تعاني اصلاً من عجز محسوس وملموس في الدخل .



رابعا : تكرار الذهاب إلى الأسواق التجارية في اليوم أكثر من مرة ، وذلك لنسيان شراء بعض المواد التموينية، بسبب عدم تدوين ما يحتاجونه، من المواد الضرورية،وهذا بدوره يؤدي إلى استنزاف في الاتصالات  الخلوية مع الأسرة لتذكيرهم  بالمشتريات المطلوبة .




خامسا: اصبحت الرسائل الخلوية " المسج " ، والبريد الالكتروني والفيس بوك والتوتر  وسائل  التهنئة بين أفراد المجتمع بمناسبة حلول شهر رمضان، فقبل حلول رمضان باسبوع تبدأ المسجات المستنسخة وبطاقات التهنئة تتبادل بين الاصدقاء والاقارب ووصلت هذه الطرق الالكترونية التهنئة بين الاقارب من الدرجة الأولى ، وفي كل عام في شهر رمضان تتعرض معظم شبكات الاتصالات الخلوية وبنسب متفاوتة إلى ضغط شديد يتسبب في معاناة المواطنين في إجراء مكالماتهم الخلوية أو عدم نجاحها من أول مرة. بسبب تضاعف  معدل ارسال الرسائل من  ( 3 إلى 4 اضعاف  ) مقارنة بمعدل تداول الرسائل القصيرة في الايام العادية وقدرت في العام الماضي  بحوالي ( 18 ) مليون رسالة خلوية ، واذا اعتمدنا مبلغ ( 3 ) قروش سعر الرسالة المحلية  والدولية( 6 ) قروش. هذا يعني اننا انفقنا نصف مليون دينار اردني على الرسائل الخلوية فقط . وبعد مرور اسبوع على شهر رمضان المبارك الا ان الرسائل لم تزل تتبادل بين افراد المجتمع.



وبعد،،، هذه بعض من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة التي ترتكب في شهر رمضان ، أنقلها إليكم بأمانه حتى نتجنبها، وعدم ارتكابها ؛ لأن ارتكابها يؤدي الى معاناة نفسية  ومشكلات اجتماعية، واحمالاً اقتصادية نحن في غنى عنها بقليل من الصبر،وقليل من التخطيط السليم،والالتزام بقواعد المرور.



مسك الكلام ،،،،  كل عام وانتم بخير واردننا  احلى واجمل في ليالي رمضان المبارك ، وللحديث اكثر من بقية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد