العتبات

mainThumb

27-07-2011 02:38 AM

العتبات غروب الشمس ، كان موعدا لنساء الحي ، للتجمع واحتساء القهوة والجلوس على عتبات المنازل ، ، للبدء بطقوس طق الحنك والنميمة ، أساسا كانت هذه تسليتهم الوحيدة وطريقة الترفيه عن أنفسهم .



يبدا التجمع فور خروج "أم صبحي " وجلوسها على عتبة المنزل ، ليلتم حولها باقي النسوة ، لتبدأ كل واحدة من النساء ، بسرد ما لديها من أخبار ، ثم يتم التعريج للحديث عن "أم صلاح" ، والاستفسار عن سبب الصياح المنبعث من منزلها ليلة أمس ، هذا التسائل يصنع لديهم عصف ذهني للوقوف على أسباب ذلك الصراخ والصياح . ويجعل كل واحدة منهن تشعر بأن لها رأي ووجهة نظر قد تكون هي الاسلم والأصح . فمثلا " أم صبحي " تعتقد ان الصراخ بسبب قيام "أبو صلاح" بضرب " أم صلاح " "كتلة" مرتبة ، أما "أم رمزي" فاعتقادها يكمن في العكس ،




 "ام صلاح" هي من ضربت "أبو صلاح" ، لبصبصته على نساء الحي ، تعود " ام صبحي " لتعلق على حديث "ام رمزي" : والله معاك حق فعلا ببصبص ، هنا تعتدل "ام رمزي" في مجلسها وتغمز الحضور وتقول " زي ما بقلكم " . تعارض " أم محمود" هذه الفكرة وتقول : صح ببصبص ، بس مش هيك ، الصراخ كان عشان بنتهم "سلمى" ، بقولوا سلوكها مش كويس ، وابني محمود شافها مع شب في المجمع . هنا يتغير مجرى الحديث ،




ويدخل في الحديث عن الأعراض ، وتبدأ الوشوشة والوتوتة ، وتنخفض الاصوات ، ويبدأ الغمز والهمس واللمز ، تحذر احدى الموجودات البقية من اقتراب طفل ، فيتغير مجرى الجديث لتقول "ام صبحي" ، الله يستر علينا ، بابتعاد الطفل وخلو الاجواء ، تعود " أم محمود" لتدلل على ما قالت ، " ما بتشوفوها طول نهارها عالسطح وعالتلفون " . في هذه الأثناء يعرى حتى الجد السابع " لسلمى " ، وتتبعثر آخر ذرة كرامة وشرف لعائلة " أم صلاح " ويوضع في الذمم ما لا يمكن ان تتحمله ، وتبهر الأحاديث وتملح . في نهاية الجلسة ، تردد النسوة عبارة واحدة " الواحد ما بدو يحط بذمته ، الله يستر على الناس ،




 وكلنا عنا بنات " وتعود كل واحدة الى بيتها . بعد أيام يتبين بأن صوت الصراخ والصياح ، كان بسبب ضبط " صلاح " وهو يدخن لا ادري لماذا ذكرتني بعض دعوات الاصلاح ، "بأم صبحي " ومجموعتها ؟! ربما لانهم يتشاركوا في حديث العتبات .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد