الوطن البديل بين الواقع والخيال
اولا : اسرائيل منذ نشاة اسرائيل باحتلالها للاراضي الفلسطينية عام 1948 كان حلم اسرائيل بانشاء دولة دينية يهودية نقية, وحاولت كل الوسائل والسبل لتفريغ الاراضي المحتلة من اهلها الاصليين, وتشريدهم الى الضفة الغربية والدول المجاورة فشردت من شردت وهجرت من هجرت, ولكنها لم تستطع تفريغ الاراضي المحتلة كليا من اهلها, فقامت باحتلال الضفة الغربية عام 1967 ضمن حلم التوسع الاسرائيلي الذي قابله ضعف وتشتت عربي, واستمرت محاولات اسرائيل بتحقيق الحلم اليهودي بدولة دينية نقية, واستمرت المحاولات حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي, عندها ادركت اسرائيل مدى استحالة تحقيق الحلم اليهودي على ارض الواقع, فاتجهت اسرائيل الى بناء الدولة الاسرائيلية الحديثة ضمن حدود عام 1948 وأهملت الاراضي المحتلة عام 1967 فلا بنية تحتية او اعمار في هذه المناطق وذلك لادراك اسرائيل بان هذه الاراضي سوف تعود يوما لايدي الفلسطينيين,
اما فيما يتعلق بالعرب الفلسطينيون المقيمين ضمن حدود عام 1948 فقامت اسرائيل بمنحهم الجنسية الاسرائيلية ودمجهم في المجتمع المحلي ادراكا من اسرائيل بأستحالة تهجيرهم خارج اسرائيل. وأصبح الخيار الاسرائيلي هو خيار السلام والتعايش مع المحيط العربي وخيار الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية, ولكن بقيت اسرائيل تستخدم مصطلح الوطن البديل كورقة ضغط لتحقيق اكبر المكاسب التي يمكن تحقيقها على طاولة المفاوضات الاردنية والفلسطينية. فاصبح الوطن البديل بالمعنى العام من وجهة النظر الاسرائيلية,
اما اعادة احتلال مناطق 1967 وطرد جميع الفلسطينيين شاملا مواطنين اسرائيل من عرب 1948 واجبارهم الى الهجرة للاردن وهذا بالضرورة يعني احتلال الاردن اولا لتنفيذ هذا المخطط,هذا من جهة, او يعني الوقوف بصلابة امام عودة لاجئي عام 1948 الى الاراضي الاسرائيلية من جهة اخرى, واصبح من الواضح الان ما يعني الوطن البديل من وجهة النظر الاسرائيلية. ثانيا: الدولة الفلسطينية الدولة الفلسطينية في الوقت الحالي ( قبل تشكيلها كدولة مستقلة لها سيادة كاملة على اراضيها المعترف بها دوليا) ما زالت مرتبطة ارتباطا كاملا في دولة اسرائيل,
ومن هنا الوطن البديل في البعد الفلسطيني فهو مرتبط ارتباط مباشر بالمفهوم الاسرائيلي للوطن البديل, فقد يعني عدم السماح الاسرائيلي بتشكيل دولة فلسطينية ذات سيادة وطنية على اراضيها, او اعادة احتلال الاراضي الفلسطينية لحدود عام 1967 وهو ما تم تفصيله سابقا, ومن الواضح تماما ان المفهوم الاسرائيلي ضمن التطورات الاخيرة ( اتفاقيات السلام مع الاردن والمفاوضات الجارية مع الطرف الفلسطيني) ان مفهوم الوطن البديل اسرائيليا يعني عدم السماح للاجئي عام 1948 بالعودة الى مناطق 1948 وذلك للمحافظة على الغالبية اليهودية داخل دولة اسرائيل, اما بالنسبة للنازح الفلسطيني فليس هناك ما يمنع عودته الى اراضي الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 " ظاهريا على الاقل" عند تاسيس الدولة الفلسطينية, فهو سوف يصبح شأنا فلسطينيا داخليا لا علاقة لاسرائيل به. فللدولة الفلسطينية ان تقرر من يقطنها وآلية العودة الى اراضيها, بالتوافق مع الدول المضيفة للنازحين , ويقف الاردن على رأس هذه القائمة. ثالثا: الاردن الوطن البديل اردنيا كان يعني الخضوع للضغوط الامريكية والاسرائيلية لقبول اقامة اتحاد فدرالي او كونفدرالي مع ما يتبقى من اراض فلسطينية او مع الفلسطينيين بدون ارض.
وفي كلتا الحالتين فان اسرائيل كانت صاحبة الخيارين "الخيار الاردني" ويعني عودة السلطة الاردنية الى ما يتبقى من الضفة الغربية, وتهجير جميع الفلسطينيين للمناطق الاردنية," والوطن البديل" ويعني في هذه الحالة توطين الفلسطينيين في الاراضي الاردنية دون انسحاب اسرائيلي من اية اراض فلسطينية محتلة. ولكن لما سيق في بند اسرائيل في هذا المقال وبند الدولة الفلسطينية , نرى ان الوطن البديل لا يمكن تطبيقه عمليا على ارض الواقع ضمن المعطيات الحالية الا من خلال الاستثناءات المذكورة.
ولكن الاردن استخدمت مصطلح الوطن البديل في معناه الفضفاض لتحقيق مكاسب داخلية ساعدت على استقرار النظام الاردني من خلال الابقاء على فزّاعة الوطن البديل رغم قناعة الاردن بأستحالة تطبيقها على ارض الواقع , وازدادت حدة هذا الطرح في الفترة الاخيرة بعد بدء الحراك الشعبي الاردني المطالب بالاصلاح, فوجدت الحكومات الاردنية فرصة استخدام مصطلح الوطن البديل كوسيلة لتجنب استحقاقات الاصلاح تحت ذرائع الهوية الاردنية وتحديدها قبل البدء بأية خطوات اصلاحية دستورية او اقتصادية. واتهام مطالبي الاصلاح بدعاة الوطن البديل..!!
نتائج: كان الوطن البديل خيارا مطروحا اسرائيليا ضمن معطيات اقليمية وعالمية في وقت ما, ولكن الحلم الاسرائيلي بدولة يهودية نقية انتهى ايضا بمعطيات اقليمية وعالمية في نفس الوقت, ادركت اسرائيل بشبه استحالة تحويل فكرة الوطن البديل الى حقيقة على ارض الواقع, فكانت اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية من جهة وتشكيل نواة الدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967, ولكن تبقى اسرائيل تسعى الى تحقيق اكبر النتائج لصالحها خصوصا في موضوع عودة اللاجئين فتستخدم ورقة الوطن البديل لتحقيق غاياتها.
اما الاردن فستبقى تستخدم ورقة الوطن البديل للاستهلاك الداخلي لتجنب اية مشاريع اصلاح حقيقي, فعند تشكيل الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 كدولة كاملة السيادة على اراضيها, فسيصبح موضوع اللاجئين والنازحين في الاردن وعودتهم الى الدولة الفلسطينية شانا اردنيا فلسطينيا لا علاقة لاسرائيل به, يتم الاتفاق عليه بين الدولتين بحسب ما تقتضيه مصلحة الطرفين, او حتى الاتفاق على صيغة وحدة تحقق الاهداف والمصالح العليا لكلا الشعبين. وعلى اية حال سيكون بامكان اي اردني او فلسطيني ان يقيم على الاراضي الفلسطينية بحريته واختياره. فاذا اختار المواطن الاردني من اصول فلسطينية ان ينتقل الى الدولة الفلسطينية والتمتع بجنسيتها فله ذلك.
في النهاية فأن الاردني من اصول فلسطينية هو مواطن اردني له ما لباقي المواطنين من حقوق وعليه نفس الواجبات لحين تشكيل الدولة الفلسطينية كاملة السيادة عندها له حرية الخيار في مواطنته ومكان اقامته. ولازالة اية اوهام متبقية من الحلم الاسرائيلي في الوطن البديل, فان على الاردن اولا ان يحافظ على اللحمة الوطنية لمواطنيه والوقوف خلف المفاوض الفلسطيني بصلابة في مفاوضات الحل النهائي وعودة اللاجئين, وتمكين السلطة الفلسطينية من انشاء دولة فلسطينية كاملة السيادة على اراضيها. التفرقة والتمييز بين المواطنين الاردنيين من شتى الاصول والمنابت لا يخدم الا الاجندة الاسرائيلية ويضعف الموقف الاردني والفلسطيني.
متى يستفيق العرب ويلحقوا بركاب المبدعين
هل مطعوم كورونا شرطًا لأداء الحج هذا العام .. الأوقاف توضح
خلايا رعدية ماطرة تصل إلى هذه المناطق وتحذير من الأرصاد
بينها بلد عربي .. الكشف عن 9 دول يهددها كويكب مرعب
لاعب عراقي: وضعنا المالي صعب ولا نملك دفع أجرة التكسي
الفلسطينية النيابية: تسيير قافلة مساعدات بقيمة مليونين دينار إلى غزة
حركة طيران نشطة بالاتجاهين من عمّان إلى سوريا وبالعكس
القسام تنشر مشاهد جديدة لتسليم المحتجزين .. فيديو
فوائد مذهلة لشاي الماتشا على البشرة
وفاة مأساوية لعروس مصرية بعد تناول وجبة بيتزا في أسيوط
تحذير صحي: الزهور المقطوفة قد تشكل خطرًا غير متوقع
مندوب فلسطين بالجامعة العربية يثمن موقف الأردن الرافض للتهجير
بلاغ حكومي بخصوص ساعات الدوام الرسمي في شهر رمضان
تخفيضات كبيرة في الاستهلاكية العسكرية .. رابط
أجمل قصيدة لطفلة أردنية في استقبال الملك:قالولي من وين انت يا بنت .. فيديو
بيان مفتوح للتوقيع لإنقاذ جامعة اليرموك من أزمتها .. أسماء
وقفة احتجاجية حاشدة في الزرقاء .. صور
المركز العربي للمناخ: احتمالية نزول قطبي يؤثر على المنطقة
وزير داخلية أسبق:حل الهيئات المستقلة تعوّض قطع المساعدات الأمريكية
توضيح من المركز الوطني للأزمات بشأن بناء مخيم إيواء بالأزرق
غضب لعدم صرف أمانة عمان مكافأة نهاية الخدمة لمتقاعدين
استقبال شعبي للملك في مطار ماركا الخميس
فتح باب القبول المباشر في جامعات رسمية .. أسماء
هل سيشهد الأردن عواصف ثلجية في شباط
مهم للمقبلين على الزواج بشأن أسعار الذهب بالأردن اليوم