لهذه الاسباب فشل اعتصام النخيل

mainThumb

18-07-2011 12:50 AM

كان فشل إقامة اعتصام ساحة النخيل بوسط عمان يوم الجمعة الماضي متوقعا فقد أخفقت جهود منظمي الاعتصام لجلب المواطنين واستدراجهم للمشاركة فيه وكان عدد المتظاهرين حسب مقالة الأستاذ فهد الخيطان يوم السبت بجريدة العرب اليوم (متواضعا ). ربما لم يتجاوز العدد الفعلي للمشاركين العشرات والبقية كانوا عابري سبيل في المنطقة المكتظة كالعادة بالمارة إضافة إلى المتفرجين وهواة حب الاستطلاع وعناصر أجهزة أمنية بلباس مدني وكشف هذا الحجم المتناهي الصغر لجسم التظاهرة عن معاناة المخططين من الوهم ووقوعهم لمؤثرات جعلتهم يتوقعون حضور عشرات الآلاف إلى الساحة .




 بالمقابل أظهرت هذه الحركة قدرة الشباب الأردني على مقاومة صنوف وسائل التحريض والتلاعب بالعواطف وإثارة الانفعالات وعكست حالة من النضوج للتمييز بين الزبد الذي يذهب جفاء وبين ما ينفع الناس ويمكث في الأرض واعتبار الدعوة للاعتصام مجرد تقليد غير مبرر لما يجري في بعض الدول العربية من أحداث مريقة للدماء وانهيار أوضاعها الاقتصادية وتدهور الأحوال المعيشية لشعوبها وفقدان الأمن والتدخلات الدولية واتجاهها نحو مستقبل مجهول.




غياب الأقطاب وكبار أبناء المجتمع من الوجهاء والقادة والعلماء والأساتذة والمفكرين شكل إضافة نوعية لعوامل إضعاف ظاهرة الاحتجاجات والمسيرات وعزوف الثقات عن تولي الدعوة لمثل هذه ألاعتصامات وعدم ثقة الشباب بالجماعة البديلة او قبول الانصياع لأفكار الزعامات الطارئة والاقتناع بأسلوبهم ألتصعيدي في التعبير والشك بأهدافهم بعد أن ثبوت نيتهم بأحداث التخريب وانشطار المجتمع وقذفنة صورة السلطة الأردنية وبثها عبر وسائل الإعلام العالمية لتحقيق مكاسب إعلامية لخدمة مخططاتهم .




 الرفض الشعبي الواسع النطاق لدعوات الفتن أسهم أيضا في إفشال الاعتصام وكان آخره تنديد كبار العلماء ورجال الدين وشجبهم لدعوة محمد أبو فارس للفتنة ومنهم أمين عام دائرة الإفتاء والشيخ حمزة منصور الذي اعتبر الدعوة تعبر عن رأي صاحبها ولا تمثل رأي الحركة الإسلامية وقبل ذلك محاولة إثارة الفتنة عن طريق غسل أدمغة بعض شباب أبناء العشائر والمناطق الكبرى وتوريطهم والقذف بهم في واجهة الإحداث.




 القناعة الشعبية بان التغييرات الجذرية والوصول إلى الإصلاح المنشود لا يتم بطرق عشوائية خاطفة قد تؤدي إلى نتائج عكسية ومراعاة الكلفة المالية للانجازات والرغبة في انتظار تنفيذ برامج الإصلاح وتوصيات اللجان الوطنية التي أعلنت عنها الحكومة ومعالجة قضايا الفساد تمثل ثوابت وطنية أجهضت اعتصام النخيل وستكون السبب بإفشال أي محاولة تخريبية شبيهه مستقبلا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد