الشاذون فقهيا(دعاة على ابواب جهنم )

mainThumb

17-07-2011 03:21 AM

لاشك أن الناس علمائهم وعوامهم يعرفون المقصود بالشذوذ الجنسي وملخص معناه السلوك الجنسي غير السليم وممارسته بطريق غير أخلاقية وغير شرعية ولكن قلة قليلة من يعرفون معنى الشذوذ الفقهي ولا يعرفون خطره على المجتمع ,صحيح أن الشذوذ الجنسي له أبعاد وآثار كبيرة مدمرة على الفرد والمجتمع لكن الشذوذ الفقهي له آثار أكبر وأعظم في نشر الفساد الفكري وتدمير قيمة الإنسانية في نفوس الناس ولذلك حذرا لله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام من إتباع الشهوات والميل معها حيث مالت وتطويع الفتوى والفقه ليتناسب مع أطماع الإنسان ورغباته وقد منع الحق سبحانه وتعالى العبث بأحكام الشريعة تحت أي مبرر قال تعالى : (إن الحكم إلا لله)وقال تعالى : ( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )




ومن القواعد الفقهية الأساسية في الإسلام حرمة العبث بالأحكام الشرعية تحليلا وتحريما ويستوي في ذلك التحليل والتحريم فكما أن الخمرة ,والخنزير, والدم المسفوح, من المحرمات فان التجرؤ على التحريم يعادل جريمة التجرؤ على التحليل, فلا يجوز تحريم ما أحل الله مهما كان موقف المفتي منه شخصيا لأن التحليل والتحريم يعود لله وحده لا شريك له, ويجب التنبيه هنا إلى أن الاعتداء على هذا المفهوم الشرعي يقود صاحبه للوقوع في أكبر الفتن والعياذ بالله وهو الكفر فقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام جالسا مع أصحابه ذات يوم فتلى قول الله تعالى "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله "فقال :عدي بن حاتم وكان قد تنصر قبل الإسلام يا رسول الله والله ما كنا نعبدهم فقال: أولم يكونوا يحلون لكم ما حرم الله عليكم ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم قال نعم قال فتلك عبادتهم ,وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان "رواه أحمد




ولذلك فان الانجرار وراء الفتاوى الشاذة الصادرة من أناس لا يخافون الله تعالى يعادل ما عده الرسول عليه الصلاة والسلام عبادة للرهبان والأحبار الذين كانوا يعتدون على تشريع الله فيحلون ويحرمون حسب أهواءهم والملاحظ هذه الأيام انتشار الشذوذ الفقهي الذي يسمم حياة الناس ويلوث أفكارهم والمطلوب هو الانتباه إلى خطورة الخطاب الديني غير الرشيد وغير المسؤول الذي يدمر المجتمع وينشر الفساد والخراب والدمار والسؤال المطروح اليوم أليس التعرض لمسائل مختلطة على الناس أمر في غاية الجهل؟؟؟ وهل من الحكمة إصدار تصريحات وفتاوى لا يدرك أبعادها كثير من أبناء المجتمع؟؟؟؟




الجواب بقول الرسول عليه الصلاة والسلام"حدثوا الناس على قدر عقولهم ,أتريدون أن يكذب الله ورسوله "وهل يفهم الناس عموما ما ذهب إليه الشيخ من إعطاء حكم منسوب لله زورا وبهتانا من أن من يموت في المظاهرات يعتبر شهيدا عند ربه؟؟؟وهل يدل ذلك على الحصافة والعقل؟؟؟




وهل تحتاج الأمة إلى هذه الفتوى العامة والتي تم تنزيلها على واقعة افتراضية ؟؟؟...يشم من خلالها تشجيع الناس على الفوضى والموت لا لشيء معتبر شرعا فليس الموت فيها دفاعا عن الأوطان أو إعلاء لكلمة الله أو دفاعا عن الأعراض أو الأموال وليس فيها جهاد للأعداء في سبيل الله ولا نرى هذه الدعوى إلا تحريضا على القتل والإفساد في الأرض وحتى لو قالها الشيخ بحسن نية لأن الغالبية من أبناء الشعب لا يدركون تفصيلات هذه الفتوى وهي كمن يقول لأطفال يلعبون بجوار السيارة (لا تنفسوا عجل السيارة)




 وكأنه ينبههم و يحفزهم على القيام بما نهاهم عنه ,ولقد شاع في الأمة الاعتداء على الشريعة الغراء سواء كان من خلال علماء السلاطين الذين أباحوا للحاكم كل شيء وأولوا له كل تأويل وشرعنوا له كل فساد من اجل أعراض الدنيا الفانية التي لا قيمة لها أومن خلال المتشددين والمتربصين ,وأصحاب الأغراض الذين يجيشون الشارع العام لخدمة مآربهم وأطماعهم السياسية فإذا ما خضعت الحكومات لمطالبهم رضوا وأسكتوا الجماهير وإذا وقفت أمام مصالحهم حاولت تلك القوى تأزيم الشعب مثيرة أعظم الفتن والدمار في المجتمع ومقدمة قرابين من البسطاء الجاهلون المسيرون ثمنا لغرورهم وأطماعهم ,أماهم وأولادهم فيراقبون المشهد عن بعد وينتظرون قطاف الثمار (المر )الذي يدفع ثمن قطافه المجتمع بأسره,



 يقول الإمام الشا طبي عليه رحمة الله لا تجد مبتدعا ممن ينتسب إلى الملة إلا وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي فينزله على ما وافق عقله وشهوته لذلك نقول كلمة حق نريد بها حق إن التساهل في الفتوى يعادل التشدد فيها,وأن تغليب المصالح مقدم على جر المفاسد, ونناشد الحكومة أن تتقي الله في الشعب, وتفعل نظام المراقبة والمحاسبة, وتعطي الشعب حقوقه كاملة غير منقوصة, لتفويت الفرصة على من له غرض في خراب البلد. الهم أحفظ علينا ديننا ,وبلادنا يارب العالمين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد