مكافحة المخدرات، جهود ملموسة

mainThumb

11-07-2011 06:01 PM

في الوقت الذي كان فيه الأردن يشارك دول العالم الاحتفال في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي صادف يوم 26 حزيران الماضي تحت شعار " فكر في صحتك ومجتمعك ، المخدرات هي القاتل الاعظم ".

 وفي غمرة الاحتفال الذي  اقامته مديرية الأمن العام بهذه المناسبة؛ تذكرت زيارة جلالة المغفور له بأذن الله الملك الحسين بن طلال الى دار رئاسة الوزراء يوم 8 شباط 1994 وترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء وطلب جلالته ايلاء مكافحة المخدرات اهتماما خاصا, وواصل جلالته اهتمامه ومتابعته حيث التقى بتاريخ 26 شباط 1994 باعضاء مجلس النواب الاردني وشدد على التركيز على ظاهرة تعاطي المخدرات في الاردن وعلاجها بالشكل الصحيح واتباع الاجراءات الصارمة وملاحقة المهربين او التجار واستحداث المراكز المطلوبة لمعالجة المدمنين واخراجهم من الوضع الذي هم فيه .

والمتابع والمحلل والمدقق والراصد للقضايا والمشكلات الاجتماعية يذكر جيدا بأنه قبل عام 1994 لم يكن في الأردن اى نشاط في مجال التوعية من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية, بالرغم ان ادراة مكافحة المخدرات في الاردن من اقدم الادارات في الوطن العربي ، ولها مكانه وسمعة مرموقة على المستوى العربي والعالمي
، ولكن الجهود  منذ مطلع السبعينات ولغاية 1994 كانت موجهة فقط لمكافحة التهريب لان المسؤولين ونظرا لضيق افقهم وعدم تناولهم للموضوع على محمل الجد وتذرعهم بالسمعة التي قد تتأثر بها الاردن اذا تم الحديث والوقاية حول هذا المرض, حتى قرع جلالته طيب الله ثراه ناقوس الخطر وطلب من الحكومة والاجهزة المعنية اتباع الطرق كافة للوقاية والمكافحة والعلاج . ومنذ ذلك التاريخ ومديرية الامن العام من خلال جهود ومتابعة ومراقبة ويقظة نشامى ادارة مكافحة المخدرات تحقق نجاحات متميزة في مكافحة المخدرات وتحصين الوطن وابنائه من جريمة تعاطي المخدرات وحمايته من آثارها الاجتماعية المدمرة التي تذل الفرد وتحطمة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا .

والأردن كما هو معروف ليس منتجا للمخدرات, ويخلو من زراعة اي نوع من انواعها المختلفة؛  الا أن موقعه الجغرافي المتوسط بين بعض دول الانتاج ودول الاستهلاك جعل منه بلد عبور ( مرور بالترانزيت ) من دول الانتاج الى دول الاستهلاك, وادارة مكافحة المخدرات في الأردن تضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه استخدام الأردن كممر لعبور المخدرات وتصديرها للدول المجاورة او ترويجها في الأردن فالانجازات الكبيرة التي تحققها هذه الادارة في المكافحة واليقظة والضبط  والتوعية والتثقيف والعلاج لمتعاطي المخدرات تثلج الصدر لما تتميز به من دقة وتفان ونجاح ، وحصل الأردن على مكانة مرموقة على المستوى العالمي في مكافحة هذه الآفة الخطيرة، والكميات التي ضبطها نشامى مكافحة المخدرات  تستحق الثناء والتقدير ، فخلال العام الماضي تمكنت الاعين الساهرة في ادارة المخدرات من ضبط   ومصادرة ما يقارب( 30 ) مليون من الحبوب المخدرة ، و(2) طن من الحشيش، و ( 247) غرام من الهروين، و( 33 ) كيلوا غراماً من مادة الكوكائين، وللعلم ان (  90% ) من هذه المواد المخدرة التي تم ضبطها ومصادرتها كانت  في طريقها  إلى الدول المجاورة للأردن، لنتخيل لو لم تضبط هذه المواد في الاردن وذهبت في طريقها إلى  الدول المجاورة؟ ما النتيجة؟. هذا الانجاز المتميز يدفعنا للتأمل والاشادة في الكلمة التي القاها مدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد مهند العطار في هذا الاحتفال واكد فيها على ان الأردن ليس بلداً منتجا للمخدرات أو مستهلكا لها؛  وموقعه الجغرافي قد ضاعف من حجم مسؤولياته كصمام أمان وخط دفاع في وجه عمليات التهريب المتنامية، فالأردن يعمل بكل ما يستطيع للحد من انتشار خطر هذا الوباء. وهذه الانجازات  تتحدث عن نفسها في مجال المكافحة والوقاية والعلاج والتشبيك مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لرفع مستوى الوعي في الاضرار الدينية والاجتماعية والصحية والاقتصادية لفئات المجتمع كافة .

مسك الكلام ,,,  اوسمة مرصعة بالفخر والاعتزاز نقدمها لنشامى مديرية الأمن العام بشكل عام وادارة مكافحة المخدرات بشكل خاص تقديرا لجهودهم الملموسه، واعينهم الساهرة لتحصين الوطن والدول المجاورة من المخدرات.

 

اكاديمي – تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد