الدراما العربية بعد الثورة

mainThumb

28-06-2011 10:59 PM

اقع وعهد جديد بدأ في بعض الدول العربية مثل تونس ومصر واليمن وليبيا الى حد ما، وهو واقع أنتج حدثاً هاماً كبيراً، لأن آثار تلك الثورات تجلّت فيها على كافة المستويات، وبالتالي فإن لتلك الآثار تداعيات أخذت تبلور نفسها على المستوى الفكري والفني تحديداً، لأن ميلاد تلك الثورات هو ميلاد جديد للفكر العربي، ووجهه آخر من الإبداع غيّب لعقود، بسبب حالة الكبت والحجر على عقل المواطن إلا بما يتلاءم مع السلطان أو حاشيته أو فروعه الأمنية.




 لذا فليس من الغرابة أن نشهد تقدما في الفكر والثقافة والفن، وأن يدخل هذا الثالوث في منعطف جديد، لأنه ولد بعد مخاض عسير كان دم المواطن العربي مداده وحكايته . وقد رأينا أن ذلك المواطن العربي المسكون بالخوف والتردد أصبح أكثر نضجاً ووعياً، حتى وهو يتلقى الرصاص الحي من كل أجهزة الأمن، لأنه بكل بساطة قرر أن يكسر حاجز الخوف والتردد، وأصبح يعي أن ما أمامه غير ما كان خلفه،




وهو ما سينعكس على الحالة الثقافية والفكرية والفنية، وسنرى في المستقبل القريب دراماً عربية أكثر نضجاً وملامسة لهمومه وآماله وتطلعاته، وبسقف من الحرية المسؤولة، التي تعبر عن نبض الشارع العربي، فالدراما كانت سابقاً تناقش تناول الشوارع الخلفية خوفاً من الرقابة أو المسؤول الحكومي أو الاجهزة الامنية، وهو في ارهاصاتها الأولى ما بعد الثورتين ولا أخص هنا تونس ومصر فقط، لأن الهزات الارتدادية لهما أًصابت الوطن العربي كله وإن كان بنسب متفاوتة،




 وقد بدأت الدراما العربية تبحث عن محتوى ومضمون يتواءم مع ذاك المواطن المقهور، لأنه أصبح يتطلع إلى مفردات جديد تجسدها أعمال تناسب آماله وطموحاته وتطلعاته في واقع جديد عنوانه الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية للجميع. ولكن علينا أن ننبه وتحذر أي كاتب لأي عمل ثقافي أو فكري أو فني أو عمل درامي، بعدم التسرع في الكتابة لأن تلك الحالة التي كنا نعيشها، تستحق أن تكتب أو تؤرخ بأعمال واقعية بعيدة عن التهريج والابتذال، لأننا كحاله عامة، أصبحنا جميعاً في حضرة المواطن العربي الذي لن يرضى بأقل مما قدم في سبيل حريته.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد